صفحة الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي

اخوان بالرضاعة
د . رافد علاء الخزاعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما كان طلابا في الكلية الطبية في ثمانينات القرن الماضي  كان لدينا طالبا يعيش قصص الحب من طرف واحد دوما عندما تبتسم له احدى الطالبات للمجاملة او اثناء النقاش في الدروس العملية فيبدا يحفظ اغاني ام كلثوم وميادة الحناوي ونجاة الصغيرة وكان يحب ان يسمع جيرانه صوت المسجل كاسيت وقتها فكنا دائما نطالبه بتخفيض الصوت وكنت دائما اهديه سماعات خاصة للاذن حتى يستمع للاغاني لوحده تخفيفا لحدة المشاكل بين الطالب.....

في احدى الاماسي كنت عائدا من جولتي المسائية في اربيل حول القلعة وكان عشائي وقتها كص بقري طيب المذاق قرب سينما سيروان المهملة حاليا قرب القلعة فناداني رافد تعال خوش جاي يفوتك بعرس امك ماشاربه مهيل واداعة امرؤ القيس وقيس ابن الملوح.......

فاستجبت لطلبه وبدا يقص لي قصة حبه لاحدى زميلاتنا وانا اعرفها هي بعيدا عن الحب وايامه لانها طالبة مجدة ومتفرغة لتحقيق حلم والداتها الارملة التي عكفت على تربيتها بعد استشهاد والدها في حرب 1967حزيران عندما قاتل الجيش العراقي على الجبهة الاردنية والسورية وهي  رافقتني في احدى المرات  في رحلة من اربيل لبغداد بعجلات النيسان  لنقل المسافرين المكيفة المريحة التابعة للمجلس التنفيذي لاقليم كردستان وقتها عندما كنا نسترق الخميس والجمعة للنزول لرؤية بغداد واهالينا  وقصت لي قصة كفاح والدتها واحلامها في التفوق حتى تستطيع رد جميل امها لها وتعويضها عن صبرها المهم وانا استلذ بالشاي اللذيذ الذي يصدق مقولتي ان العشاق وحدهم هم يجيدون عمل الشاي اللذيذ اخبرني بانها في درس التشريح وهم يشرحون القلب من قبل استاذنا صاحب النكته واللطائف الجميلة  الدكتور السباعي وهو يشرح لهم غرف القلب والصمامات قال لهم ان القلب يختزن ذاكرة غير مرئية للعشق وقتها هي ضحكت في وجه صديقي المتيم الولهان فاصابته بمقتل وجعلته يحلم مع اغنية نجاة الصغيرة ساكن قصادي بقصص غرامية ولقطات تخيلية وجعلته يهتم بمظهره واناقته  وحفظه للاغاني وقصائد العشاق........

 وبعد ان طلبت منه كوبا ثانيا من الشاي قلت له ياصديقي وهل صارحتها بمشاعرك واحلامك......

اطرق خجلا وقال اصبت بالجبن والخجل والخوف من الرفض وتطير احلامي مع الرياح او تنفجر بالونة احلامي المحملة بالاشواق والاماني......

قلت له الحب لايعرف الجبناء والخائفين وان العشق هو ديدن الشجعان فكن ياصديقي شجاعا واطرق طلبك بصيغة جميلة وواضحة لها فهي تليق باي فارس واي رجل لجمال اخلاقها ونبل تعاملها ولطف مظهرها........

 واستئذنت منه لاذهب لاكمل مراجعتي لدروسي وتركته يعيش استحضارات اللحظة المرتقبة للمصارحة وهو يعيش دوامت تحبني لا ماتحبني.....تقبلني.....ترفضني.......

المهم في اليوم التالي وفي طريقنا للكلية حيث كنا نسير مشيا على الاقدام للكلية لقربها من القسم الداخلي الواقع في تيراوة على الشارع الستيني ونحن نتمشى على الشارع الستيني ونشاهد جامع مسكوفتي سبي (الجامع الابيض) ورجال الكرد يلعبون من صباح الله الباكر الدومينو والطاولي والصكلة قال لي انه يوم المواجهة  نعم انه يوم المواجهة .....

 ودلفنا الى قاعة الدرس النظري وبعدها الى الدروس العملية واتفقنا ان نلتقي في النادي الساعة الواحدة ظهر وقت استراحتنا قبل الدروس العملية المسائية.......

 في النادي افتقدت صديقي ونسيت اخباره لانشغالي بمراجعة المحاضرات وتصليحها وبعض القصص مع زملائنا الاخرين.......

 وعند القلعة التقيت بصديقي شاحبا حزيننا وهو جالس في مقهى حجي صابر في محلة عرب فدنوت منه وقلت ما اخبار عاشقنا الولهان.......

قال لي كلها منك لقد فلشت احلامي وفجرت بالوني فقد صدتني صدا جميلا واخجلتني والزمتني الحجة........

قلت له كيف يا ولهاننا الجميل........

قال قالت لي هل ارضعتك امك ام رضعت حليب النيدو او الكيكوز....

 ضحكت انا وقلت له وماذا قلت لها.............

قال قلت لها لا نعم ان امي ارضعتني حليب البلاركون .......

 فقال من حسن المصادفة ان امها ارضعتها من نفس الحليب......فا اجابتني يا اخي نحن اخوين في الرضاعة فلايصح بيننا العشق.....

 قلت له وانا اصفق بيدي والقهوة كلها تلتفت الى تصفيقي حتى الطرشان والخرسان (الصم البكم ) الذين يتخذون زاوية من زوايا المقهى.......قلت له حقا انتم اخوين بالرضاعة وهذا سيحملك واجبا اضافيا ان تهتم بها اكثر كأخ وزميل  وزهو اعلى مرتبة من العشق .....صديقي يقى يلعن اليوم الذي ارضعته امه حليب البلاركون دوننا من باقي ماركات الحليب وهو الان من اطباء الصحة العامة والناشطين جدا حول المناداة بضرورة الرضاعة الطبيعية التي حرمته من قصة حبه الاول واجهضتها في مكانها.......

 رباط السالفة لعد شبيهم الشركاء في الوطن اذا ماغزر بيهم ماي دجلة والفرات على اقل تقدير هم اخون بالرضاعة الاصطناعية وهاي هم مسؤولية تجعل لهم واجبات وحقوق بالاخوة للحفاظ على وحدة الوطن


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رافد علاء الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/22



كتابة تعليق لموضوع : اخوان بالرضاعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net