صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

أبا ذر محامي الفقراء والمساكين !
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)
الانفطار/13 ـ 14
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في أبا ذر : " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر " وقال صلى الله عليه وآله أيضا : "إن الله أمرني أن أحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم علي وأبو ذر والمقداد وسلمان نقله القرطبي في شرح فضائل سلمان رضي الله عنه ".
 
أَبُو ذَرٍّ، جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ وهو من بني غفار بالكسر والتخفيف : قبيلة من كنانة أسلم بمكة .
 
هو أَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ .
ثُمَّ إِنَّهُ رُدَّ إِلَى بِلاَدِ قَوْمِهِ، فَأَقَامَ بِهَا بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لَهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلاَزَمَهُ، وَجَاهَدَ مَعَهُ .
 
وَكَانَ يُفْتِي فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ أبعده ونفاه لأنه كان محامي المسلمين وكان أول من حاسب معاوية عندما بنى قصر الخضراء ، وأن كلمته المأثورة التي قالها من أين لك هذا ؟ فإن كان من مالك فهذا تبذير !! وأن كان من بيت مال المسلمين فهذا حرام.وكان يتولى علياً وأهل بيته عليهم السلام ولم يبايع غيره وكان ينكر عليهم قولا وفعلا وسراً وجهاراً وخاف منه عثمان ووجه إخراجه لأنه خاف الفتنة فأخرجه إلى الشام أولا ثم استحضره إلى المدينة ثم استخرجه منها إلى الزبدة
 
وَكَانَ رَأْساً فِي الزُّهْدِ، وَالصِّدْقِ، وَالعِلْمِ، وَالعَمَلِ، قَوَّالاً بِالحَقِّ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، عَلَى حِدَّةٍ فِيْهِ . وَقَدْ شَهِدَ فَتْحَ بَيْتِ المَقْدِسِ مَعَ عُمَرَ وأولاد الإمام علي عليه السلام .
 
إسلامه
 
وفي الجزري : أسلم بمكة فكان رابع أربعة ، وهو أول من حي النبي صلى الله عليه وآله بتحية الإسلام ، بايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ألا تأخذه في الله لومة لائم وعلى أن يقول الحق وإن كان مراً ، وكان يعبد الله قبل المبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنين . وروى في الهجيع بن قيس ، عنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من سره أن ينظر إلى عيسى بن مريم عليه السلام فلينظر إلى أبي ذر
 
قَالَ أَبُو جَمْرَةَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلاَ أُخْبِرُكُم بِإِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ؟
قُلْنَا: بَلَى .
قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً بِمَكَّةَ قَدْ خَرَجَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِي لِيُكَلِّمَهُ، فَقُلْتُ: 
انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَكَلِّمْهُ .
فَانْطَلَقَ، فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْتُ: مَا عِنْدَكَ؟
قَالَ: وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَأْمُرُ بِالخَيْرِ، وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ .
قُلْتُ: لَمْ تَشْفِنِي؟
فَأَخَذْتُ جِرَاباً وَعَصاً، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ لاَ أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَأَكُوْنُ فِي المَسْجِدِ .
 
فَمَرَّ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ غَرِيْبٌ؟
قُلتُ: نَعَمْ .قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى المَنْزِل .
فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، لاَ أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ، وَلاَ يُخْبِرُنِي !
فَلَمَّا أَصْبَحَ الغَدُ، جِئْتُ إِلَى المَسْجِدِ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ .
فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعُوْدَ؟
قُلْتُ: لاَ .
قَالَ: مَا أَمْرُكَ، وَمَا أَقْدَمَكَ؟
قُلْتُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ .
قَالَ: أَفْعَلُ .
قُلْتُ: قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ نَبِيٌّ .
قَالَ: أَمَا قَدْ رَشَدْتَ! هَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ، فَاتَّبِعْنِي وَادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ أَحَداً أَخَافُهُ عَلَيْكَ، قُمْتُ إِلَى الحَائِطِ كَأَنِّي أُصْلِحُ نَعْلِي! وَامْضِ أَنْتَ .
 
فَمَضَى، وَمَضَيْتُ مَعَهُ، فَدَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقُلْتُ :
يَا رَسُوْلَ اللهِ، اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلاَمَ .
فَعَرَضَ عَلَيَّ، فَأَسْلَمْتُ مَكَانِي، فَقَالَ لِي: (يَا أَبَا ذَرٍّ، اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ! فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُوْرُنَا، فَأَقْبِل ).
فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ .
فَجَاءَ إِلَى المَسْجِدِ وَقُرَيْشٌ فِيْهِ، فَقَالَ :
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ .
فَقَالُوا: قُوْمُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ .
فَقَامُوا، فَضُرِبْتُ لأَمُوْتَ !
فَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ، وَقَالَ وَيْلَكُم! تَقْتَلُوْنَ رَجُلاً مِنْ غِفَارَ، وَمَتْجَرُكُم وَمَمَرُّكُم عَلَى غِفَار !
فَأَطْلَقُوا عَنِّي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، رَجَعْتُ، فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالأَمْسِ .
فَقَالُوا: قُوْمُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئ !
فَصُنِعَ بِي كَذَلِكَ، وَأَدْرَكَنِي العَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيَّ .
 
فَهَذَا أَوَّلُ إِسْلاَمِ أَبِي ذَرٍّ .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ الإِسْلاَمِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلاَثَةٌ، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ، فَقُلْتُ :
سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ .
وَأَسْلَمْتُ، فَرَأَيْتُ الاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: (مَنْ أَنْتَ ).؟
قُلْتُ: جُنْدُبٌ، رَجُلٌ مِنْ غِفَار .
قَالَ: فَرَأَيْتُهَا فِي وَجْهِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ .
وَكَانَ فِيْهِم مَنْ يَسْرُقُ الحَاجَّ
 
جهاده في سبيل الله
 
كَانَ حَامِلَ رَايَةِ غِفَارَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: أَبُو ذَرّ .
وَكَانَ أبو ذر يَقُوْلُ: أَبْطَأْتُ فِي غَزْوَةِ تَبُوْكٍ، مِنْ عَجَفِ بَعِيْرِي .
لَمَّا سَارَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوْكٍ، جَعَلَ لاَ يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ .
فَيَقُوْلُوْنَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ تَخَلَّفَ فُلاَنٌ .
 
فَيَقُوْلُ: (دَعُوْهُ، إِنْ يَكُنْ فِيْهِ خَيْرٌ فَسَيَلْحَقُكُم، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللهُ مِنْهُ ).
حَتَّى قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، تَخَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ، وَأَبْطَأَ بِهِ بَعِيْرُهُ .
قَالَ: وَتَلَوَّمَ بَعِيْرُ أَبِي ذَرٍّ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ، فَجَعَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَخَرَجَ يَتْبَعُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ .
 
وَنَظَرَ نَاظِرٌ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيْقِ !
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : (كُنْ أَبَا ذَرٍّ ).
فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ القَوْمُ، قَالُوا: هُوَ وَاللهِ أَبُو ذَرٍّ !
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : (رَحِمَ اللهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوْتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحَدَهُ ).
 
وصايا رسول له وهي كثير ولكم هذه :
 
وقَالَ الصحابة : كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَبْتَدِئُ أَبَا ذَرٍّ إِذَا حَضَرَ، وَيَتَفَقَّدُهُ إِذَا غَابَ .
 
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا ذر رضوان الله عليه فقال : ( يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب فإنه أهون لحسابك غداً ، وزن نفسك قبل أن توزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية ). وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال : ( يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مطعمه ومن أين مشربه ومن أين ملبسه أمن حلال أو من حرام ، يا أبا ذر من لم يبال من أين اكتسبالمال لم يبال الله من أين أدخله النار ).
 
عَنْ أَبِي ذَرٍّ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
قَالَ: (أَوْصَانِي بِخَمْسٍ: أَرْحَمُ المَسَاِكِيْنَ وَأُجَالِسُهُم، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ تَحْتِي وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ فَوْقِي، وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَنْ أَقُوْلَ الحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً، وَأَنْ أَقُوْلَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ).
 
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (مَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ، وَلاَ أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ ).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضُعِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ).
 
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: (أَيُّكُمْ يَلْقَانِي عَلَى الحَالِ الَّذِي أُفَارِقُهُ عَلَيْهِ ) فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا .
 
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : (مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ، وَلاَ أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ! مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى زُهْدِ عِيْسَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ).
سُئِلَ الإمام عَلِيٌّ عليه السلام عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ فَقَالَ: وَعَى عِلْماً عَجِزَ عَنْهُ، وَكَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ، حَرِيْصاً عَلَى العِلْمِ، يُكْثِرُ السُّؤَالَ، وَعَجِزَ عَنْ كَشْفِ مَا عِنْدَهُ مِنَ العِلْمِ .
 
قَالَ شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خِدْمَتِهِ، أَوَى إِلَى المَسْجِدِ، وَكَانَ هُوَ بَيْتَهُ .
 
فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَوَجَدَهُ مُنْجَدِلاً فِي المَسْجِدِ، فَنَكَتَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِرِجْلِهِ حَتَّى اسْتَوَى جَالِساً .
 
فَقَالَ: (أَلاَ أَرَاكَ نَائِماً)؟
قَالَ: فَأَيْنَ أَنَامُ؟ هَلْ لِي مِنْ بَيْتٍ غَيْرِهِ؟ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنْهُ )؟
قَالَ: أَلْحَقُ بِالشَّامِ، فَإِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الهِجْرَةِ، وَأَرْضُ المَحْشَرِ، وَأَرْضُ الأَنْبِيَاءِ، فَأَكُوْنُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِهَا .
قَالَ لَهُ: (كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنَ الشَّامِ)؟ .
قَالَ: أَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَيَكُوْنُ بَيْتِي وَمَنْزِلِي .
قَالَ: (فَكَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوْكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ)؟
قَالَ: آخُذُ إِذاً سَيْفِي فَأُقَاتِلُ حَتَّى أَمُوْتَ .
قَالَ: فَكَشَّرَ إِلَيْهِ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَقَالَ: (أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ )؟
قَالَ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللهِ .
قَالَ: (تَنْقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوْكَ حَتَّى تَلْقَانِي وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ).
عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي ذَرٍّ: (إِذَا بَلَغَ البِنَاءُ سَلْعاً، فَاخْرُجْ مِنْهَا - وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ - وَلاَ أَرَى أُمَرَاءكَ يَدَعُوْنَكَ ).
قَالَ: أَوَلاَ أُقَاتِلُ مَنْ يَحُوْلُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمْرِكَ؟
قَالَ: (لاَ ).
قَالَ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟
قَالَ: (اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَلَوْ لِعَبْدٍ حَبَشِيٍّ ).
 
ومن وصايا أبا ذر رضوان الله عليه قال الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن واصل ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : جاء رجل إلى أبي ذر فقال : يا أبا ذر مالنا نكره الموت؟ فقال : لأنكم عمرتم الدنيا وأخربتم الآخرة فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب . فقال له فكيف ترى قومنا على الله ؟ فقال : أما المحسن منكم فكالغائب يقدم على أهله وأما المسيء منكم فكالابق يرد على مولاه ، قال : فكيف ترى حالنا عند الله ؟ قال : اعرضوا أعمالكم على الكتاب ، إن الله يقول : (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) الانفطار/13 ـ
14
قال : فقال الرجل فأين رحمة الله ؟ قال : رحمة الله قريب من المحسنين . قال : 
أبو عبد الله عليه السلام : وكتب رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر أطرفني بشيء من العلم فكتب إليه أن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسيء إلى من تحبه فافعل ، قال : فقال له الرجل : وهل رأيت أحدا يسيء إلى من يحبه؟ فقال له : نعم نفسك أحب الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها .
 
أفسد معاوية على الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه , عندما أجبر على الخروج إلى الشام ، كتب معاوية رئس الظلال إلى عثمان : إنه قد أفسد أهل الشام ... لكن الصحابي العظيم رأى في الشام العجب، رأى أميراً بعيداً عن عالم الإسلام تماماً، فلم يسعه السكوت .
 
قال ابن أبي الحديد : فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها ، فبعث إليه معاوية يوماً ثلاثمائة دينار ، فقال أبو ذر لرسوله : إن كانت من عطائي الذي حرمتموني لعامي هذا أقبلها ، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها ، وردها عليه .
 
ثم بنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال أبو ذر: يا معاوية، إن كانت هذه من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهي الإسراف. وكان أبو ذر يقول بالشام : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وآله ، والله إني لأرى حقاً يطفأ ، وباطلاً يحيا ، وصادقاً مكذّباً ، وأثرة بغير تقى ، وصالحاً مستأثرا عليه وقال الهمداني في يوم وقعة صفين عندما قطع الماء معاوية لمكره على الإمام والصحابة قال ونعم ما قال :
 
لعمر أبي معاوية بن حرب * وعمرو ما لدائهما دواء سوى طعن يحار العقل فيه * وضرب حين يختلط الدماء فلست بتابع دين أبن هند * طوال الدهر ما أرسى حراء لقد ذهب العتاب فلا عتاب* وقد ذهب الولاء فلا ولاء وقولي في حوادث كل أمر * على عمرو وصاحبه العفاء ألا لله درك يا بن هند * لقد ذهب الحياء فلا حياء اتحمون الفرات على رجال * وفي أيديهم الأسل الظماء وفي الأعناق أسياف حداد * كأن القوم عندكم نساء فترجو أن يجاوركم علي * بلا ماء وللأحزاب ماء دعاهم دعوة فأجاب قوم * كجرب الإبل خالطها هناء .
 
ونفي مرة أخرى الصحابي أبا ذر إلى الزبدة فلم يفعل ، كان أبو ذر زاهداً ، وكان يقرع عمال عثمان ويتلو عليهم " وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ فلما سيره عثمان، ثُمَّ بَعَثُوا أَهْلَهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَجَدُوا عِنْدَهُمْ كِيْساً، أَوْ شَيْئاً، فَظَنُّوْهُ دَرَاهِمَ، فَقَالُوا: مَا شَاءَ اللهُ. فَإِذَا هِيَ فُلُوْسٌ .
 
وقال أبو جعفر الخشعمي قال : لما سير عثمان أبا ذر إلى الزبدة شيعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين عليهم السلام والصحابي الجليل عمار بن ياسر رضوان الله عليه فلما كلن عند الوداع قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا ذر إنك إنما عضبت لله عز وجل فارج من عضبت له ، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء و والله لو كنت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله عز وجل جعل له منها مخرجاً فلا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشك إلا الباطل .
 
ثم تكلم عقيل فقال : يا أبا ذر أنت تعلم أنا نحبك ونحن نعلم أنك تحبنا وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس إلا القليل فثوابك على الله عز وجل ولذلك أخرجك المخرجون وسيرك المسيرون فثوابك على عز وجل فاتق الله وأعلم أن استعفاءك البلاء من الجزع واستبطاءك العافية من اليأس ، فدع اليأس والجزع وقل : حسبي الله ونعم الوكيل .
 
ثم تكلم الحسن عليه السلام فقال : يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد ترى وإن الله عز وجل بالمنظر الأعلى فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها ، وشدة ما يرد عليك لرجاء ما بعدها ، واصبر حتى تلقى نبيك صلى الله عليه وآله وهو عنك راض إن شاء الله .
 
ثم تكلم الحسين عليه السلام فقال : يا عماه إن الله تبارك وتعالى قادر أن يغير ما ترى وهو كل يوم في شأن إن القوم منعوك دنياهم ومنعتهم دينك فما أغناك عما منعوك وما أحوجهم إلى ما منعتهم ، فعليك بالصبر فان الخير في الصبر والصبر من الكرم ودع فان الجرع لا يغنيك . ثم تكلم عمار رضي الله عنه فقال : يا أبا ذر أوحش الله من أوحشك وأخاف من أخافك إنه والله ما منع الناس أن يقولوا الحق إلا الركون إلى الدنيا والحب لها ألا إنما الطاعة مع الجماعة والملك لمن غلب عليه وإن هؤلاء القوم دعوا إلى دنياهم فأجابوهم إليها ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين .
 
ثم تكلم أبو ذر رضي الله عنه فقال : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته بأبي وأمي هذه الوجوه فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله بكم ، ومالي بالمدينة شجن ولا سكن غيركم وإنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشام فآلى أن يسيرني إلى بلدة فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه الناس بالكوفة وآلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيساً ولا أسمع بها حسيساً ، وأني والله ، أريد إلا الله عز وجل صاحباً ومالي مع الله وحشة، حسبي الله لا إله ألا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين .
 
وفاته
 
روى أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ المَوْتُ بِالرَّبَذَةِ، فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ،
فَقَالَ: وَمَا يُبْكِيْكِ؟
قَالَتْ: أَبْكِي أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ تَغْيِيْبِكَ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَناً .
قَالَ: لاَ تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ يَقُوْلُ: 
(لَيَمُوْتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاَةٍ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ ).
فَكُلُّهُمْ مَاتَ فِي جَمَاعِةٍ وَقَرْيَةٍ، فَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالفَلاَةِ أَمُوْتُ، فَرَاقِبِي الطَّرِيْقَ، فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُوْلُ، مَا كَذَبْتُ، وَلاَ كُذِبْتُ .
 
قَالَتْ: وَأَنَّى ذَلِكَ، وَقَدِ انْقَطَعَ الحَاجُّ؟!
وقال أبا ذر بحق الإمام علي عليه السلام ، عن صفوان ، عن عاصم بن حميد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي عبد الله عليه السلام عن سخيلة قال : حججت أنا وسلمان وربيعة فمررنا بالزبدة فأتينا أبا ذر فسلمنا عليه ، فقال لنا : إن كان بعدي فتنة فعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فإني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : علي أول من آمن بي وصدقني وهو أول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المسلمين، والمال يعسوب الظلمة ( الكيشي :26 ).
 
قَالَ: رَاقِبِي الطَّرِيْقَ .
فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ، إِذْ هِيَ بِالقَوْمِ تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا. و َإِذَا عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قال لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن تغسلاني وتكفناني وتضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبا ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها فقام إليه الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله "تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك " ثم نزل هو وأصحابه فواروه ثم انصرفوا .
 
وفي رواية أخرى في الطبقات الكبرى وهي على النحو التالي :
وفي رواية أخرى قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال حدثني بريدة بن سفيان الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر الى الربذة وأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن اغسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبوذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها فقام إليه الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله فأعينونا على دفنه فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله "تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك " 
ثم نزل هو وأصحابه فواروه ثم انصرفوا .
 
ونعم ما قيل في الصالحين :
 
قد مات من بلغ العلى بكماله * وهو الذي حسنت جميع خصاله .
رحم الله أبا ذر .
ويدا بيد للتعاون والعمل وبالأخرى بالمصافحة والتآخي . ونبارك للجميع الأمتين الإسلامية والعربية بمناسبة قدوم شهر رمضان , وأحث الجميع لدعم الجيش والمتطوعين ودولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ودولة القانون . وأن أيام الوهابية الدعشيون هم في نهاية أمرهم لأنهم كفرة صهيونيا ضد الإسلام والعرب والنهج, وأهدي للجميع ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي نصيباً منهم  والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/28



كتابة تعليق لموضوع : أبا ذر محامي الفقراء والمساكين !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net