صفحة الكاتب : عبد الناصر جبار الناصري

حافظوا على بغداد من المتظاهرين
عبد الناصر جبار الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على الرغم من أن التظاهرات التي يشهدها العالم العربي هي تظاهرات حضارية وتظاهرات مشروعة بكل المقاييس والأعراف العالمية ولذلك نحن في العراق نقف موقف الداعم والمؤيد لكل مظاهرة في أي بلد عربي لأن البلدان العربية وللأسف الشديد أبتليت بطغاة لم يشهد العالم مثل طغيانهم وجبروتهم الذي دمر الشعوب العربية ومنعها من التقدم وجعلها تعيش تحت خط الفقر والويل والجوع حتى أصبحت هذه الشعوب العربية تبدو للناظر وكأنها تعيش في العصور الحجرية أو ربما تبدو للناظر وكأنها الأنسان القديم لأن الأنسان القديم كما هو معلوم للجميع كان يعاني من الجوع والمأوى ومحروم من جميع وسائل الراحة وهانحن نشاهد المواطن العربي في عام 2011 محروم من  جميع مستلزمات الحياة  بسبب هؤلاء الحكام الدمويين

ونحن كشعب عراقي مر علينا أكثر من هؤلاء الطغاة وأكثرهم بطشا ودموية ألاأن العراقيين وقفوا لهؤلاء الطغاة بالمرصاد في وقت كان لاصوت يعلو فوق صوت الطغاة والجبابرة ولله الحمد رغم كل التحديات والعدوان التي شنت على الشعب العراقي ألا أن الشعب بصبره  وبتضحياته تمكن من سحق الطغاة وتمكن  من رميهم في مزابل التأريخ وجعلهم يسحلون تارة ويختبأون في حفرتارة أخرى

ألا أن الشعب العراقي وللأسف الشديد أصيب في مرض نفسي قاتل وهو مرض النسيان فترى أغلب العراقيين اليوم يتناسون مامرعلى  العراق من عذابات وويلات قل نظريها في العالم من مقابرجماعية ومن سجون سرية ومن قطع الألسن والأيادي والأذان وفرم العراقيين وتحويلهم الى علف يتغذى به أسماك وحيوانات الطغاة وووو ورغم كل هذا ترى الشعب العراقي اليوم يتناسى هذه المجازر وهذه الأنتهاكات وللأسف الشديد يترحم عليها أحيانا
 وهذا النسيان لم يأتي من فراغ بل أتى من عدة عوامل وأعراض أدت الى أنتشار هذا المرض بين العراقيين ومن هذه الأعراض هو التحريض الأعلامي البعثي الذي يشوه الحقائق ويشوه العملية السياسية الناتجة من رحم معاناة الشعب العراقي المظلوم وأيضا هذا المرض أنتشر بسبب أستغلال الديمقراطية والحرية التي نشأت بعد 2003 ولذلك نرى البعثي يقف أمام شاشة التلفاز ليسب ويشتم في العملية السياسية وفي العراق الجديد والسبب الآخر والمهم هو عدم محاسبة البعثيين وتركهم  حسب نظرية عفا الله عما سلف  وهذه النظرية التى ذاق العراقيون منها الويلات ثم الويلات فالعراقي يتذكر جيدا عندما قام الزعيم عبدالكريم قاسم بتطبيق هذه النظرية  كيف أنقلب عليه الناجون برحمة هذه النظرية
وبسبب هذه النظرية رأينا كيف كانت بغداد بعد التحرير الكل بدأ يتآمر عليها والكل بدأ يحاربها لأنها  تمثل مصلحة العراق الحقيقية البعيدة عن الشعارات الفارغة التي دمرت هذا الشعب المظلوم
فلو عدنا الى موضوع مرضنا الحقيقي وهو النسيان وتغلبنا عليه  وتساءلنا كيف كانت بغداد  في الأعوام 4-5-6-7-8   وكيف هي بغداد الآن
وأنا سوف أسرد بعض الحقائق التي كنت أشاهدها لأني ولله الحمد لم أصيب بداء النسيان فأذكر المصابين بالنسيان الأوضاع التي كانت تمر على بغداد في تلك السنين العجاف التي مرت علينا

العشرات من السيارات المفخخة كانت تنفجر في بغداد
 المئات من الجثث المجهولة الهوية كانت منتشرة في شوارع  بغداد
القتل على الهوية الطائفية والمناطقية كان موجودا في بغداد
محافظات وأقضية ونواحي كانت ساقطة بأيدي التنظيمات الأرهابية والمليشاوية كانت موجودة
 الجندي والشرطي كان يلتحق الى مقره بزي مدني حتى لايقتل بسبب خوفه من المليشيات والأرهاب
 أنابيب النفط والكهرباء كانت يوميا تتفجر وجميع المشاهد المروعة كانت تحدث في بغداد
وهذه الحقائق التي ذكرت جزء منها لأأحد يستطيع أن ينكرها لأنها حقائق عاشها وشاهدها العراقيون جميعا
وللمقارنة بين ماكانت عليه بغداد في الأعوام المنصرمة وماهي بغداد في هذا العام
وسوف أسرد بعض مشاهد بغداد في هذا العام
عدد السيارات المفخخة ولله الحمد صفر
عدد الجثث الملقاة على الأرصفة ولله الحمد لايذكر
عدد العبوات الناسفة واللاصقة لايذكر
عناصر مليشاوية منتشرة في الشارع لاتذكر
سيطرة قوى الأمن من الجيش والشرطة على الأرض بنسبة 100%
الأسواق والمتنزهات مفتوحة لأوقات متأخرة من الليل
حظرالتجوال لايوجد الافي أوقات متأخرة من الليل
التعايش السلمي ولله الحمد بدأ ينمو ويزداد ترابطا وتماسكا
هذه مقارنة بسيطة جدا من ناحية واحدة فقط وهي الناحية الأمنية أماالنواحي الأخرى فلله الحمد كل شيء فيها مستقر وكل شيء فيها ينمو ولايسعنا المجال للمقارنة من الناحية الأقتصادية والخدمية والأجتماعية والثقافية وسوف نذكر هذه النواحي في مقالات لاحقة أنشاء الله
فالسؤال هنا لمذا يتناسى أهل بغداد بشكل خاص وأهل العراق بشكل عام هذه الأنجازات التي حققتها العملية السياسية الجارية الآن
فالكل يشهد أن الحكومة العراقية برئاسة المالكي حققت هذه الأنجازات التي لانقول أنها أنجازات عملاقة ولكننا نقول أنها أنجازات لابأس بها وأن قورنت بأنجازات صدام حسين فأنجازات المالكي تفوق كافة ماعمله صدام طيلة عقوده الدموية المنصرمة
والسؤال في هذا الصدد أذا كانت أنجازات الحكومة العراقية لابأس بها فهل من المعقول أن يقوم الشعب بأسقاطها عن طريق المظاهرات ؟
فالمظاهرات التي تشهدها ساحة التحرير العراقية ليس همها المطالبة بحقوقها بالدرجة الأولى وأنما للأسف الشديد أخذت تلف وتدور حول أسقاط الحكومة وأسقاط العملية السياسية وأسقاط العراق الجديد وبالتالي تصبح هذه الشعارات وهذه التظاهرات ضد مطالب الشعب العراقي المظلوم لأن هذه العملية السياسية لم تأتي من فراغ بل جاءت عبر دماء وعبر تضحيات جسام قدمها الشعب العراقي
فاليوم علينا أن نتذكر كيف صاح  المصريون على المصريين حافظوا على مصر فيجب على العراقيين الواعين أن يصيحوا على العراقيين المتناسين حافظوا على العراق حافظوا على بغداد .
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الناصر جبار الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/23



كتابة تعليق لموضوع : حافظوا على بغداد من المتظاهرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net