صفحة الكاتب : تراب تراب

الحواضن والبعثیون.. أقوى أضلاع مربع الإرهاب في العراق
تراب تراب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اردت ان اكتب شيئا عن التفجیرات والاعمال الارهابیة التي تشهدها محافظة الموصل في العراق والكيفية التي تتمكن بها داعش من تسجيل اختراقات امنية بهذه السهولة ، فاذا بي اسمع عن وقوع 12 تفجيرا في مناطق مختلفة من بغداد ، وتفجيرين انتحاريين في جلولاء ضد مقرات للاحزاب الكردية ، واحتجاز داعش لاساتذة وطلاب جامعة الانبار واتخاذهم رهائن ، لانهم كما اعلن الطلاب نقلا عن عناصر داعش ان التعليم انتصارا ل\"الصفويين\"!!.

السهولة التي تتحرك بها داعش في العراق تثير تساؤلات حول حقيقة الاسباب التي تحول دون القضاء على هذا التنظيم الارهابي ، رغم الامكانيات العسكرية الكبيرة و العدد الكبير ايضا للقوات الامنية والجيش ، بالاضافة الى وجود ارادة سياسية قوية لدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مكافحة داعش واستئصالها من العراق.

ان تزايد اعداد الضحايا الابرياء الذين يتساقطون كل يوم من ابناء الشعب العراقي على يد مجرمين حاقدين من شذاذ الافاق ، تحتم على كل انسان حر ان يشير باصابعه الى الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم البشعة وكذلك الى منفذيها ويعلن عن اسمائهم وبصوت عال.

الانسان العراقي اليوم محصور داخل مربع ارهابي خطير يطبق على انفاسه منذ اكثر من 10 اعوام ، يتألف من اربعة اضلاع ، الضلع الاول الحواضن ، والتي باتت معروفة للجميع ، فهي تحتضن الارهابيين وتوفرلهم الامن والامان وحرية العمل لتنفيذ جرائمهم ، الضلع الثاني هم البعثیون الذين فرضوا على العملية السياسية لضربها من الداخل في محاولة لاعادة الاوضاع في العراق لما قبل سقوط صنم بغداد ، والضلع الثالث هو المال القذر التي يدخل الى العراق من خزائن دول الخليج وفي مقدمتها السعودية التي اعلنت وفي اكثر من مناسبة انها تناصب العراق الجديد العداء ولن يهدأ لها بال الا بعد افشال التجربة السياسة في العراق الجديد حتى لو كلف ذلك صرف عشرات المليارات من الدولارات وازهاق ارواح مئات الالاف من العراقيين ، اما الضلع الرابع فهو الفتاوى التكفيرية التي جاءت من السعودية كما جاء المال القذر ، فهذه الفتاوى اقذر من المال السعودي كثيرا ، فهي تستبيح دماء الغالبية العظمى من العراقيين وتحرض على قتلهم انطلاقا من احقاد دفينة تستعر في قلوب الوهابية ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام وضد كل انسان يخالف الراي.

في مقالنا هذا سنؤكد على الضلعين الاول والثاني من اضلاع مربع الارهاب في العراق ، ونترك الضلعين الثالث والرابع ، لانهما باتا معروفين للقاصي والداني ، وان الجهات التي مازالت تعمل على جعل هذين الضلعين ثابتين ضمن مربع الارهاب ، لا تخجل عن الاعلان صراحة عن تبنيها لهذين الضلعين ، لذلك سنتوقف قليلا امام ضلعي الحواضن والبعثیین.

الحقيقة ان دور الحواضن ودور البعثيين وايتام النظام الصدامي ، يكمل بعضه بعضا ليصب بمجموعه في خدمة ارهابي داعش ، فالحواضن توفر المجال الجغرافي لتنفيذ الجريمة بينما البعثیون وايتام النظام البائد يوفرون الفضاء السياسي والغطاء السياسي للارهابيين من داعش والصداميين عبر تغلغلهم في مفاصل الدولة العراقية .

لانريد ان نثقل على القارىء ونسرد بالاسم اهم الحواضن التي تحتضن داعش في المنطقة الغربية من العراق وحتى داخل بغداد وكذلك اسماء العشائر ورؤساء هذه العشائر ، الذين وفروا ملاذا آمنا للارهابيين ، وسنكتفي بالمرور على الجرائم الارهابية التي شهدتها مدن الموصل والرمادي وبغداد خلال الايام القليلة الماضية ، ليتبين لنا مدى حجم التنسيق بين الحواضن والبعثيين الذين فرضوا على العملية السياسية في العراق الجديد ، ودورهم في توفير الارضية والدعم والغطاء السياسي لداعش لقتل العراقيين واعادة عقارب الساعة الى الوراء .

للاسف الشديد هناك حواضن عراقية ، تنفي وجود عناصر من داعش بين ظهرانيها ، بل على العكس تتهم الحكومة العراقية باختلاق الاكاذيب عن وجود هؤلاء التكفيريين فيها ، بينما لا يحتاج الانسان الى وسيلة غير عينية ليرى الالاف المؤلفة من هؤلاء التكفيريين وهم يتنقلون من مكان واخر في المنطقة الغربية في العراق ينشرون الموت والدمار ، ترى من اين جاء التكفيرون الذي دخلوا الفلوجة ؟ ، ومن اين جاء التكفيريون الذين دخلوا الرمادي ؟، و من اين جاء التكفيريون الذين دخلوا الموصل ، ومن اين جاءت السيارات التي تنفجر في بغداد ؟ ، ان الجواب على هذه الاسئلة واضحة وضوح الشمس ، لذا ان على الغيارى من اهالي المنطقة الغربية من العراق الا يسمحوا للغرباء بالتمادي في ازهاق ارواح ابناء جلدتهم بهذا الشكل الوحشي ، كما عليهم الا يسمحوا لضعيفي النفوس من ابناء مناطقهم ان يبيعوا انفسهم للشيطان في مقابل حفنة من الدولارات او في مقابل ارضاء غريزة الحقد البدائية العمياء ، فان آخر ما يفكر فيه التكفيريون هو مصلحة ابناء المنطقة الغربية من العراق ، وهذه حقيقة تتضح يوما بعد يوم.

اما البعثيون الضلع الثاني والقوي في مربع الارهاب الذي يحاصر العراق واهله ، فلا حاجة ، ايضا ، ان نذكر اسماءهم ، فهم كثيرون ، بعد ان تبواؤا مناصب سيادية رفيعة في العراق ، بعد سقوط النظام الصدامي !! ، ولكن سنحصر دورهم فيما يخص احداث الموصل والانبار الاخيرة ، كما قلنا ، فهذا اثيل النجيفي محافظ الموصل الذي كان يرفض حتى الامس القريب وجود داعش في الموصل ، بل يعتبر الاشارة الى هذا الموضوع هي مزاعم لا صحة لها تطلقها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي هدفها قمع اهل السنة!! ، ولكن بعد ان راى اهالي الموصل داعش تفجر السيارات وتقتل الناس في محافظتهم ، لم يملك اثيل هذا ، الا الاعتراف بوجودهم مضطرا ، والغريب انه حذر الحكومة والجيش العراقي من عدم استخدام المروحيات او المدفعية او الاسلحة الثقيلة او شن هجمات على مناطق بعينها لاخراج داعش من الموصل ، لانه كما يقول يخشى سقوط ابرياء!! ، دون ان يقول كيف يمكن اذن ان تتعامل الحكومة مع وحوش كاسرة مثل داعش التي تضخمت وتمددت في الحواضن التي كان اثيل وغيره من المسؤولين عليها ، ، ومثل هذا الموقف كرره شقيقه رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الذي كان ينفي وجود داعش في المناطق الغربية ، ودافع عن ساحات الاعتصام هناك ، التي كانت مرتعا لداعش والبعثيين ، ورفض ازالتها وحذر الحكومة من فضها بالقوة ، مكررا انها تجمعات شعبية لا دخل لداعش او البعثيين فيها، محملا بدوره ، كل قطرة دم تسقط بين الابرياء !!، حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ، ينسى او يتناسى مثل شقيقه ، ان الحكومة متخمة برفاق دربه القدماء من البعثيين الذين فرضتهم المحاصصة الطائفية على الحكومة وعلى الشعب العراقي لهدم كل جهد يمكن ان يصب في صالح الشعب العراقي.

اخيرا ، انه رغم المشهد الدامي الذي يعيشه العراق اليوم بسبب الاضلاع الاربعة لمربع الارهاب ، ورغم فرح البعثيين بسقوط هذه الاعداد الكبيرة من العراقيين الابرياء ، ورغم فرح الحواضن لاحتضانها عقارب داعش ، الا ان حالة العبث هذه لن تدوم ابدا في العراق ، كما لم تدم في اي مكان اخر في العالم ، والاهم من ذلك ان المحال ان تعود عقارب الساعة الى الوراء ، ولا بد ان يستقرالعراق ويعيش شعبه كما تعيش شعوب العالم الاخرى ، وستبقى لعنة التاريخ والشعب العراقي تطارد كل من باع نفسه لشيطان الحقد الطائفي ، وكل من خان وطنه وباع نفسه بحفنة من الدولارات النفطية القذرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تراب تراب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/09



كتابة تعليق لموضوع : الحواضن والبعثیون.. أقوى أضلاع مربع الإرهاب في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net