صفحة الكاتب : جاسم محمد كاظم

الماركسيون السلفيون
جاسم محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في جلسة محادثة مستعجلة في لحظة زمن غير محتسب مع رئيس سابق لاحد الاحزاب الاسلامية التي تملك ثقلا برلمانيا في برلمان اليوم جمعنا بة بلاط مكتبة مكتظة بالكتب كان للصدفة ثقلها البارز حيث كان ..راس المال.. يتسيد قمة اسعارها برغم نسختة المستنسخة عن الاصل وحين راحت يدي تقلب صفحاتة من القطع المتوسط بجدال عقيم بكلمات معسلة حول الحصول على مكرمة تخفيض لسعرة اللاهب من صاحب المكتبة الذي لايعرف قاموسة الخصم في عالم السوق الحر الذي لم يعد فية الاعتياش من المكتبة مجدية للحصول على لقمة العيش كان هناك سطرا عابر مقاطعا لنغمة الحديث غير المجدي من احد الجالسين ... ومن يقرا هذا الكتاب الان ..لقد انتهى وقتة .... وحين وجة كلماتة الى صاحب المكتبة لماذا يطبعونة الى الان ... وحين كان جوابي .. اني من قرائة ... سكت هذا الرجل وبعد تعريف صاحب المكتبة لشخصيتة المجهولة صافحتة بابتسامة وسطرا من كلمات ... ان الماركسة هي الفاعلة في عالم الازمة الاقتصادية . .. لقد عاد العالم من جديد الى ماركس ... كانت اجابتة بنفي ... وكلمات مطاطة ..لا .لا هذا تفخيم للماركسية... وبعد حديث ليس بطويل افصح عن نفسة ومكنون فهمة ومراجعة فلايزال حتى رؤساء تلك الاحزاب المشهورة في عالم اليوم لاتعرف ماهي الماركسية على حقيقتها بل كان فهما مختزلا ومجزئا من خلال كتاب واحد او اثنين من كتب بعض المشايخ الاسلاميين الذين تناولوا ديالكتيكها واقتصادها كل على حدة واعطوا بالنهاية وجها مظلما بقي الى اليوم مسيطرا على مخيال الكثير من ادمغة حتى بعض من يدعي الثقافة والتفكير والتنظير بل ان هذا الرئيس السابق ذهب الى ادعاء انة واحدا من سلسلة ممتدة لهولاء المشايخ المفكرين و لم يستسيغ وصفي للماركسية بانها نظرية علمية وليست ايدلوجية طبقة معينة دون الاخرى واقنوما مجردا مثل الاديان والمذاهب وان سلفيي الماركسية وبعض الاحزاب والاشخاص الذين يدعون الماركسية هم من اوصل الماركسية الى هذا الحال وان ميزة ماركس الفريدة انة اكتشفت القوانين التي تحكم المجتمع مثل القوانين التي تتحكم بالفيزياء والكيمياء و وجد المحرك الذي يغير احقاب التاريخ المتغير الى ما لا نهاية . بدا الكلام غريبا عن مخيلتة. بل انة دعاني بالجهل وعدم فهم النظرية التي اعتنقها بل زاد على ذلك بان اقراء من جديد الكتب التي شرحت هذا الفكر من مشايخ الاسلاميين وحين اخبرتة باني قد قرات الماركسية من انبيائها الاوائل \"استغفر ربة \" مثلما قرات كتب مشايخة التي شوهت روحها العلمية وحاكمت ماركس من خلال نص مقتضب مقطوع عن استمرارة لماو تسي تونغ او بولتيزر واننا حين نتحدث عن ماركس فاننا لانتحدث عنة كرب او كصنم مقدس .ولكن ميزة ماركس المتفردة انة استطاع من ربط الوقائع والحوادث واستطاع بعين ثاقبة وفكر متفرد من ايجاد علاقاتها المتشعبة ليكون التاريخ بعد ذلك صيرورة متحركة وليس ككم من احداث متراكمة كما كان متصورا في تلك العصور تحكمة قوانين مثل قوانين الكيمياء والفيزياء وانة صراع طبقات ونتاج لقوى انتاج تتطور باستمرار وليس صراع امم ودول كما تصورة \"هيجل\" من اجل تطويع الطبيعة للانسان المبدع .وان ماركس اكتشف قوانين المجتمع مثلما اكتشف \"فليمنغ\" البنسلين و\"لفوازية\" الاوكسجين المسال و\"بتروشلي\" الضغط الجوي\" ونيوتن\" الجاذبية ووجد تغير قوى الانتاج مفتاحا للتغيير وان التاريخ هو تاريخ الانسان العامل المستلب الى الان وليس تاريخ الملوك والامراء والقادة وهكذا سار التاريخ من عصر الجمع والالتقاط الى عصر المعلومة الانترنيتية والانفجار الالكتروني .وبما ان سير التاريخ ماهو الا نتاج لعمل الانسان المبدع فان من حق هذا الانسان المبدع ان يكون لة فلسفة حكم وسلطة قرار نابعة من صميم هذا العمل المنتج ولهذا اعاد ماركس الحكم للانسان العامل تبعا لعملة الحيوي وليس كقوة تفرض علية من الخارج تسلب منة جوهر وروح هذا العمل المهمش والذي بدونة تستحيل الحياة .وتجلت عبقرية ماركس انة وجد ان الافكار والقوانين والاديان والافكار القانونية والاحكام تنبع من صميم هذا التطور لقوى الانتاج من خلال تفاعل مستمر تحكمة الضرورة الاقتصادية .
فليست الماركسية دين ومذهب جامد مات انبيائة واولياءة واحتاج الى فقية اعلم يتعامل معة بنظام الفتوى والاجتهاد لكي نكبل الماركسية ونضعها بين اربع جدران في اخر الامر .. كان كل كلامي غريبا على مسمع هذا المفكر الاسلامي الجديد الذي عاد في اخر كلامة يستشهد ببعض الكتب والاشخاص وبعض الاحزاب التي ارتبطت بموسكو وجعلت من الاتحاد السوفيتي مرجع الماركسية الاوحد وحولت نظرية ماركس العلمية الى دين ومذهب اقتصادي جامد مغلق على نفسة ذو بعد واحد .تلك الاحزاب التي اتخذت من موسكو قبلة ومرجعية نهائية لتفسير الماركسية التي اصبحت لها شعائر وطقوس واخرجت من اطارها العلمي الاخاذ وانقسم معتنقيها الى سلفيين يتمسكون بالنص الجامد ومحدثين اعادوا شرحها وتفسيرها من جديد ولايزال هذا الفهم الخاطى الذي يصور موسكو كعبة للماركسية مسيطرا على تفكير بعض الاحزاب وشخوصها بل ان البعض من الماركسيين القدماء ذهب بعيدا في خيالة واعطى لموسكو ما اعطتة الاديان لمخلصيها ومنتظريها الموعودين باصرارة على ان الماركسية يجب ان تعاد من موسكو ولا غير .وبعد استشهادي لة ببعض ماقالة لينين عن اولئك الديماغوجيين الجامدين في حياتة فنبة الا يتخذ البعض من موسكو قبلة ولاتا خذ وصايا البلاشفة كحجج وتعاويذ يصلي اليها الشيوعيون من مختلف بلاد الارض .. \"ان ذلك لا يعني اننا نستطيع الاكتفاء بالاستنتاجات الشيوعية والشعارات الشيوعية المحفوظة غيبا.\"
واكد على دورها العلمي .\". فلايمكن للمرء ان يصبح شيوعيا الا بعد ما يغني ذاكرتة بمعرفة جميع الثروات الفكرية التي ابدعتها الانسانية...\"
.كان الحديث يصل الى نهايتة بعد ان دعا لي هذا المفكر الاسلامي  بالهداية بينما تمنيت لة التوفيق في الحياة .
جاسم محمد كاظم
Jasim_737@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/29



كتابة تعليق لموضوع : الماركسيون السلفيون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net