صفحة الكاتب : عدنان السريح

صراع الأجيال بين ساسة الماضي والحاضر
عدنان السريح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يطلب كثير من الساسة السلطة لذاتها، بمعنى أنه يريد الإنتفاع من وراءها؛ ولا يطلبون السلطة للخدمة الناس .
إذ لم يكن هدفهم هو خدمة الناس، فإنك ترى بعض السياسيين قد وضع نفسه في نفق مظلم، لعدم معرفته بنوايا رؤوساء الكتل التي ينتمون إليها. من هنا فإن المسؤوليات الجسيمة أوقع السياسي نفسه فيها، التي لا يعلم ماذا يراد منها؟، تلك مزالق الشيطان وشفير جهنم بل قعر جهنم.
أما إذا كان السياسي طالباً للسلطة خدمةً للناس، فإن ذلك يثاب عليه، لأنها ستحقق مصلحة الناس، وذلك على قدر إمكاناته وتفانيه ومثابرته في هذا المجال.
مرت على بلدنا كثير من المنعطفات التأريخية والسياسية، التي حفرت على صفحات التأريخ، السنين العشر من التغيير الذي أعقب سقوط نظام صدام، سطر فيها شعبنا أروع صفحات التضحية والفداء، التي رسمها شعبنا بعد سقوط النظام البائد، من نزاعات طائفية وحرب من الإرهاب على بلدنا بكل مكوناته بمختلف العناوين، ومع هذا فإنك ترى أن الشعب لم يرضخ ولم يهن بل إزداد تماسكاً في كل جولة من هذه الجولات؛ لأنه ينطلق من تاريخ تمتد جذوره في أعماق الإنسانية، من أول حرف خَط على وجه الأرض، لأنه ينطلق من عمق الإسلام المحمدي؛ ولا ينطلق من الذي أمنوا بعد الفتح، لأنه ينطلق من دماءً عفرت أرض العراق دماءاً مقدسة شرفت هذه الأرض حين سالت عليها، دماءاً كانت في أصلاب الأنبياء وإنتقلت من طُهرٍ بعده طاهر، حتى إستقرت في ختام النبوة، وبعد النبوة في ختام الوصاية تلك الدماء دماء شهيد الإنسانية، شهيد الإسلام دماءاً من أهل بيت النبوة، كوكبة من أقمار الأرض كان في محرابها دم الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.
من هذا العمق ينطلق شعبنا من هذا العرش إلى الوجود والى الحرية والديمقراطية بعد إن مارسنا الديمقراطية من خلال صناديق الإقتراع، وفاز العراق لا نقول فازت كتلة أو مكون أو توجه بل فاز العراق.
على العراق اليوم أن ينطلق بكل أبنائه، ليرسم على صفحات التاريخ حروفاً من نور حينما تقرأ بعد عشرات السنين، يفتخر بها أبنائنا ويقفوا أمامها وقفة عز وإجلال وإكبار. عندما يجدون أن رجالات العراق كانوا بمستوى جسامة المسؤولية، التي مروا بها وكانوا يتعاملون معها، بما يملكون من عمق تأريخنا وإسلامنا، مسؤولية يراعون فيها كل العراق من أجل العراق، مسؤولية خدمة السلطة التي تسخر للمواطن لأن هذا المواطن حجمه من حجم عمق العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان السريح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/22



كتابة تعليق لموضوع : صراع الأجيال بين ساسة الماضي والحاضر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net