صفحة الكاتب : مهدي المولى

هل تعرفون لماذا حكام العرب يكرهون دولة اسرائيل
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


  اي نظرة موضوعية لما يجري في اسرائيل وما يجري في البلدان العربية والاسلامية لاتضح لك السبب بشكل واضح وجلي بان هذا العداء لاسرائيل من قبل هؤلاء الحكام ليس حبا بالفلسطينيين ولا بفلسطين ولا يهمهم  امر الفلسطينيين ولا فلسطين الا انهم جعلوا من ذلك وسيلة لاخفاء حقيقة فسادهم وموبقاتهم وجرائمهم ووسيلة لقمع واضطهاد شعوبهم وارغامهم على السكوت والصمت والقبول بالفقر والجهل والمرض والويل لمن يعترض ينتقد يصرخ من الظلم من الجوع فانه يتهم بالكفر والخروج على الدين والخيانة للوطن والعمالة لاسرائيل واشغال الحكام عن مهمتهم الاولى وهي تحرير فلسطين فكل شي من اجل تحرير  فلسطين كل شي من اجل المعركة الكاذبة المعركة التي هي بالحقيقة معركة ضد الشعوب العربية
 وهكذا اثبتت  الايام  بانهم من اكثر الناس عداءا للفلسطينيين ولفلسطين الا اذا اصبحوا خدم وابواق وجواسيس لهم وهكذا كل حاكم جمع حوله بعض الفلسطينيين الذين يصفقون ويطبلون له  وكانوا أداة تصفيق وتزمير له وفي نفس الوقت اداة ذبح للشعب ولبقية الفلسطينيين الذين لا يقرون بالحاكم وهذا ما فعله صدام والقذافي وال سعود
فعداء الحكام العرب والمسلمين لاسرائيل  يتضح لنا ليس من اجل القضية الفلسطينية بل  لان اسرائيل دولة ديمقراطية دولة يحكمها القانون وليس شخص ولا فئة ولا عشيرة ولا حزب دولة تحترم الانسان وتقدسه من خلال احترام رأيه ووجهة نظره وهذا يجعل الحاكم العربي والمسلم في حالة خوف ورعب لهذا فانه لا يرغب في سماع اي كلمة او اي حركة من قبل الجماهير الا بامره الا هو الذي يحدد وقتها وبدايتها ونهايتها وشكلها ولونها
فالويل لمن يقرأ شي عن اسرائيل او يسمع شي او يعرف شي او يلتقي بأسرائيلي  فذلك من المحرمات لانه يخاف على المواطن العربي ان يتعلم شي  عن حرية الكلمة والعقل عن محاسبة المسئول معارضته انتقاده تغيره سجنه فهذا كفر  الويل لمن يتجرأ ويخرج على الاسلام وعلى الله
فالحكام العرب يخافون ان يتأثر العرب بالاسرائيلين وسيفعلون بحكامهم كما يفعل الاسرائليون بحكامهم
فالحاكم في اسرائيل خادما للشعب  الشعب هو الذي يختاره والشعب هو الذي يعزله اذا عجز ويحاسبه اذا قصر في اسرائيل القانون هو الذي يحكم ليس هناك احد فوق القانون
اما الحاكم في الدول العربية فهو السيد  الاله والشعب هو الخادم لا يجوز النظر اليه والتقرب منه ولا يجوز ان تقول له اف فما على الشعوب الا الخضوع والتصفيق والتهليل له هو وكل من حوله من الابناء والاحفاد  والاباء والاجداد والجواري والخدم فالحاكم العربي بيده الموت والحياة والفقر والجوع والمرض في الدنيا ودخول النار في الاخرة والغنى والتخمة والصحة  في الدنيا والجنة في الاخرة فمن يريد الثروة والنفوذ في الدنيا والجنة في الاخرة عليه ان يخضع  للحاكم ويطيع امره حتى وان جلد ظهرك واغتصب عرضك وهتك حرمتك ونهب مالك فهو ممثل الله بل انه الله تجسد بشكل بشر
اما في اسرائيل فالشعب هو السيد هو الاله فما على المسئول الا الخضوع للشعب واطاعة اوامره فالشعب بيده الثروة  والحياة والجنة من خلال  اخلاص المسئول الحاكم للشعب والتضحية بمصالحه الخاصة من اجل مصالح الشعب
لهذا نرى العرب تتخلف وتتأخر ويكثر فيها الجهل والفساد والعنف والارهاب في حين نرى اسرائيل تتقدم وترتقي ويسودها العلم والصلاح والحب والسلام
 احدى المحاكم الاسرائيلية حكما على رئيس دولة اسرائيل   اولمرت حكما بالسجن لمدة ست سنوات وغرامة مالية قدرها مليون شيقل بتهمة تلقي رشاوي حين كان رئيس بلدية القدس
قال القاضي قبل قراءة الحكم ان الجرم الذي اقترفه رئيس  الحكومة وهي اخذ الرشوة مثله مثل اي خائن واضاف القاضي انه كلما كانت مكانة المتهم رفيعة اكثر بات جرمه  اخطر واضاف القاضي ان اولمرت متهم غير عادي انه قدم كثيرا من حياته في خدمة المصلحة العامة
هذا يعني ان العقوبة على المسئول تكون اكبر واكثر شدة من  العقوبة على  المتهم العادي وكلما علت مسئولية المسئول تكون اكبر واشد بحيث لم تنفع تضحياته في سبيل المصلحة العامة التي يقرها ويعترف بها القاضي نفسه
الاكثر اعجابا  ودهشة هو ردود افعال انصاره ومؤيديه وقادة حزبه على الحكم الصادر بحق اولمرت
قالت وزيرة العدل انه يوم ليس سهل لكني اثق كثير بجهاز القضاء وسلطات تطبيق القانون
وقال وزير المالية لا شك انه يوم محزن ومؤلم لكنه يوم هام في الوقت نفسه لاظهار جهاز القضاء بان ليس احد فوق القانون
وقال وزير الامن الدخلي انه يوم حزين وقاس لدولة اسرائيل الا انه يشهد على الاهمية القصوى التي تنطوي عليها مكافحة الفساد دعمت ذلك في الماضي وسأدعم اليوم وفي المستقبل ايضا شرطة اسرائيل للعمل وبشكل جاد وحازم لاستئصال الفساد على حميع مستوياته
 وقال احد اعضاء الكنيست رسمت هذه الادانة بوضوح قضية اعمال الفساد وعلى الجميع ان تعي وتدرك  انه لا يمكن شراء السلطة بالفساد
لا شك انها دروس مهمة ليت المسئولين العرب وخاصة العراقيين يتعلمون ماذا تعني المسئولية تعني احترام القانون تعني ان المسئول خادم للشعب
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/19



كتابة تعليق لموضوع : هل تعرفون لماذا حكام العرب يكرهون دولة اسرائيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net