صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإنتخاب الديمقراطي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


"الرئيس محمد مرسي أُنتُخِبَ ديمقراطيا , لكنه لم يحكم بطريقة ديمقراطية"
هذا ما قاله الرئيس أوباما في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة , يوم الثلاثاء 24\9\2013.
وفيه إشارة إلى المعنى الحقيقي للديمقراطية.

التي هي ليست إنتخابات وحسب , وإنما آليات حكم ونظام حياة.
فلا تعني صيغة أو ممارسة الإنتخاب بأن الحكم سيكون ديمقراطيَ الطباع والسلوك.

لأن المحك الحقيقي والإختبار الأساسي هو في إقامة نظام الحكم الديمقراطي.
وهذا معناه أن الذين يتم إنتخابهم يتحملون مسؤولية كبيرة , فليس الإنتخاب تشريفا , وإنما تكليفا , وأي مقصر يجب أن يُحاسب وينال جزاءه.

فالشخص المُنتَخَب , تكون مسؤوليته أكبر وعقابه أشد إذا لم يقُمْ بواجباته , لأنه أخلّ بإرادة جماهيره , وخان ثقة شعبه , وتنصل عن إلتزام التعبير عن منطلقات وأهداف الذين إنتخبوه.

فالذي يحسب أن عليه , التصرف كما يحلو لرغباته وحاجاته , لا يمكن أن يوصف بالديمقراطي.

ووفقا لهذا علينا أن نراجع أنفسنا ونتعلم الأصول الديمقراطية في السلوك والتفاعل والحكم.

وما يجري في مجتمعاتنا  التي تحسب الديمقراطية إنتخابا وحسب , إنها قد دمرتها , وحققت حكم الفئة والحزب والفرد , وتناست أن الحكم يجب أن يكون مرتكزا على ثوابت ومعايير , وآليات تفاني ونكران ذات وتأكيد على قيمة الوطن والإنسان أولا.

إن ما يجري في هذه المجتمعات يعادي الديمقراطية , ويعيد تصنيع مفاهيم وآليات الحكم الفردي والإستبدادي المقنع بها.

فتراهم يحاججونك على أنهم قد جاؤوا إلى الحكم عبر صناديق الإنتخاب , وليس عن طريق الإنقلاب , لكنهم يتجاهلون , بأنهم قد إنقلبوا على الديمقراطية , وهذا الإنقلاب أشد تدميرا للوطن والإنسان من أي إنقلاب آخر.

وعندما حصل هذا السلوك في مصر , نهض الشعب لمواجهته وسعى لإسترداد الديمقراطية اللائقة به.

أما في المجتمعات  الأخرى , فأن هناك عوامل عديدة أوجبت التبعية والخنوع وعدم التفكير الحر , ومنعت التعبير عن الإراة والسيادة , وذلك بإسم الحرية والديمقراطية , وفي هذا يتحقق التدمير الوطني والإنساني وتنعدم معايير ومقاييس الحياة المعاصرة!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/07



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخاب الديمقراطي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net