الإعتراف بالخطأ فضيلة أم رذيله؟
سلام محمد جعاز العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلام محمد جعاز العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل ابن آدم خطاء, وخير الخطائين ألتوابون, حديث نبوي تناقلته الأجيال, عبر الزمن عمل به ألبعض, وتجاوزه الآخرون للتضارب مع مصالحهم الخاصة!
ليس هناك من بشر إلا وهو معرض للخطأ, إلا فئة إختصها الخالق بالعصمه, ولكون الأمر تكويني, فقد أجاز الباري عز وجل, أن يعفو عن المخطيء بشرط الاعتراف, ألا وهو الاعتراف الصادق.
فالاعتراف بالخطأ طريق الاصلاح والصلاح, سواءً كانت تلك الاخطاء متعمدة أو عفويه.
هناك أخطاء يمكن التغاضي عنها من قبل من أخطئ بحقهم؛ وتسمى الحقوق الشخصيه, أما إذا كان الخطأ مسبباً لظرر عام كبير, ولم يمكن الانسان إصلاحه, فإن من الواجب عليه تقديم التنازل لأخيه الانسان, كي يسامحه ليحصل من الخالق على فضيلة لايعلمها إلا هو.
إلا أن البعض ممن أغواهم الشيطان, يظل متمسكا بما لديه, ولو كان ذلك هلاك للنسل والحرث! إيغالاً منه وإصراراً كونه لا يرى في نفسه, إلا التشبث بما إستحوذ عليه.
فالاعتذار صعب عند البعض! حيث يحتاج الى الثقة بالنفس, مع نكران للذات, وهذا ما لا يتوفر لدى جميع ألبشر, فالذي لا يريد ألاعتراف, تراه مشككاً بالجميع! وهذا قد يكون ناتجا من عقد الطفولة! فهناك من تعرض أثناء مرحلة ما من عمره, إلى الاستهزاء والقسوة العائلية أو من الأقران, عند علاج هذه الحاله, يجب أن يحصل الاطمئنان كي يصبح التصحيح لمسار ذلك الشخص, فالطمأنينة تخلق الإستقرار النفسي, وهو الخطوة الأولى التي تؤدي إى التوافق بالاراء, لمحو الافكار السلبية المتراكة.
عراقنا الحبيب ابتلي ببعض الساسة يتصفون بفكر سلبي, ناتج من الممارسات الطاغوتية, حيث فقدان الثقة بالجميع, برغم أنهم كانوا جميعاً, معارضين ضد الطاغوت الصدامي, لكون كل فئة منهم كان هدفها, الاستحواذ على كل الكعكة! ولولا تصدي المرجعية الرشيدة, لحصل ماتم تخطيطه من قبل جيش الاحتلال, حيث يتم توفير بديل لصدام ليحكم العراق, وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
وعلى هذا المستجد, فقد قام الاستكبار العالمي, بوضع العصي بعجلة الديمقراطيه, بالاتفاق مع الدول الإقليمية, صاحبة المصالح الكبرى في المنطقه, من أجل إفشال المشروع العراقي, فقاموا بتأهيل ودعم من وافقهم, ليكون حاكما مطلقاً, حتى وإن كان على خطأ! برغم فشله كحاكم لثمان سنوات حسب تصريحاته, إلا أن الإعتراف لم يدعمه بالمصداقية الديمقراطية, والتنحي عن تحمل المسؤلية, ليصبح مقترفاً للرذيلة إلا إذا قبلنا الموازين, فيصبح الاعتراف رذيله! والإصرار على الخطأ فضيله!
ليقول من يخطيء "كل ابن خطاء" وكل من يركب صهوة الجواد, من الممكن أن يضايق العباد.
هكذا هي السياسة في العراق, فسلام عليك يا وطني, فقد صار الحكم فيك يسير كما ألغراب, فلا هو عصفور ولا حمامه! أو كما يقول المثل ألعراقي: إمتيه آلمشيتين!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat