سعد البزاز يسوّق نفسه للانتخابات بالدعاية وتعديل الخطاب الاعلامي وتسقيط الغرماء السياسيين

في الوقت الذي يراقب فيه عراقيون، سياسة جديدة تنتهجها قناة "الشرقية " لصاحبها سعد البزاز، في موقفها من العملية السياسية في العراق الذي اصبح اكثر ايجابية، فان عراقيون يعتبرون الخطاب الاعلامي الجديد للشرقية، جزء من حملة اعلامية يسعى من خلالها البزاز الى تحقيق مكاسب انتخابية لاسيما في مناطق المكون السني، مسوقا نفسه باعتباره جزءا من العملية السياسية، مع تواتر الانباء حول تشكيل سعد البزاز، كياناً انتخابياً، يضم وجوهاً من العرب "السنة" تدخل المعترك السياسي للمرة الأولى، في ظل تبنيه سياسة اعلامية تسعى الى اسقاط غرمائه السياسيين الذي يمثلون "السنّة".

وفيما يرحب عراقيون بالسياسة الجديدة لقناة "الشرقية" وانصافها للعملية السياسية، مثلما يأملون في موقف اكثر وضوحا وصرامة تجاه العمليات الارهابية في الانبار، الا ان هناك من الجمهور في مناطق مثل الموصل والرمادي، يتّهمون البزاز، بانه ادار ظهره لهم، لمصالح شخصية واهداف انتخابية، وانه طيلة الفترة الماضية التي ظهر فيها مهتما بالأحداث في الانبار والرمادي لم يكن لمواقف مبدئية، بل "نفاقا" سياسياً، وسعياً لمصالحه التي تكشف سعيه الى خوض الانتخابات.

ويعبّر الناشط الرقمي حسام الاسدي‎،‎ من على حسابه في "فيسبوك" بالقول ان "الشرقية منافقة" فيما غرّد ‏@sonawa1‎‏ من الموصل، عن "اسباب تجاهل قناة الشرقية لأحداث الانبار والفلوجة".

وفي الوقت الذي نقلت فيه وسائل الاعلام في ديسمبر 2013، ان رئيس مجلس أدارة مجموعة "الشرقية" الإعلامية سعد البزاز اشاد برئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي واصفا اياه بـ"الرجل الوطني"، فان عراقيين يرون ان مثل هذا الاعتراف جاء متأخرا، وانه كان الاجدر بسعد البزاز، اتخاذ مواقف ايجابية من العملية السياسية في العراق قبل هذا الوقت بكثير، لاسيما وان قناة "الشرقية" توجه خطابها الى الشعب العراقي.

وسعى البزاز طيلة الفترة الماضية، الى نشاطات اجتماعية تتضمن دعماً مادياً لبعض العائلات العراقية الفقيرة مصحوبة بدعاية اعلامية ضخمة، الغرض منها الدعاية للبزاز، وتعزيز موقعه السياسي والشعبي في سعيه، المشاركة في الانتخابات.

وعِبْر حسابها في "تويتر"، قالت الناشطة الرقمية ايناس رشا، "ان البزاز يسعى الى الاشتراك بالانتخابات المقبلة، ما يفسر التبدّل في مواقفه من الاحداث".

وكان البزاز قال، بحسب ما نقلته وسائل الاعلام ان "السيد المالكي يستحق ولاية ثالثة لاستكمال مشروعه الوطني وتحقيق المصالحة الوطنية".

وفيما يشير استقصاء "المسلة" الميداني الى ان هذا المنطق "صحيح"، فان عراقيين يأملون ان لا يكون كلام البزاز، استهلاكاً سياسياً.

ومهما كان الغرض الذي جعل البزاز يشيد بالعملية السياسية في العراق فان ذلك اغاض التنظيمات الارهابية وواجهاتها الاعلامية.

وحين غرّد الناشط الرقمي الذي ينقل اخبار التنظيمات الارهابية التكفيرية‏@reyadiraq ‎‎ان "‎أهالي الفلوجة يطردون قناة الشرقية ويمنعونها من الدخول بسبب عدم حياديتها وبثها أخبار ‏كاذبة وولائها لصالح المطلك‎"، ‎فان محمد فيصل اعتبر في تدوينة رقمية، ان شعار الشرقية اصبح "ننقل خبر من يدفع اكثر ".‏

كما اعتبر ناشطون رقميون ان "الشرقية" اليوم تركّز في اعلامها على تسقيط اي شخصية سياسية يمكن ان تشكل خطرا انتخابيا على البزاز في مارثون الانتخابات المقبلة، مع اعلان مصادر سنية عراقية، أن سياسيي الطائفة يسعون في انتخابات العام 2014 إلى حصد المناصب السياسية المهمة.

وتشير متابعات "المسلة" ان سياسيين مثل اسامة النجيفي، ورافع العيساوي، واياد السامرائي، و صالح المطلك، يسعون الى الاستحواذ على الشارع الانتخابي "السني" ما يجعلهم منافسين اقوياء للبزاز.

وكان البزاز، بحسب ما نشرته وسائل الاعلام قال ان "المالكي اثبت شجاعته في اتخاذ القرارات المصيرية خصوصاً ما يتعلق بعودة البعثين ودمجهم بالجسد الوطني وإشراكهم في العملية السياسية بدليل تسنم صالح المطلك منصب رئيس الوزراء بعد إقصائه من الانتخابات البرلمانية لعام 2010 من قبل هيئة اجتثاث البعث".

وتابع "من يريد ان يحكم العراق عليه ان يحتوي جميع ابنائه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية او القومية او الطائفية".

وولّد كلام البزاز عن رئيس الوزراء العراقي، ارتياحا بين العراقيين، في وقت يأملون فيه أنْ تبدّل قناة "الشرقية" من سياستها بالكامل ودعم العملية السياسية، والاسهام في تعزيز مواجهة الجيش العراقي والقوات الامنية للإرهاب في الرمادي والموصل، ومناطق اخرى.

وفيما نقلت مواقع اعلامية في وقت سابق عن القيادي في ائتلاف دولة القانون علي الاديب ان حزب الدعوة لابد ان يهيئ الأرضية المناسبة لدخول بعض الشخصيات النافذة والتي تمتلك قاعدة قوية وجمهور عريض كسعد البزاز رئيس تيار "المحور العربي"، الى العملية السياسية، وإقامة تحالف معه ليس من اجل المصلحة الحزبية لكن لضرورات وطنية، حسب وصفه، فان سياسيين "سنّة" ينظرون الى دخول البزاز العملية السياسية، بانه خطر على مناصبهم السياسية ورصيدهم الانتخابي.

وبسبب ذلك يتوقّع مراقبون حروب "تسقيط" سياسية بين البزاز وبين اولئك السياسيين، للاستحواذ على مراكز النفوذ في المناطق الانتخابية.

تشير استنتاجات "المسلة" الى ان الشارع السني يعلّق امالا كبيرة على بدلاء للقيادات السياسية الحالية، ويبحث عن البديل الناضج لهم، لكن لا يجده.

وسعد البزاز هو رئيس مجلس أدارة مجموعة الشرقية الاعلامية، عمل في زمن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مديرا لوكالة الانباء العراقية ومن ثم أصبح مديرا للاذاعة والتلفزيون، ومن ثم نائبا لعدي صدام في نقابة الصحفيين. غادر العراق في تشرين الأول/أكتوبر 1992 وأسس في لندن جريدة "الزمان"، ثم اسس قناة "الشرقية" منتصف مايو 2004، لتصبح مثار جدل في الساحة العراقية، لاتهامها بـ"الانحياز الطائفي"، ودعم "الارهاب".

وكان رئيس تجمع "حزام بغداد"، النائب عن القائمة العراقية طلال خضير الزوبعي اعلن في نوفمبر 2013، عن تشكيل تيار "المحور العربي " مشيرا الى ان "مؤسس التيار هو سعد البزاز"، واصفا دوره "بالكبير في تشكيل التيار بهدف السعي لجمع أطراف القائمة العراقية".

ويفسر حميد حسن عبر حسابه الرقمي في "فيسبوك" ان سعد البزاز سعى الى كسب ود الحكومة عبر السماح له بفتح قناة الشرقية، بعدما اعتبر نفسه جزءا من العملية السياسية"، فيما يظل التساؤل في اوساط العراقيين فيما اذا الشروط الانتخابية تسمح بمشاركة البزاز ام لا؟".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/23



كتابة تعليق لموضوع : سعد البزاز يسوّق نفسه للانتخابات بالدعاية وتعديل الخطاب الاعلامي وتسقيط الغرماء السياسيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net