صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

قمل...وجراثيم...والقذافي ووريثه
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد خطاب الرئيس القذافي الشهير الذي كال فيه الشتائم وأقذع الأوصاف لمعارضيه من شعبه فقد بدأ الشارع يتداول عبارة \"خـد راحتك .... خليك قذافي\". وذلك إشارة إلى الطريقة المهلوسة التي ينتهجها معمر القذافي في الحديث دونما إتيكيت ولا حدود أو ضابط لوقع كلمات ما ينطق به..... وفي هذا السياق فقد وصف معمر القذافي ثلثي شعبه بأنهم جراثيم ومقملين ... وعلى الرغم من التناقض الواضح في وصف القذافي هذا بأنهم \"جراثيم\" ثم \"مقملين\" وبما يجعلنا نتساءل كيف تركب القملة في الجرثومة ؟
ربما لايعلم القذافي أن الجرثومة هي مخلوق مجهري لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ومن ثم فهو من الدقة بمكان .... في حين أن القملة وقياسا إلى الجرثومة تعتبر عملاقا بحجم الغوريلا الأسطوري \"كينج كونج\" مقارنة ببعوضة منزلية صغيرة.
ثم أن وصفه لخصومه من أبناء شعبه الليبيين بأنهم \"مقمّلين\" إنما هو خنجر يرتد على صدره بالضرورة ، لأن \"القمل\" يكون مصاحبا للإتساخ الشديد وعدم الإستحمام . وهو بوجه عام رفيق الفقراء والمعدمين الذين يسكنون في اكواخ ولا تدخل بيوتهم شمس ولا ضوء.. . ولا يمتلكون ثمن (الصابونة )ناهيك عن مرافق الإستحمام وملحقاته من (ليف) ومناشف وشامبوات ومطهرات ومعقمات .... وبالتالي يكون القذافي هو المسئول الأول عن (تقميل )ثلثي شعبه . وذلك من منطلق كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ... ولو كان القذافي عادلا ويهتم برخاء شعبه لحرص على توفير رغد العيش الكريم لهم وبناء وتوزيع المساكن الصحية لهم من دخل البترول الليبي الغزير . وعلى نحو يجعلهم بمنأى عن الإتساخ والتقميل.
ولا يتوقف أمر الشتائم عند لسان القذافي الأب وحده . بل يشاركه ولده سيف الإسلام في كيل السباب وأقذع الأوصاف حين يصف هؤلاء المعارضون بـ \"الزبالة\".
ومن ثم فإنك حين تضع \"القملة\" و \"الجراثيم\" فوق \"الزبالة\" وعلى لسان زعيم البلد وإبنه ؛ فلك أن تتصور المآل الذي أوصل إليه القذافي ليبيا والشعب الليبي.

الدكتور
يوسف السعيدي
العراق

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/07



كتابة تعليق لموضوع : قمل...وجراثيم...والقذافي ووريثه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net