صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

نفط العرب ضد العرب موتي يا ديمقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
واردات الدول النفطية العربية تقدر بأكثر من نصف ترليون دولار سنويا , ومعظمها يُستخدم لقتل العرب , والإستثمار في صراعات دامية فيما بينهم.
 
فالعرب يقاتلون بعضهم بأموال النفط , التي يشترون بها الأسلحة الفتاكة التي ما إستخدموها إلا للعدوان على أنفسهم.
 
وما يحصل في المنطقة ومنذ ثلاثة عقود , إنما حرب غير معلنة ما بين الدول العربية , وتتخذ مسميات متنوعة , ومتوالدة , ذلك أن أموال النفط عندها القابلية الفائقة على تفريخ المجاميع والفئات والأحزاب والتنظيمات , التي تشترك جميعها بأنها تغنم أموالا طائلة , وأسلحة حديثة ومعدات تتوارد إليها من كل حدب وصوب , وما عليها إلا أن تتقاتل , وتدمر البلاد , وتعلن دولها وإماراتها , وجيوشها وتنظيماتها , وكل ما يمت بصلة للخراب الشامل المروع الأحداث.
 
فكسب الشباب وتجنيد الناس يستند على دعم مادي كبير , فلا يمكن جذب البشر من غير محفزات ومكاسب مادية , وهذا يعني أن أموال النفظ تبذل ببذخ وإسراف عليهم , لتأهيلهم للقيام بالأدوار اللازمة لقتل العرب.
 
وتبدو الصورة وكأنها كما حصل في نزاعات الأندلس بين إماراتها , حتى إنتهت الحالة إلى القضاء عليها جميعا وتدمير وجودها.
 
وهذا يعني أن القتال (العربي - العربي) سيستمر لعدة عقود وربما لبضعة قرون , حتى يجد العرب أنفسهم وقد صاروا سبايا , وأخذت بلدانهم , وتشردوا وما بقي ما يشير إليهم إلا بعض الآثار والأسماء , كما هي الحال في الأندلس , التي تجد فيها ما يشير إلا أهلها , ولكنهم في غياهب النسيان الأبيد.
 
والحقيقة المرة أن الحرب مستعرة بين الدول العربية , لكن الجميع يأبى التصريح بها مباشرة , ولو أن بعضها لها إعلامها الذي ما عاد يخجل من القول والفعل , وتقديم التاييد لهذا الطرف أو ذاك للتقاتل والدمار.
 
فواقع الأمر يشير إلى أن الذي يجري في المنطقة من أحداث وتداعيات وصراعات تموله واردات النفط , وهذا يؤكد أن النفط ضد العرب , والديمقراطية ولدت ميتة في أرض فيها نفط , لأنه يقاتلها , ويستدعي ما يحولها إلى مأساة , كما يجري في كل دولة ثارت من أجل الحرية.
 
ولأن القائمين على دول النفط لا يستثمرون في الخيرات , وإنما في الشرور والويلات , ويبررون ذلك وفقا لما يعتقدونه أو بما يُؤمرون به وحسب , ولا يهمهم مستقبل الأجيال , والعمل على تنمية القدرات الإنسانية , ورفع المستويات المعاشية , وتوفير فرص العمل وإقامة المشاريع النافعة للناس , والفاعلة في تحقيق الأمن والسلام.
 
فلولا النفط لما تمكنت القِوى أن تتسلح وتثرى وتفرى , وتقوم بما تقوم به من العمليات والمواجهات , فذلك يحتاج إلى أموال طائلة وتفاعلات معقدة ومتعددة , وكله يتحقق ببذل أموال النفط.
 
فلماذا النسبة العظمى من واردات النفط مسخرة لقتل العرب؟!!
 
ولماذا العرب أكثر من نصفهم تحت خط الفقر , وأكثرهم لا يجدون ما يؤمّنهم من جوع ومن خوف؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/12



كتابة تعليق لموضوع : نفط العرب ضد العرب موتي يا ديمقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net