تنديد واسع من قبل الاوساط الدينية والحقوقية لترحیل ممثل السید السیستانی من البحرین

وصل رجل الدين البحريني ووکیل المرجعیة الدینیة العلیا «آية الله الشيخ حسين النجاتي» قبل قليل، إلى مطار بيروت بعدما أجبرته السلطات على مغادرة البحرين.

وكان في استقبال الشيخ النجاتي «السيد علي الحسيني» ممثلاً للمرجع الديني «آية الله السيد علي السيستاني» في لبنان وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان «محمد قانصو» ورئيس "منتدى البحرين لحقوق الانسان" «يوسف ربيع» والمسؤول الاعلامي في المنتدى «باقر درويش»، اضافة إلى ناشطين بحرينيين وصحافيين.

وكانت السلطات البحرينية قد منحت آية الله النجاتي في الأسبوع الماضي 48 ساعة لمغادرة الأراضي البحرينية، اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي.

وكان رجال شرطة بملابس مدنية قاموا بمداهمة مكتب آية الله الشيخ حسين النجاتي يوم الأحد الماضي.  وبعد يومين، تعرض للاستجواب على أيدي مسؤولي المخابرات في غياب محاميه، وذلك قبل أن يمهله مسؤولو أمن الدولة 48 ساعة لمغادرة البلاد.


 السلطات البحرینیة

أعلنت البحرين أنها رحّلت امس (الأربعاء 23 أبريل/ نيسان 2014) رجل الدين الشيعي آية الله الشيخ حسين نجاتي، بعد فشل ضغوط متواصلة لدفعه لمغادرة البلاد طواعية.
مستشار الملك للشؤون الإعلامية نبيل الحمر قال في حسابه على تويتر "تم تسفير المدعو حسين نجاتي من البحرين صباح اليوم بسبب تواجده في البحرين بشكل غير قانوني".
هذا واعلنت وزارة الداخلية البحرینیة إن الشيخ حسين نجاتي تم إسقاط جنسيته في (6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، مشيرة لعمله وكيلا للمرجع الديني السيد علي السيستاني بشكل غير واضح ومن غير تنسيق مع الجهات الرسمية بالبلاد.
وفي بيان لها الأربعاء (23 أبريل/ نيسان 2014) قالت إن العمل كوكيل رسمي لأي جهة يتطلب خطابا رسميا يحدد المسئوليات والنشاطات المنوي القيام بها وبطبيعة الحال فإنه يتم دراسة ذلك من قبل الجهات المختصة بالدولة والتي لها الكلمة النهائية في هذا الشأن.
وقالت "ارتأينا إبعاد حسين النجاتي من أجل تصحيح الأوضاع وفق مقتضيات القوانين والإجراءات المعمول بها في البحرين".

جمعية الوفاق البحرینیة

أكدّ أمين عام جمعية الوفاق في البحرين، الشيخ علي سلمان، أن «الشيخ حسين الـنـجاتـي غـادر الـبـحـريـن يوم الأربعاء 23 أبريل / نيسان ، مُكـرَهاً بعـد التهديد و المضايقات و الاستجوابات التي لم تتوقف قرابه العام».

و أشار سلمان اليوم عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى أن السلطة البحرينية تمارس سياسة التضليل و خداع الرأي العام بالكذب قائلا «لقد أُبعِدتُ في 15 يناير 1995 مع سماحة الشيخ الديري و السيد السِتري و كنتُ في المعتقل ثم قالوا للبريطانيين خرجوا بإرادتهم».

و لفت إلى «أن السلطات كانت تمنع المعارضين السياسيين و طلبة العلوم الدينية من الرجوع للبحرين طوال الثمانينات و التسعينات ثم تقول بقوا في الخارج بإرادتهم !».

مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان
على الصعيد نفسه اعتبر الشيخ ميثم السلمان مسئول قسم الحريات الدينية في "مرصد البحرين لحقوق الإنسان" إبعاد آية الله الشيخ حسين النجاتي إحياءً لخيارٍ سياسي متخلف في السلطة يلجأ اتخاد إجراءات تعسفية وغير قانونية تتمثل فى نفي المعارضين والمستقلين خارج البلاد وسحب جنسيتهم؛ وذلك للانتقام من المواطنين على مواقفهم الرافضة لبعض سياسات السلطة.

وقال السلمان أثناء مشاركته في ندوة حوارية بجمعية العمل الديمقراطي (وعد) في البحرين أن للسلطات البحرين تاريخًا طويلاً ومخزيًا في نفي المواطنين من السنة والشيعة وممتدًا منذ عقود تتجاوز عهد المناضل الوطني عبدالرحمن الباكر مؤسس صندوق التعويضات التعاوني البحريني وأحد أهم المؤسسين لهيئة الاتحاد الوطني التي كان مطلبها الرئيسي يتمحور حول تعزيز المواطنة المتساوية ، وانتخاب مجلس شعبي كامل الصلاحيات يمثل الإرادة الجماهيرية.

وأضاف  السلمان "كما تعرض آيه الله النجاتي للإكراه على السفر إلى بيروت اليوم فقد تعرض المناضل الوطني عبد الرحمن الباكر للإكراه على الهجرة أيضاً إلى بيروت قبل أكثر من نصف قرن ؛ أي في الخمسينات من القرن الماضي. وأضاف: عاد الباكر إلى البحرين من بيروت وتبنى مشروع تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة أجندة التشطير المجتمعي فكان جزاؤه النفي في عام 1956 من جديد إلى سجن جزيرة " سانت هيلانه " الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي وهو منفى نابليون السابق".

واستطرد السلمان قائلا "ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أشد الحزن على التراجع السياسي إلى خيارات السلطة المتخلفة ؛ فها هي اليوم من جديد تحيي موروثا سياسيا تعهدت بالتخلص منه في عام 2001 بإرجاع مئات الشخصيات والعائلات البحرينية المنفية من البحرين على خلفية آرائها السياسية والاجتماعية والدينية".

وأبدى السلمان قلقه من انتهاج السلطة لسياسة الترحيل القسري والإكراه على الإبعاد لمواطنين آخرين .

وأكد الشيخ ميثم السلمان أن بيان وزارة الداخلية المؤرخ بتاريخ 23 ابريل/ نيسان 2014 قد حوى مغالطات وتجاوزات قانونية ؛ إذ لا تستطيع السلطة نفي حيازة آية الله الشيخ حسين النجاتي للجنسية البحرينية منذ يوم مولده. وقد اعتبر السلمان البيان تأكيدا لما أوردته عشرات التقارير الدولية الموثوقة من تعرض الحريات الدينية للقمع ولقيود الإجراءات التعسفية المفروضة عليها من قبل السلطة.

وقال السلمان "إن بيان وزارة الداخلية دلالة واضحة على انتهاك الحقوق المكفولة في المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية التي تكفل حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية التعبير عن العقيدة والإعراب عنها بالتعليم والممارسة ،  وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة".

وأضاف السلمان "إن المسلمين الشيعة يرجعون في فتاواهم الدينية إلى مراجع الدين ومنهم المرجع الديني آية الله السيد السيستاني والوكالة الشرعية وكالة دينية لأغراض دينية تبيّن الأحكام والممارسات الدينية وليست وكالة سياسية ، ولا يحق السلطة وفقا للقانون الدولي فرض القيود على هذا الحق المكفول دوليا. كما قال السلمان ان إجبار المواطنين على أخد التراخيص أو الموافقة من السلطة للقيام بشعائرهم الدينية وممارساتهم التعبدية تعدي فاضح على الحريات الدينية في العرف الدولي".



تيار الوفاء الإسلامي

على الصعيد ذاته أدان تيار الوفاء الإسلامي إكراه السلطات البحرينية للشيخ حسين النجاتي بالمغادرة عن وطنه، معتبرًا ذلك جريمة في حق الدين و الوطن، يجب أن «تجابه بردة فعل على المستوى السياسي والميداني والإعلامي يتناسب وحجم هذا الإجرام و التعدّي».
وقال التيار، في بيان له أن «مغادرة الشيخ النجاتي وطنه البحرين ، جاءت بعد شهور من المضايقات و الوعيد و التهديد، و هو لم يخرج من تلقاء رغبته، و إنما خرج قهراً و اضطهاداً، في سابقة في كل دول العالم، إذ أن المواطن لا يرحل عن وطنه تحت أي ذريعة و سبب».
و لفت التيار إلى سياسة التجنيس التي تنهجها الدولة للمرتزقة و المغنين في الوقت الذي ترحّل فيه علماء الدين ، واصفًا ذلك «بعار جديد يضاف لتاريخ النظام الخليفي ، و اعتداءاته المتواصلة على الإسلام و رموزه و الانتهاكات التي طالت كل ما يمس المواطن».

واختتم تيار الوفاء بيانه بأن «الشعب لن يقبل أن يكون قضية النجاتي ورقة بيد السلطة، وإن التعدي على مقام العلماء الأعلام و رموز الدين و الوطن جريمة كبرى».

منظمة "سلام البحرين لحقوق الانسان"
كما اعتبرت منظمة "سلام البحرين لحقوق الانسان"  قرار ابعاد الشيخ حسين نجاتي عن وطنه بعد سحب جنسيته انتهاكا خطيراً وجريمة كبرى، مؤكدة على أن السلطه في البحرين تستخدم سلطاتها بشكل غير قانوني لقمع المعارضين والنشطاء والتضييق على الحريات العامة.

ورأت في بيان أن الممارسات الموجهه ضد رجل الدين الشيعي الشيخ نجاتي تأتي في سياق الاستهداف الطائفي الذي بدأ في هدم المساجد وتبعه حل المجلس العلمائي ولغة التحريض الطائفي والتضييق على الشيعه في التوظيف والتعليم وحق ممارسة شعائرهم الدينيه.
ودعت سلام المجتمع الدولي في أن يتحمل مسئولياته القانونية والاخلاقيه بالضغط على السلطة في البحرين للتوقف عن ممارساتها الطائفيه والقمعية والتراجع عن قراراتها في سحب الجنسيات وإبعاد النجاتي وضرورة إحترام الحريات العامة.
حركة "حق"
من جانبها استنكرت حركة "حق" مواصلة السلطة ما وصفته بـ"جريمة الاضطهاد الطائفي" عبر النفي القسري لممثل المرجع الأعلى السيد السيستاني من البحرين آية الله الشيخ حسين النجاتي لخارج وطنه البحرين بتاريخ  ٢٣ أبريل وذلك بعد تهديده وأسرته بالتصفية  بعد تجريده من جنسيته.

وقالت الحركة في بيان لها : "إن ذلك يأتي هذا العمل الخطير المعبر عن استهداف الشعب بأكمله وذلك باستهداف رموزه البارزين حيث يرزح قسم منهم خلف القضبان ويستهدف القسم الآخر بالتهديد والاضطهاد بل ويعاني غالبية الشعب من التمييز الطائفي والتجنيس السياسي الممنهج لتغير هوية البحرين".

وأكدت الحركة أن "الاستهداف الطائفي" لن يتوقف "طالما شعرت السلطة بصمت وعجز المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الحقوقية"، مطالبة جميع قوى المعارضة للتصدي لتلك "الجريمة" من خلال التضامن التام مع النجاتي وجميع الرموز والشخصيات التي أسقطت جنسياتهم (قائمة الـ ٣١).

وطالبت الحركة أيضاً بتحمل المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان كافة مسئولياتهم في القيام بواجبهم اتجاه ذلك.

مؤسسة "الامام  الخوئی الخيرية"

تندیدا بما قامت به الحکومة البحرینیة من التهدید و الترعیب لسماحة الشيخ حسين النجاتي، وكيل المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستانی بهدف ترحیله خارج الاراضي البحرینیة اصدرت مؤسسة الامام الخوئي الخيرية بیان انتقدت فیه انتهاك الصارخ لقيم حقوق الانسان في البحرین.
«في سياق النهج السياسي المتعسف الذي تواصله الحكومة البحرينية ضد أبناء الشعب البحريني، قامت السلطات باستهداف سماحة الشيخ حسين النجاتي، وكيل المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني.
فقد قامت السلطات بانتهاك صارخ لقيم حقوق الانسان، عندما هاجمت عناصر من الامن البحريني منزل سماحة الشيخ النجاتي، في حملة ترويعية استهدفت أهله، بعد ان اسقطت عنه جنسيته البحرينية ومعه العديد من المواطنين الاخرين، ثم فرضت عليه مغادرة البلد خلال ثمان وأربعين ساعة.
ان سلطات الحكومة البحرينية اضافة انتهاك جديد لسجلها الخاص بحقوق الانسان ولالتزاماتها التي قطعتها بتطبيق تقرير المبعوث الدولي السيد البسيوني متخطي لأعرافه وبنوده، وانتهكت حرية وحرمة العبادة التي تعهدتها ، تجدد هذه المرة تحديها لكل دول المبادئ والقرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية الخاصة بحقوق الانسان وخاصة سياسة القمع والتهجير.
وفي الوقت الذي تعكس هذه الاجراءات غير القانونية عن وجه تعسفي للسلطات الحكومية، التي طالما حاولت تلميع صورتها امام دول العالم، فانها تكشف من ناحية أخرى عن استمرار ذات النهج الاستفزازي ضد غالبية الشعب البحريني من خلال استهداف رموزه الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية الفاعلة والكريمة.»
اننا ندعو المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة وجمعيات حقوق الانسان ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى استنكار هذا العمل اللاانساني واللااخلاقي، والتدخل لوضع الضغط على حكومة المنامة لاجبارها على تغيير سياساتها المعادية لارادة الشعب، وتصحيح مساراتها بما يضمن احترام حقوق جميع أبناء البحرين في الحياة الحرة الكريمة.

 

المصدر : شفقنا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/24



كتابة تعليق لموضوع : تنديد واسع من قبل الاوساط الدينية والحقوقية لترحیل ممثل السید السیستانی من البحرین
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net