صفحة الكاتب : صالح المحنه

التعصب الديني الأعمى يقود الخراب في العراق
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


المتعارفُ عليه أنَّ المعارضة والإختلاف والخصومات كلُّها واردة وتعتبر طبيعية في المنافسة على السلطة او الوصول الى بعض المناصب المهمّة في الدولة والحصول على بعض المكاسب..ولكن تصبح كل هذه الأمورغير منطقية وغير واردة وغير طبيعية بل تتحول الى عار على أصحابها  إذا تخلّوا عن شرفهم وعن إنسانيتهم، هكذا هي الأحداث في وطننا العراق تعددت الخلافات وتنوّعت الخصومات ما بين الفرقاء وتشابهت في المضمون أنها بلا شرف وبلا قيّم...وإبتكرت معها شتّى الطرق التي لم يطرقها من قبل طارق ، ولا حتى في أكثر المجتمعات وضاعة وخسّة ، أستخدمت كل وسائل التسقيط  والقتل والدمار والسلب والنهب والحرق والفساد ..تفننوا في إيذاء الاخر وكُلّ ذلك يحدث تحت غطاء دينيٍّ ! لأنه في ثقافة وفقه بعض المتدينين مايبيح لهم هذه الأعمال... فأُستخدمت من قبل المنحرفين كأداة لمحاربة الخصوم وهناك من الفتاوى الموروثة والمعاصرة مايخجل منها العقل وتشمئز منها النفوس ! حولت الدين الى سلاح قاتل بيد العتاة والمجرمين وسهّلت لهم تداوله ويسرت إختراقه من كل المدّعين وصارت الفتوى متيسرة ومباحة لكل مَنْ يريد أن يرتدي لباس الدين... وأبوابه مشرّعة لكل من هب ودب ... حتى البعثيين إخترقوا هذا الدين من اوسع أبوابه وتنكبوا الطريقة النقشبندية وغيرها وتحول الرفاق الى إمراء للمجاهدين  وقادة في تنظيم القاعدة ودولة الإسلام في العراق والشام! وصاروا مؤمنين يأتمر الجهلة والمغفلون بأمرهم...وباتت كل الخلافات التي تنخر بالسياسيين العراقيين تقتات على الضخ الطائفي وتتعكز على التعصّب الديني الأعمى .. عصابات ضالّة عاثت فسادا في البلاد بأسم الدين جرّبت كل وسائل الإجرام وإستدعت كل مثلبة ومنقصة في تأريخها وإستعانت بفكر كل منحرف من أسلافهم ، ولم يبق شيءٌ مخجل فعلهُ أسلافهم إلاّ وجربوه قولا وفعلاً..وآخر ماأقدمت على فعله هذه العصابات هو قطع ماء الفرات بواسطة سد الفلوجة ..وهو فعلٌ إجرامي لايعبرُ إلا عن نزعةٍ دينية عمياء حاقدة تحاكي أفعال من سبقهم من أسلافهم ..ولعلّ هذا الفعل يعود بالضرر عليهم اكثر ممن يقصدون ضررهم . وهم يعلمون ذلك لكنّهم لايستطيعون تحرير أنفسهم من الهوس الطائفي المقيت..فيغرقون قراهم ومزارعهم من اجل ضرر الآخرين . (أقتلني ومالك ) هكذا تملي عليهم ثقافتهم الدينية ! وهكذا هي تصرفاتهم التي تدعمها نصائح وفتاوى رجال دينهم المرضى ! والتي دائما ماتنتهي بهم النتائج الى التهلكة والدمار ..!!! ولكن السؤال أين الحكومة؟ واين الجيش؟ كيف تترك السدود المائية والمحطات الكهربائية تحت رحمة الإرهابيين ؟ على مَنْ إنتصرنا إذا داعش تتحكم بمصيرنا؟ قناة العراقية ترفع شعار (الفرات الأسير)! هل تحتاجون الى رسالة أقوى من هذه الرسالة حتى تفيقوا من سكرتكم وغفلتكم؟ هل تعتقدون أن حصونكم الخضراء ستقيكم وتحميكم من نار الإرهاب ؟ هل يعقل أن دولة تطالب العشائر بطرد الإرهابيين وفتح الماء ؟ ؟؟!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/09



كتابة تعليق لموضوع : التعصب الديني الأعمى يقود الخراب في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net