صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

" يا علي"!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في مدينتنا عندما نريد الإقدام على عملٍ يتطلب همة وعزما وشجاعة نقول : "يا علي" , تأكيدا على قدرات وعزيمة الإمام علي بن أبي طالب.
 
وفي ذكرى مولده تذكرت "يا علي" , وما تعنيه وتدل عليه من إرتباط المسلم بالأئمة وأولهم الإمام علي , فالمسلم ايا كان مذهبه ومدرسته يعتز أيما إعتزاز بعلي وأحفاده أجمعين.
 
والإمام علي مدرسة أخلاقية وسلوكية وفكرية وثقافية وفقهية , وبلاغية موسوعية صنعت الإرادة الإسلامية , ووضعت الحجر الأساس لإنطلاقة الدين الخالدة.
 
فهو المدافع الكرار عن الإسلام منذ أولى المواجهات الحامية مع أعدائه قبل معركة بدرٍ وبعدها , وله ملاحمه البطولية وشخصيته العربية الأبية.
 
وكان الفقيه المنيرعلى مدى ربع قرن من زمن الخلفاء الراشدين حتى آلت إليه الخلافة, وتعامل معها بحلم الإنسان الذي يقدم القدوة الحسنة الصالحة , اللازمة لديمومة الدين والتعبير عن قيمه ومبادئه , التي ترسخت في يقينه منذ الصبى وهو برفقة نبي البرية وسيد المرسلين.
 
وقد ضرب أمثالا خالدة في العفة والمعاني السامية النابعة من جوهر الدين , وفيض المدارك القرآنية التي كان يعلمها علم اليقين.
 
ولا يمكن لكاتب أن يبلغ التمام والكمال في الكتابة عن الإمام علي , ذلك السراج العربي الهاشمي الساطع في ربوع الأماكن والأزمان , والذي يزداد حضورا في جميع الأجيال المسلمة على مر العصور , فما أن يُذكر الإسلام إلا ويكون متوقدا فيه.
 
فهو الذي أغنى العقول وأترع النفوس بأصدق الكلمات المنيرات , المعبرات عن خلاصة وعيه للسلوك البشري ونوازع النفس ومشاربها.
 
وهو واضع أصول ومبادئ علم النحو والبلاغة , وكانت خطبه وأقواله روائع إبداع أصيل لا تتفوق عليها قدرات البلاغيين من بعده.
 
هذا الإنسان المنوّر بالقرآن والصحبة والمصاهرة المحمدية , والعارف بشؤون الدين والدنيا , تجدنا اليوم لا نعرفه بأعمالنا , وندعيه بأقوالنا وعواطفنا وجهلنا , فنسيئ إليه ونظلمه وأحفاده , إذ نحسب أننا نحبه ونحبهم وما نقوم به لا يرضاه أي واحد منهم.
 
فهل أن قتل المسلم للمسلم يرضي عليا , وهل ما نقوم به من مظالم ومفاسد وشراهة مال ومناصب  , وأنانية وغرور وإفقار للناس وسلب لحقوقهم وقهرهم من مبادئ علي ؟
 
إن ما نفعله جميعا ومن كافة المذاهب والفرق والمدارس والتصورات , إنما يقاتل عليا ويُغضبه وينسف مبادءه وقيمه ويمحق معاني الدين القويم , الذي ذاد عنه بالغالي والنفيس وأبى أن ينكسر أو ينحني للدنيا الوافدة إليه بما رحبت وأهدت.
 
"يا علي" , ما أحوجنا لقولها سوية بقلب واحد وإرادة معتصمة بحبل الله المتين , لكي نكون ونتحرر من الذل والهوان والسلوك المُخزي , الذي نلصقه بالإسلام ورموزه الأخيار الأبرار.
 
تحية محبة ووفاء وإجلال وتقديرللإمام علي , وياليت مَن يدّعيه أن يعبّربسلوكه عن خصلة واحدة من خصاله العلياء , ولكن هيهات هيهات أن نعرف عليا بأفعالنا , ولا حتى بأقوالنا!!
 
وهو القائل:
"ذهبَ الوفاءُ ذِهابَ أمْسِ الذاهبِ
فالناسُ بينَ مُخاتلٍ ومُواربِ"
 
وما أكثرهم في زماننا الموؤد بجهلنا "يا علي"!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/12



كتابة تعليق لموضوع : " يا علي"!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net