صفحة الكاتب : عبد الرسول الحجامي

جريمة مسكوت عنها .. قتل المعاقين ببطء
عبد الرسول الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من أبشع الجرائم هو قتل الضحية ببطء ،والتلذذ بمنافع ذلك القتل مع سبق الإصرار والترصد .. وما يزيد من بشاعة الجريمة إنها ضد كل القيم الإنسانية ،بل إنها انتهاك مقزز لكل صورة إنسانية جهدت البشرية على تقديمها كهوية تعبر عنها .
ولعل أقصى ما تصله بشاعة الجريمة حينما لا تنطلق من الحاجة ،بل من الرغبة في سلب حقوق الآخرين .
وهذا ما يحدث للمعاقين في العراق .
فالمعاق العراقي يقتل ببطء وبأعصاب باردة في بلد وصلت فيه سخونة الديمقراطية الى حد الغليان ووصلت فيه حقوق الإنسان الى تقديس حقوق المجرمين ..
بينما المعاق العراقي مسلوب الحقوق ،مسلوب الحياة ،مسلوب الكرامة ، 
المعاق العراقي مسلوب من لقمة العيش ،ومن فرصة التعلم ،ومن حق العمل ،
أما المؤسسات الحكومية الخاصة برعاية وتأهيل المعاقين فما هي إلا لذر الرماد في العيون ،ومعظمها من مخلفات النظام البائد ،سياسة ونظاما وكوادر ،خصصت لرعاية وتأهيل الجنود العراقيين الذين عوقوا في حروب النظام ،وهي بكل تاريخها الدكتاتوري والديمقراطي لم تحقق ولم تثبت لنا حقا واحدا لنا كمعاقين ننتمي لهذا الوطن ولنا حقوق وعلينا واجبات .
بل إن تلك المؤسسات لا تملك حتى قاعدة معلوماتية وإحصائية عن الشريحة التي تدعي رعايتها.
ونحن إذ نشير الى هذه الحقيقة المؤلمة في بلدنا فإننا لا نتحدث من فراغ ولسنا خارج المعاناة بل إننا جزء منها ونعيش غصصها كل يوم ،وكل لحظة ولطالما طالبنا عبر عشرات المؤتمرات وبلقائنا مع مئات المسؤولين في الحكومة والأحزاب والتيارات السياسية وعدنا (بخفي حنين) و الانكى من ذلك ان الكثير من رموز السياسة في المشهد السياسي العراقي كانوا وما زالوا يستغلون قضيتنا في قبح أفعالهم وتنظيف سوءات وجوههم .
فالمعاق العراقي يموت ببطء ليس لأنه عاجز بل لان الدولة العراقية وبمؤسساتها الحكومية تسلبه حقوقه في الحياة والتعلم والعمل .
ومقابل كل معاق عراقي يتلوى ألما وجوعا في زوايا الخرائب الظلمة ..هناك مسؤول حكومي متخم بالترف في منتجعات أوربا وفي قصور المنطقة الحمراء يتمتع بأموال حصة ذلك المعاق في النفط وفي ثروات العراق.
(  وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) والعاقبة للمستضعفين.
rasolpyscho@yahoo.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرسول الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/24



كتابة تعليق لموضوع : جريمة مسكوت عنها .. قتل المعاقين ببطء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net