صفحة الكاتب : باقر العراقي

ثنائية الرفيق والحجي...!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


في أيام التسعينات وفي أوج فترة الحصار الجائر على فقراء الشعب العراقي، ظهرت سطوة الرفاق البعثيين، بصورة علنية ومن دون رادع من مسؤول أكبر، وأخذ الناس يتداولون حكاياتهم، ومنها حينما قال أحد بسطاء الناس، لمعلم بعثي مسؤول عن المنطقة، يا أستاذ فلان، فرد علية الأستاذ البعثي :- لا تقول أستاذ بل قل ""رفيق ""، وبعد مرور السنين وانقلاب الأيام، وتسلط آخرين على الحكم بعد فترة البعثيين، جاء أحد المدراء المعين حديثا، بأمر وفرمان من أعلى هرم السلطة العلية، وأمر أحد موظفيه بعمل معين، فقال الموظف : صار أستاذ، فرد علية المدير لا تقول أستاذ بل قل "حجي "..!
جاء التغيير بعد عام 2003م، ورُفعت الشعارات، أُجريت الانتخابات، وفاز من حمل شعار محاربة البعث، وتشكلت الحكومة، وتأمل الناس الأفضل، وتغيرت الأمور لكن ليس نحو الأحسن، وأستمر القتل واستمرت الأزمات، وظهرت آفة الفساد، وعلا مقامها عند الكثير ممن تقلد مقاليد الحكم، وأصبح الهم الوحيد كيفية البقاء على كرسي السلطة، واتخذت قرارات تناقض ما قيل سابقا، بل وتخالف القوانين ومنها هيئة المسائلة والعدالة، بسبب الاستثناءات المتوالية من قبل رئيس مجلس الوزراء للبعثيين والضباط الكبار، وبحجج الاستفادة منهم، والأنكى من ذلك عقد جلسة طارئة في يوم 7 نيسان لغرض مناقشة أوضاع الفدائيين وضمان حقوقهم ..!
إذن كيف تغيرت الأمور؟ وأصبحت تُدار بهذه الازدواجية، وكيف أصبح الضحية جلاداً لأبناء جلدته؟ وهل أن كل ضحايا النظام سابقا أخذوا مستحقاتهم؟ حتى نعود لننصف الظالم، كل تلك المآسي جرت وأصبحت واقعا، ينم عن رؤية ضيقة للأمور وقراءة مغلوطة لما جرى في التاريخ.
فلازال المواطن يعاني، وسيبقى يعاني، الى أن يأتي فرج التغيير الذي سيكون حصراً بيد المواطن، فالكثير من الضباط الكبار بالحكومة الحالية، كانوا من المقربين للحكم البائد ومارسوا معه محاصرة المدن العراقية وقتل أبناءها، ووضعوا رؤوسهم بالرمال عند الاحتلال، وعادوا ليمارسوا تملقهم من جديد، ويلعبوا هذه اللعبة القذرة بالتقرب من السلطان وعدم الاعتراض عليه.
وبهذه الثنائية المتقلبة الأطوار تسير الأمور وتجري الأحداث، ولكن ما هو معلوم استمرار الحروب، واستمرار المفخخات واستمرار الموت المجاني، والحصد اليومي للشباب في ساحات الوغى، ومن كل الجهات فمعارك الانبار قد لا تنتهي، واستمرار التزاوج والدمج المستمر بين الضحية سابقا (الجلاد حاليا) من جهة، وبين الجلاد سابقا (مناصر الجلاد حاليا)، يجعل الأحداث تسير نحو التأزم، لأن كلاهما يؤمن بنظرية إشغال الناس وإلهاءهم، ولا ندري هل نحن في زمان يحكمه الحجي أم يسيطر عليه الرفيق؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/20



كتابة تعليق لموضوع : ثنائية الرفيق والحجي...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net