صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

حناء الدم
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هالني منظر لصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة أم يمتد ابنها الذي لم يبلغ الأربعة عشر عام يمتد مضرجا بدمائه في باب صالة طوارئ في احد المستشفيات وقد صبغت راحتيها بدماء ولدها الشهيد مع صرخة الم تشق حجب السماء لتصل إلى عرش الله لتنادي ´بأي ذنب قتلت" مع حفاظها على حجابها وسترها وحشمتها .
هذا المشهد والكثير من المشاهد الأخرى التي تتكرر يوميا كسيناريو ثابت يستبيح حرمة دم العراقيين بعد اجتماع غربان الشر من شيوخ دين باعوا دينهم بدنياهم وباعوا أنفسهم للشيطان وباعوا حتى أعراضهم وبين حكام دول لا يريدون لشعب العراق حياة وبين تكفيريين لا يفقهون من ,القول شيئا وبين حكومة فقدت زمام المبادرة للسيطرة على الوضع الأمني .
إن صورة المرأة المفجوعة بوليدها هي نموذج لماسي كثير تمر يوميا على بلادنا وبرأي إن العراق مقبل على كارثة اجتماعية كبيره نتيجة للأعداد الهائلة من الأرامل والأيتام والذين بحاجة إلى رعاية واحتضان واهتمام قي حين ان الحلول باتت غير موجودة في ظل الإرباك الحكومي والأزمات السياسية
إن ما نلاحظه خلال ما يجري من أحداث أمنية هو أن الحكومة العراقية تقف موقف المتفرج من كل هذه الإحداث . إذ نلاحظ عدم وجود ستراتيجيات أمنية جديدة ولا خطط مسبقة ولا عمليات استباقية كذلك لم نلاحظ تبديل في القيادات الأمنية ولا نرى تشخيص دقيق لأسباب الخروقات الأمنية ولا معالجات آنية  . 
مع كثر الاتفاق العسكري والميزانيات الضخمة للدفاع والداخلية يبقى الوضع على ما هو عليه وتبقى قوافل الشهداء مستمرة وأنات الأرامل وصرخات الأيتام تعلو تشكو إلى ربها ما يجري . غياب تام للجهد الاستخباري والمخابراتي . نحن نسمع عن صفقات تسليح بمليارات الدولارات لكن دون شئ يذكر أو تقدم ملموس . كما إن عدم محاسبة القادة الامنين يشير إلى إن التعيين في المناصب الأمنية يتم على نسبة الولاءات والمحسوبية .
في الدول الديمقراطية نلاحظ أن المسؤول يستقيل لأبسط خلل يحدث في مؤسسته  على عكسنا تماما فالدماء تسيل والضباط لم يتغيروا ولم يتغير النهج الأمني ولم نرى محاسبة فالبرلمان منشغل في خلافاته والحكومة منشغلة بصناعة الأزمات وأصبح الحبل على الغارب لمن يريد الدمار في بلد يستغيث ولكن ما من مغيث .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/26



كتابة تعليق لموضوع : حناء الدم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net