صفحة الكاتب : باقر العراقي

بعد وعاظ السلاطين: قضاة السلاطين...!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  القضاء بشكل عام؛ مرتبط بقضية غاية في الأهمية، ألا وهي العدالة، ومن دونها يكون القاضي مذبوحا من القفا، ومن غير سكين، كما يقال، فالعدالة تتطلب الشجاعة الكافية في تطبيق القانون، وبكل فقراته ومواده دون تدليس ولا تبطين ولا ترك ولا مداهنة، والإنسانية يحتاجها القاضي أيضا، لمحاولة اكمال عدالته.
كلنا خطاؤون، والقاضي بشر مثلنا، ولنا أن نعذره مثلما نعذر أنفسنا الأمارة بالسوء أيضا، وقد نبرر له إن كان خطأه دون قصد، أو حتى جهل في بعض القوانين أحيانا، لكن إن تعدى ذلك يكون هناك ريبة وشك ومحذور، علينا تداركه والوقوف على أسبابه المقنعة، لنا ولمن يخالفنا.
في أحد المرات كان معنا قاضيا، قال:" سأكون قاضي الكوفة في الأيام القادمة"، فقال أحد الأصدقاء متهكما: "ستكون قاضيا للكوفة، بدلا من الإمام علي علية السلام، أنه لحمل ثقيل فالويل لك يا أخي العزيز"، وفعلا له ما أراد وكان الحمل ثقيلا.
هناك تأثيرات على القاضي، وفي كل الأزمنة الماضية، والعصور الغابرة، فمنها المالية، كأن تكون رشوة من أحد الأطراف المتخاصمة، أو تهديدا من قبل سلطان ذو نفوذ، أو ترغيبا بهوى دنيا أو منصب معين، وكلها تكون قاتلة للقاضي والقضاء معا.
هناك شكوك وشبهات تدور حول القضاء هذه الأيام، ملئت الإعلام صراخا واستغاثة من قبل المظلومين، فالمفوضية استبعدت نواب بسبب "تصريحات" تطبيقا لفقرة حسن السيرة والسلوك، بينما أخرون يصرحون ويصرخون، بل وبعضهم محكومون، كأن لديهم حصانة ضد فقرة السلوك.
مهما يكن، فإن تسجيل مثل هذه الشبهات؛ في هذا الوقت الحرج، يعد انتكاسة خطيرة، في مشروع الدولة العراقية الحديثة، التي تؤمن باستقلال السلطات الثلاث، لا باستغلال بعضها البعض ورحم الله على الوردي الذي لا يعلم بأن هناك أيضا، قضاةً للسلاطين؛ بالإضافة إلى وعاظهم الفاشلين...!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/19



كتابة تعليق لموضوع : بعد وعاظ السلاطين: قضاة السلاطين...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net