صفحة الكاتب : د . هشام الهاشمي

مهلة الجولاني لداعش البغدادي
د . هشام الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 1-انتهت مهلة الجولاني للبغدادي، وربما سيبدأ نوع جديد من الصراع ليس مثل كل أنواع الصراع التقليدية، إنما هو صراع إبادة، حيث إن النصر بالضبط هو فناء الخصم الآخر.
حين أعلن البغدادي دمج تنظيم دولة العراق مع تنظيم الشام، يوم سيطر على الحدود الشرقية والشمالية لسورية وريف حلب وريف أدلب وجبال اللاذقية والرقة ودير الزور والحسكة، مروراً بعشرات القرى والمدن المهمة في سوريا كونها تمت في مشهد جهادي جديد. وهذا الانتصار لا يزال في سجال بين داعش وبين بقية الفصائل السورية المسلحة. ويبقى السؤال، هل سينظم تنظيم داعش إلى قاعدة الظواهري عبر التحاكم الى مشايخ الجهاد الذين اقترحهم الجولاني في خطابه الذي رثى به الشيخ ابي خالد السوري "احد قيادات تنظيم أحرار الشام"، والذي اتهم تنظيم داعش بقتله!!؟
2-في فترة ما قبل قتل ابوعمر البغدادي والمهاجر عام 2010، ظهر ابودعاء ( ابو بكر) الدكتور ابراهيم البدري على ساحة الأحداث وضمن الهيئة الشرعية في ولاية الانبار، وعضو في مجلس شورى دولة العراق الاسلامية، برحيل المهاجر المصري آخر قيادات القاعدة العرب في العراق، بدأت القيادات العسكرية ذات التاريخ البعثي، والهيئات الشرعيّة ( السلفية-القطبية) في التواجد حول ابي بكر البغدادي . لقد كان الفكر القطبي للهيئات الشرعية مركزا على منهج ابعاد القيادات غير العراقية وحمل قضية الذود عن العرب السنة ضد الخطر الصفوي. وفكر القيادات العسكرية بدوره كان خليطا من هذا العامل وعوامل أخرى، كان من بينها التأسس على فكرة أن هوية سنة العراق في خطر وأن السنة في معركة وجود.
3-بمرور الوقت أًصبح هذا السبب الافتراضي مركزيا في فكرهم، فالظروف التي مرة بها سنة العراق سياسيا او حكوميين توسعت بسببها هذه الجماعات المسلحة، ولعبت دورا في تعزيز هذه الأفكار، بإسناد قنوات فضائية عراقية وعربية وبعض مخابرات دول الجوار العراقي ...   
تنظيم داعش الذي اختطف الدور القيادي للظواهري في العراق وتمرد عليه في سورية، اتخذ من البغدادي أميرا للمؤمنين وإعلن الولاية العامة له، والزم كل من يحمل السلاح في العراق وسورية ببيعته، وازاح كل القيادات التاريخية في تنظيم القاعدة في العراق اما بالقتل او التجميد او إعطائه صفة استشاري اعلامي او شرعي، ولم يقم تنظيم داعش بخلق تحالفات عسكرية في ميدان تواجده، بل ملأه بهيمنة مفرطة لجنوده. 
4-ورغم تبني داعش لمسألة الخلافة الدينية، ومحاولته لأن تكون مصدرا دعائيا له، بجانب توحيد الفصائل تحت قيادته، إلا أن القطاع الأكبر من الفصائل الجهادية في العراق والشام ومن التكفيريين القدامى ذوي الشخصيات التأريخية كانوا معترضين على كل ذلك. ومع قمع داعش وتضييقها على قيادات جبهة النصرة وأحرار الشام والجبهة الاسلامية، إلا أن توسع هذه الفصائل يتقدم في الساحة السورية بشكل متزايد لا ينافسها فيه أحد. 
5- وفي نهاية عام 2013 حققت تلك الفصائل الانتصارات المتتابعة على داعش، وفقدت داعش الكثير من مواقعها وبدأت تنتقل من موقع إلى آخر. هذا الانتقال ليس له دلالة الا هزائم داعش المتتالية. الخطاب الأخير للجولاني الذي كان ردة فعل على اغتيال ابا خالد السوري، الذي ليس لديه عداوة فعلية مع داعش، وكان في أحوال كثيرة يسعى للصلح بين داعش والنصرة...قتل الشيخ السوري افسد على داعش ميل عواطف الجهاديين اتجاههم وأفقدهم القدرة على التجنيد، ولم يكن من اعلام داعش الا تكذيب خبر قتله من قبل جنودهم!!.. 
6-لقد اختلفت الحالة اليوم، وتغير موضع جبهة النصرة التي اصبحت مؤيدة من كل كتاب ومشايخ الجهاد، وأصبح البغدادي منقودا، يترصد الجميع خطواته!. واصبح من المتوقع انتصار النصرة،فالجسد الجهادي العام يقف خلفها الان. فهي مقبلة على معارك معقدة مع داعش، واصبحت تؤسس بوضوح لفكر يتجانس مع إرادة تركيا والسعودية في إسقاط نظام الأسد. 
ربما اذا انتصرت جبهة النصرة على جهلة البغدادي في سورية، سوف تبدأ القاعدة الدولية بإعلان مراجعاتها الفكرية وبداية مرحلة جديدة، واللجواء الى أفكار جديدة كأفكار الشيخ راشد الغنوشي الذي أُثّر في فكر حركة النهضة، وصنع منها فاعلا سياسيا يؤمن بالمشاركة ويثق بالمدنية. 
7-إن فوز النصرة بالسلطة قد يمثل استفرادا بها، فعبر الوقت تتم مصادرة الساحة الجهادية الاسلامية في سورية، مستغلة التحول الى الاعتدال في سلوك قاعدة الظواهري المتمثل بجبهة النصرة، واستعمال قائمة طويلة من الإصلاحات المنهجية تعزز من حظوظ الجولاني في معركته ضد البغدادي. 
وحينئذ ليس للفصائل الإسلامية السورية الا أن تتحالف مع الجولاني لاتفاقها على ذات المبدأ الذي انطلقت من خلاله؛ صراعٌ  من اجل الحكم الاسلامي !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . هشام الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/01



كتابة تعليق لموضوع : مهلة الجولاني لداعش البغدادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net