صفحة الكاتب : علاء كرم الله

صراع الأنتخابات صور ومشاهدات وتعليقات!
علاء كرم الله

 أصطبح العراقيين في الأول من شهر نيسان الجاري وهم يشاهدون مدنهم (بغداد وباقي المحافظات) وقد أنقلبت راسا على عقب وهي تزدحم بآلاف الصورللمرشحين الذين سيتنافسون يوم 30 من الشهر الجاري للفوز بعضوية البرلمان العراقي. ومن الطبيعي أختلفت الدعاية الأنتخابية للمرشحين حسب أنتمائاتهم  للأحزاب السياسية، فالذين ينتمون للأحزاب السياسية النافذة والقوية والتي تمتلك السلطة والمال كانت فرصهم بالدعاية أكبر واوسع وأنتشرت في اكثر من مكان وغطتها الكثير من وسائل الأعلام المرئية والمقروءة!، أما مرشحي الأحزاب الصغيرة فقد بان عليهم فقر دعايتهم الأنتخابية لضعف الأمكانيات المادية وأكتفى البعض منهم بطبع كارتات بسيطة عليها صورته وأسمه!.المهم لم يبق شارع أو عمارة  وجامعة ومدرسة وجدار بناية لم تعلق عليه لا فتة انتخابية أو صورة مرشح حتى أعمدة الكهرباء كان لها دورها في الترويج للحملة الأنتخابية حيث علقت عليها الكثير من صور المرشحين. كما لا حظ العراقيين شعارات المرشحين عن الأحزاب  السياسية! التي تفوح منها وتتساقط من جوانبها الوطنية والصدق والنزاهة والشرف وبناء الوطن وخدمة الشعب!!!!!، وقد ظهر المرشحين بأجمل صورة وبلقطات وبزوايا فنية جميلة وكانوا أقرب الى الممثلين السينمائيين من كونهم مرشحين للأنتخابات!.ومن الطبيعي أن غالبية المرشحين مثلما تباهوا بصورهم الفنية السينمائية تباهوا أيضا بشهاداتهم! فهذا كتب دكتوراه والآخر ماجستير والآخر محامي وأحدهم كتب الطبيب الجراح !! ( ولا أدري بماذا يريد هذا الطبيب أن يخدم الشعب؟ فخدمة الشعب لا تكون فقط من تحت قبة البرلمان! بأمكانك يادكتور ان تخدمه من خلال تخفيضك لأجور كشفيتك وعملياتك، أليس كذلك؟!) ولاحظ العراقيين أن غالبية المرشحين قد كتب بأنه حاصل على شهادة البكلوريوس في القانون! وكأنهم  ارادوا أن يوصلوا رسالة الى الشعب العراقي بأنهم سيكونون رمزا للعدل والحق والمساواة، وأن العراق دولة قانون وليس دولة عشائر!!. وهنا لا بد من الأشارة ( أن غالبية المرشحين حصلوا على شهاداتهم من الكليات الأهلية!!) وبأعتبار أن العشائر تعيش عصرها الذهبي في ظل الأوضاع الفاسدة والتخلف والجهل الذي يغلف المشهد العراقي الذي هو أقرب الى العشائرية منه الى المدنية ودولة القانون والمؤسسات فقد رشح الكثير من رؤوساء العشائروالأفخاذ انفسهم للأنتخابات!!؟ وقد ظهروا بصورهم بالزي العربي وهم يلبسون (العكال والصاية وبيدهم المسبحة!) وكتبوا أسمائهم السباعية وأسم العشيرة والفخذ!!، أما المرشحات فقد حرصن أن يظهرن بكامل الأناقة والجمال وهن يقفن بجانب زعمائهم السياسيين ، وكأنهم  يقولون  ان الولاء في الأول والآخر هو للحزب ولرئيسه!؟ ولا وجود للوطن في دواخل عقولنا ونفوسنا!. ولفتت الأنتباه صورة لمرشحة وقد أرتدت الحجاب والجلباب الأبيض وكأنها (رابعة العدوية)! والأكثر غرابة أن عمرها من خلال الصورة كان أقرب الى السبعين!؟ ( يا حجية فدوة العينج متكوليلي وأنت بهذا العمر شراح تخدمين العراق! وشراح طلعين راس وية الربع!!). ومن الطبيعي لم يسلم المرشحين من تعليقات العراقيين التي كانت تميل الى السخرية والأستهزاء!، كما لوحظ بأن الكثيرمن صور المرشحين قد تم العبث بها من قبل الناس وظهرت بشكل مضحك! فهذا المرشح قد وضعوا السيكارة في فمه! والآخر قد فقئوا أحدى عينيه!!( تخيلوا الصورة!!) والأخر أظهروه وكأنه (دراكولا)!!، مع كتابات على المرشحين ليس من اللائق ذكرها!!!.كل هذا هو تعبير عن عدم الثقة بكل المرشحين!! وقناعة العراقيين بأن هؤلاء سوف لا يقدمون أي شيء للشعب ولا للوطن  وأن ترشيحهم  للأنتخابات هو لخدمة مصالحهم الشخصية وتحسين أحوالهم المادية ! بعد ان أصبحت السياسة في العراق مهنة الذي لا مهنة له! و تدر على صاحبها مالا وفيرا وجاها كبيرا!. وهنا لا بد من القول بأن حكم الشعب على المرشحين وتحديدا الجدد منهم قد يكون فيه الكثير من التجني فلربما هناك مرشحين يريدون فعلا خدمة الوطن والشعب ولكن المصيبة أن تجربة العشر سنوات التي مرت على العراق بكل مراراتها لم تترك أثرا طيبا في نفوس العراقيين ، فصار من الطبيعي أن تفقد الثقة بالمرشحين لا سيما أننا لا نعرف اي شيء عن الكثير من المرشحين وتحديدا المرشحين الجدد  سوى أسمائهم؟!. المضحك المبكي في أمر بعض المرشحين  وهم من الوجوه المعروفة والممقوتة بنفس الوقت من العراقيين هو اصرارهم على ترشيح أنفسهم ثانية!! ويتكلمون بأسم الشعب ويرفعون  شعار الوطنية  رغم (السخام)! الذي يلطخ تاريخهم السياسي من خلال العشر سنوات التي مرت، فهل رأيتم وقاحة وصلافة اكثر من ذلك؟!.المشكلة تكمن بأن المواطن العراقي بقي  في حيرة من أمره فهو يعرف جيدا أن كل هؤلاء المرشحين القدماء منهم والجدد سوف لا يقدمون أي شيء للوطن والشعب، رغم كل تلك الشعارات الوطنية فارغة المحتوى !! التي لم تعد تحرك فينا أي شيء والتي حفظناها عن ظهر قلب، للتوضيح: (السياسي العربي عموما و العراقي خصوصا معروف بأنه  ظاهرة صوتية يتكلم اكثر مما يعمل عكس السياسي في دول الغرب تماما!!). وتكمن حيرة المواطن بأنه أذا لم يشارك في الأنتخابات فهذا يعني بأن الأمور سوف تبقى على حالها من سوء وخراب وفساد! وهو بنفس الوقت يطمح ويريد ان تتغير أحوال الوطن والشعب نحو الأحسن  وكأن لسان حاله يقول ( ممعقولة كلهم موزينين ! ولو خليت قلبت كما يقال)!. البعض من العراقيين أراح نفسه واستراح وقرر عدم المشاركة في الأنتخابات حتى لو كان المرشحين ملائكة !! ، لفقدانه الثقة بالجميع ، ولم يستلم حتى البطاقة الألكترونية!.. البعض الآخر من العراقيين ورغم معرفته بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ورغم تورم أجسامهم من كثرة لدغات الأحزاب ووعودها الزائفة حتى لم يبق فيه مكانا للدغة جديدة ورغم جهله بمعرفة المرشحين وتاريخهم السياسي الوطني وحتى الأجتماعي! ألا أنهم ومع ذلك قرروا المشاركة بالأنتخابات وعسى ان تصيب هذه المرة بعد كل تلك الخيبات!. وعلى ضوء ما تقدم فأن نتائج الأنتخابات وما ستفرزه من فوز مرشحين لقوائم الأحزاب السياسية هي التي ستحدد الكثير من مستقبل العراق وعلى كل الأصعدة. ورغم حالة الأحباط واليأس والقلق التي يعيشها العراقيين من قادم الأيام ولكنهم بنفس الوقت  يأملون بأن  القادم ربما يكون خيرا، فلابد أن  يكون هناك بقايا من ضمير وأنسانية وحب للوطن والشعب عند بعض مرشحي الأحزاب ونتمنى ونأمل لهؤلاء الفوز. ولا يسعنا في نهاية مقالنا هذا، ألا ان نقول لكل المرشحين اللهم أعطهم على قدر ما يتمنون للعراق و لنا!!؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/07



كتابة تعليق لموضوع : صراع الأنتخابات صور ومشاهدات وتعليقات!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net