صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

القبة الحديدية في المنطقة الخضراء
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نصبت اسرائيل القبة الحديدية , للدفاع والحفاظ على امنها , وسلامة مواطنيها , ونجحت بذلك  نجاحاً باهراً , في  التصدي لمئات الصواريخ في كل جولة حرب , وتدميرها في الجو , قبل ان تصل الى اهدافها المرسومة والمحددة , ولم يذكر بان واحد من هذه الصواريخ نجح في ضرب هدفه بدقة . ان هذه القبة الحديدية , موجودة في المنطقة الخضراء , ولكن بشكل مختلف , وبنوع اخر من اشكال القبة الحديدية , المغاير بما هو موجود في اسرائيل . فالمنطقة الخضراء ظلت تتمتع بالامان والسلامة والاطمئنان , رغم ان الخراب والدمار وبرك الدماء , اجتاحت كل بقعة وزاوية من العراق , وتحملت بغداد العبء الاكبر من مسلسل القتل اليومي , بكل انواع ادوات الموت والخراب , كأن هناك اتفاق غير مبرم ومكتوب , بين مجرمي داعش وحزب الدعوة , باعطاءهم الحق بالقتل والتدمير , في اية  منطقة يودون زرع الموت المجاني فيها  , ما عدا المنطقة الخضراء . ونعرف من مسلسل الخراب الذي اصاب العراق , بان تنظيم داعش استطاع عدة مرات اقتحام بنجاح كامل  , اصعب واعقد  الاماكن الحساسة , المطوقة  بطوق امني صارم ومتشدد , بحيث لاتستطيع ذبابة واحدة اختراق هذا الطوق الامني الحديدي , وبعضها يبعد بضع مئات الامتار , من المنطقة الخضراء . وهنا يتبادر الى الاذهان  , بان ارهابي داعش يملكون الامكانيات  والاسلحة القادرة على احتلال بغداد واسقاطها وحرقها بالكامل  , باعتراف احد قادة حزب الدعوة , والمسؤول الاول عن الملف الامني , وخاصة ونعرف حسب ما كشف عنه , بان هناك تواطئ وتنسيق , بين المجاميع الارهابية المجرمة , وبعض القيادات الامنية , من ذوي الذمم الضعيفة وعبدة الدولار , وكذلك بعض الجهات السياسية , التي  تعلن بصوت مسموع بانها مع العملية السياسية والمسار السياسي نهاراً , ومع داعش ليلاً . كل هذه الامكانيات الكبيرة المتوفرة مع الارهابين , وباستطاعتهم ادخال اكثر من سيارة مفخفخة بالاحتيال والمال ودفعها بضع مئات قليلة من الامتار , وحتى على مشارف المنطقة الخضراء , كاستعراض للقوة وارسال رسالة خوف ورعب الى المنطقة والحكومة , او ضرب المنطقة الخضراء بالصواريخ ( الكاتيوشا ) من اماكن  بعيدة  . اذن ماهو المانع والمعرقل , طلما هي تملك اسلحة نوعية مدمرة , حسب تصريح القائد الامني الاول في الحكومة , لابد ان هناك  لغز وسر وشيئ عقد تحت الكواليس , او في الغرف السرية  . بان تظل المنطقة الخضراء , آمنة وبعيدة كلياً من العمليات الارهابية  , حيث يكون  الاسقرار والامان من نصيبها , والموت والذبح والحرق نصيب المواطن  , في اية زاوية من العراق وجد , ان هذا الاستهتار والاستخفاف بحياة المواطن , هو نتيجة طبيعية ,لان الشاغل الاوحد الذي يسعى اليه نوري المالكي . هو التشبث بالكرسي الملعون , حتى على تدمير العراق ( بعد ماننطيها ) والسيطرة على مرافق مؤسسات الدولة , والانفراد بها لحزبه فقط , دون غيره , ومنها الجهاز الامني , ولهذا فتح الباب للقوات الامنية , لشعيط ومعيط وجرار الخيط . بدون معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة , والمسؤولية وحسن السلوك والاداب والاخلاق , الشرط الوحيد , هو ان يحصل على صك الغفران والتزكية من حزب الدعوة , لذلك اصبح العراق يعيش في كوميديا سوداء , عندما يشتد الحبل والخناق حول رقبة الحكومة , وترفس لحظاتها الاخيرة للرحيل والموت الابدي , ياتيها اوكسجين الحياة لينعشها , من تنظيم داعش المجرم , بان تلقي القبض على مئات المجرمين , وتدمر مخابئهم وتستولي على مخازن سلاحهم , فتتنفس الحكومة الصعداء  , وتنتفخ حويصلتها , بالغرور والعنجهية المتعجرفة والكبرياء الفارغ , وحين يرتخي الحبل حول رقبتها , ينتهي دورها المسرحي البهلواني , وياتي دور ( داعش ) بالهجوم على السجون واطلاق سراح هؤلاء المئات , بعمليات منسقة ومنضبطة بالتمام والكمال  , دون عراقيل وصعوبات  , كأن هناك اتفاق مبرم بتبادل الادوار المسرحية , هكذا ودواليك تستمر اللعبة الخطيرة والسخيفة والحقيرة , يكون ثمنها المواطن البريء , الذي دفعه حظه العاثر والمنحوس , ان يولد في العراق , وينتهي به المصير الى عهد ( مختار العصر الاغبر ) , لذلك على الشعب مهمة ومسؤولية وطنية ,  بان نعيد وجه العراق المفقود , ونضع حداً لمأساة العراق , ان يصوت الناخب العراقي  بضميره الوطني , وان الوطن يناديكم , هل من مستجيب ؟؟؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/03



كتابة تعليق لموضوع : القبة الحديدية في المنطقة الخضراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net