صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمّةٌ ونبراسان!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



تونس الخضراء ومصر المحروسة هما نبراسا هذه الأمة , التي هي بخير ما دامتا بخير!

تونس التي أطلقت شرارة الثورات الديمقراطية من  مدينة سيدي أبو زيد , بعد أن أحترق (محمد بوعزيزي) الإنسان الذي تجمعت فيه طاقات الأمة , وإراداتها ووعيها الحضاري في لحظة تأريخية كونية ذات منطلقات مدوية في عروق الزمان والمكان.

فتحول الشعب العربي إلى تيار هادر يهتف بإسم الحرية والديمقراطية وهو يردد "الشعب يريد" , في أروع تعبير ثوري عن معاني الإرادة والكرامة والعزة والوطنية , فكانت ثورة الأمة التي أبهرت الدنيا وأيقظتها من غفلتها وظلمها وأنانيتها.

ثورة تونس إنتصرت في 14\1\2011 , فوجدنا الرئيس (زين العابدين بن علي) محلقا في الأجواء يبحث عن لجوء سياسي , بعد أن قال "الآن فهمت"!!

وقد دخلت الثورة في مخاضات صعبة لكن الشعب التونسي كعادته تفاعل بآليات معاصرة , وتمكن من الخروج من العديد من الأزمات , وهذا يحسب حسنة على جميع الأحزاب التونسية وبلا إستثناء , مما أوصلها إلى إقرار الدستور التونسي الرائع في 26\1\2014 , وهو إنجاز ديمقراطي عربي ألمعي , ومفخرة ثقافية إجتماعية حضارية ملهمة واعدة.

والنبراس الآخر هو الشعب المصري الأبي الذي صنع ملحمة الثورة الديمقراطية الأصيلة الفريدة من نوعها , فتمكن من تغيير النظام في يوم  25\1\2011 , وثار مرة أخرى في يوم 30\6\2013 , وكتب دستورا رائعا يستحق الزهو والفخر , بإرادة أبنائه البررة , وتم التصويت عليه في 13 , 14 \1\2014 , بنسبة عالية جدا.

وأنجبت الثورة الثانية , قيادتها , وصنعت صورتها ومسارها ومنهجها الذي سيأخذها إلى آفاق ذات قيمة حضارية متميزة , وبهذا فأن الثورتين قد إكتملتا , وأن الأيام المقبلة ستشهد , التعبير عن آليات المسيرة المعاصرة للأجيال العربية.

بهذين النبراسين , سيكون المستقبل العربي مضيئا ومكللا بالآمال والطموحات الإيجابية التي تلبي تطلعات الشعب.

تحية لثورتي تونس ومصر , فبهما سيزهو العرب , وستتحقق القدوة الثورية المعاصرة المتفقة مع تطلعاتنا الإنسانية الأصيلة.

*النِّبْراسُ: المصباح أو السراج

 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/16



كتابة تعليق لموضوع : أمّةٌ ونبراسان!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net