صفحة الكاتب : علي محسن الجواري

هل يتعلم السياسيين؟
علي محسن الجواري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمر الأمم والأوطان المختلفة، وعلى مسار التاريخ، بظروف ومحن، واختبارات، فأسباب الرخاء واليسر هي نفسها قد تنقلب إلى نتائج الضيق والعسر، وكما قيل: دوام الحال من المحال، وبين أن نحول النعم إلى نقم أو نزيدها، يبقى حسن التصرف والتدبر والتخطيط، ووجود الأيادي الأمينة و المخلصة، واستغلال العوامل الأخرى المساعدة.
نعم، أن ما حصل في نينوى، ومناطق وسط العراق لهو نكسة، فماذا نحن فاعلون؟ هل أن البكاء والنحيب وإلقاء التهم واللوم على بعضنا البعض سوف ينهي المشكلة؟ ويعيد أرضنا المغتصبة، أم إن الدفع بقواتنا المسلحة بدون تخطيط مسبق و استهلاك طاقات المقاتلين هو الحل؟
هناك أولويات يجب إدراكها، ومخططات يجب وضعها، بما يتوافق مع الإمكانيات على ارض الميدان وسواء كانت هذه الإمكانيات موجودة ألان أو ستوجد في المستقبل القريب، فان العنصر الأهم في كسب المعركة هو الإنسان، الإنسان العراقي المقاتل على خط النار، أو الموجود في القطعات الخلفية، نعم فكل عراقي شاء أم أبى دخل المعركة، والحمل وان اختلف وزنه حسب المسؤولية، فان لكل منا حصة في حمله، وهذا ما أدركته المرجعية العليا في النجف الاشرف، لذلك أطلقت دعوتها بالجهاد الكفائي.
ربما يدرك الكثير منا أن لهذه المعركة عدة أوجه، العسكري والإعلامي والاقتصادي والسياسي، وما يعقدها كثيرا هو تداخل الأوجه والجوانب فيما بينها من جهة، ووجود عناصر تعمل لصالح الطرفين، أي أنها في النهار مع طرف وفي الليل مع طرف أخر، وتضارب المعلومات من جانب ثالث، ودخول دولة عالمية وإقليمية في صراع خفي فيما بينها لتحقيق سياساتها في المنطقة ولإثبات وجودها.
لقد تغير الموقف كثيرا عن الأمس، ويبدو إن الانتباهة قد حصلت، وها هو جيشنا البطل والقوات الأمنية الأخرى، تواصل تقدمها على ارض المعركة لتحرير مدننا، وإزاء هذا التقدم ، يجب أن يكون هناك قرارات ومواقف سياسية حازمة تدعم الجيش وترفع معنويات الشعب.
لقد تفوق الشعب العراقي الجريح على ساسته واثبت في أكثر من موقف انه الابن البار لوطنه، فمن ملحمة الانتخابات، إلى ملحمة التطوع وحمل السلاح والتبرع بالأموال والمؤن لدعم القوات المسلحة البطلة، وهو لا يريد مقابل ذلك سوى أن يعيش الوطن بسلام، فمتى يتعلم الساسة من مواطنيهم..؟!..سلامي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محسن الجواري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/03



كتابة تعليق لموضوع : هل يتعلم السياسيين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net