صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

هل ابتاع برزاني الموصل ؟
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شريط الأحداث المضحك الذي ابتدعته حكومة نينوى بإسناد كردستان أصبح مفضوحا بشكل كبير، فبليلة وضحاها يسيطر تنظيم داعش على ربع العراق ، فهل هذا معقول ؟.

الصراع الدائم بين كردستان وحكومة المركز ترتب على عدة نقاط أولها كان ،ضم البيشمركة وإعلانه كجهاز عسكري منظم تابع للحكومة واخذ هذا الموضوع فترة طويلة بين الرفض والقبول ، ومن ثم اندرج في جدول المناحرات قضية الاستيلاء على كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها وضمها لكردستان تحت ذريعة القومية  ، والآن طــُرح موضوع جديد وهو تفرد كردستان في عملية تصدير النفط لتركيا دون إعلام المركز بتلك الصفقات ، هذه المحاور الرئيسية التي وضعت البلد داخل فقاعة فوضى الإرهاب.

تصدير النفط لتركيا من قبل الإقليم عبر شركات أجنبية غير مندرجة في قائمة الشركات العراقية المعنية بتصدير النفط ، قد تمخضت عنه تهديدات صارمة تقتضي باستقطاع ميزانية الاقليم من قبل المركز والبالغة 17%  أو يعلن عدوله  وإرجاع المستحقات النفطية للمركز. 

يرى برزاني إن الخضوع لقوانين المركز سيحجم من تنامي المد الكردي وتطويق الإقليم بقرارات لا تخدمه البتة ،بيد ان تركيا وبعد ان خاضت مفاوضات كثيرة مع الإقليم حول انتزاع المناطق الكردية من سيطرة الوسط إضافة للمشاريع الستراتيجية الخفية قد وظفت خطة محكمة لتقسيم البلد وفق أهوائها، ترتب على برزاني خوض حربه بإسناد تركيا في سبيل ضم المناطق المتنازع عليها وأهمها كركوك حتى وصل الحال الى شمول الموصل ولا نستبعد ان تخضع نينوى بأكملها للإقليم مقارنة مع ما حصل من ترويج شهده العالم بأسره من ان المناطق الغربية وحين انتفضت ضد الحكومة قد أشارت إلى انها تريد الانفصال عن الوسط وانضمامها إلى الإقليم، وهذا هو حلم الأخوان النجيفي.

لانتزاع تلك المناطق بحكمة ومهنية، يتوجب إدخال البلد في زعزعة أمنية تهدد سيادته بالانهيار، فلا شك من توظيف بعض المرتزقة والخارجين عن القانون لخلق جوقة ممسوخة مهمتها تنفيذ أوامر رؤسائها حصراً ، فقد كانت سوريا المنفذ الوحيد لتنامي تلك القوة الهجينة (داعش).

بتنسيق تام مع حكومة الوسط فقد أعلن الجهاز العسكري انسحابه كليا من مدينة الموصل لأسباب باتت مجهولة الى الآن ، وفرصة الإخلاء سمحت لبرزاني ان يحشد افواج البيشمركة وزرعها في كركوك تحت ذريعة حماية الكرد وقطع سبل زحف داعش نحو الإقليم إضافة إلى مساندة الجيش العراقي ، فلو تعاملنا مع هذا الموقف بصورة أخرى لرأينا ان كردستان قد أوفدت باخرة أخرى محملة بالنفط الى تركيا ! فهل هذه ضريبة تحرك البيشمركة لمساندة القوات العراقية ضد داعش ؟ ليس هذا فحسب بل عمل برزاني على رصف صفوف قواته العسكرية لخوض معركة أخرى لتحرير الموصل والعمل على إبقاء قواته داخل المناطق الساخنة حيث سيصبح من الصعب انتزاعها من البيشمركة وعتقها من المخطط الإقليمي بعد ان تنتهي المعركة ضد الإرهاب.

في وقت سابق أشار المالكي إلى ان الأقرب اليه في تشكيل الحكومة هم الكرد ! فهل لهذا التصريح بعد اخر يحتم على الأخير ان يهب كركوك والموصل لكردستان او ان يمسح لهم بتصدير النفط دون محاسبة ليتسنى له الاحتفاظ بولاية ثالثة من خلال دعم الأكراد له ؟، أصبحت الأمور أكثر وضوحا وموقف كردستان من المد الإرهابي بات مكشوفا حيث اجبر البيشمركة الجنود المنسحبين من ثكناتهم على تسليم أسلحتهم من اجل المرور وهذا يعني ان الحرب على العراق أصبحت مزدوجة يقودها داعش تحت ذريعة الإسلام المتشدد، ويعمل البيشمركة على مد نفوذه داخل المناطق الخالية من الجهاز العسكري العراقي ، ولا نستبعد ان تنشب معارك بين الجيش العراقي والأكراد نتيجة تمسك الأخير بتلك المناطق . 

طائفية أسامة النجيفي هي ما حفزت أخاه اثيل النجيفي (محافظ نينوى) على ادخال المنطقة في حال فوضى ادارية وعسكرية بل وتسليم مفاتيح المحافظة  للأكراد حيث قال اثيل النجيفي ان تحرير الموصل هو ثمن اعلان الاقليم ، اضافة الى ما سرده الأخوين من ان السنة تعاني ضيق الخناق والتعسف الشيعي الذي الحق أضرار بالقلة المزعومة،  وبما ان البيشمركة هم حلفاء السنة فلابد من وضع البلد أمام أمرين أولهما بقاء داعش في الأراضي الغربية الساخنة ومدهم بكل ما يحتاجونه والعمل على انتزاع الحكومة الشيعية من خلال زحفهم نحو المركز و تحشيد المجتثين البعثيين للالتحاق بصفوف داعش كي يتسنى للنقشبندية إعادة هيكلتها ، والأمر الآخر هو استسلام الوسط لشهوات كردستان في ضم كركوك والموصل وما تلاها لإقليم كردستان وعدم التدخل في شأنها المحلي والمقصود هنا التلاعب بمصير النفط وأمواله، فهل ستنجح هذه الخطط ؟.

الرؤوس المدبر القابعة في جوف البرلمان قد ارتعدت من قرار رئيس الوزراء المعني بفرض حالة الطوارئ وإقرارها لان المهام المناطة للمالكي والصلاحيات ستحول الجهاز العسكري الى قوة ضاربة بل وصقلها بحصانة عتيدة ، وقد ادرك رئيس البرلمان خطة المالكي ما جعله يدفع بعقد الجلسة الى الخميس المقبل ولا أظن من البرلمان سيوافق على حالة الطوارئ نظرا للخطة المرسومة من قبل بعضهم في سبيل ابقاء الوضع كما هو عليه. 

استغاث الساسة بامريكا في سبيل انقاذ العراق من الوضع الراهن وهم يعلمون جيدا ان الصفقة المعنية بتسليح العراق قد تستغرق وقتاً طويلا ربما لنهاية 2015 الخاصة بطائرات F16 فإلى الان لم يستلم العراق سوا طائرة واحدة من مجموع 36 ، وقد صرحت الجهات الأمريكية العسكرية من ان الحرب في العراق تهدد المنطقة وعلى الجميع ان يتضافروا بيد انها لم تحرك ساكن تجاه العراق ، الملفت  في الأمر ان تناقض موقف امريكا قد احدث خلل في موازين الطرفين حيث أفادت أمريكا من انها على استعداد بمساندة العراق من خلال إرسال ما يقارب 5 آلاف جندي إضافة الى طائرات بدون طيار وآليات من المحتمل ان تصل قريبا جدا.

تحركات داعش محيرة بعض الشي فقد أفادت الأنباء بأنهم انسحبوا من الجانب الأيسر بعد دخولهم اليه لساعات قصيرة ،اضافة الى دعوتهم المواطنين الى ممارسة وظائفهم والالتحاق بمؤسساتهم ، وهذا يعني ان حركته لا تعني تدمير البنى التحتية للمدينة  ؟ بل الهدف حصرا هو إخلاء المنطقة من الجيش العراقي لإعادة هيكلته ورسم خططه ما يجبر الحكومة المركزية على تحريك العساكر باتجاه تلك المناطق وبهذا ستشهد بغداد شحة في التعداد العسكري ليصبح من السهل اختراقها. 

فماذا سيتخذ رئيس الوزراء بعد ان تنجلي هذه الحرب المضحكة هل سيهدي كركوك وباقي المدن المتنازع عليها لكردستان ام سيسقط التهم الموجه للاقليم  الخاصة بتصديره النفط لتركيا ؟وهل سيفي الأكراد بدعمهم لولاية ثالثة بعد ان يستوطن الجيش العراقي في تلك المناطق ويزيح غبار داعش كقوة مشتركة مع الجيش الأمريكي ؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/12



كتابة تعليق لموضوع : هل ابتاع برزاني الموصل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net