صفحة الكاتب : شاكر عبد موسى الساعدي

العراق...... من البعث ألصدامي إلى البعث الداعشي
شاكر عبد موسى الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الصعب إن نفصل بين البعث ألصدامي الذي جثم على رقاب الشعب العراقي (35 )عاماً , منذ عام 1968 حتى تحرير العراق عام 2003 على أيدي قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا , وبين البعث الداعشي الجديد الذي انتشر في العراق بعد سقوط البعث الأول تحت مسميات عديدة أولها مقاومة المحتل وأوسطها الحقوق المسلوبة وأخرها إقامة الولايات الإسلامية - البعثية في وسط وغرب العراق .
كيف نفصل بين البعث الأول والبعث الثاني ؟ أو ننظر إليهما نظرة سطحية معزولة عن الأسباب والخلفيات التي تكمن وراءهما وبمعزل عن النوايا الشريرة التي تمارسها بعض دول الجوار العراقي.... إن الحرائق الواسعة التي خلفها البعث سابقا وحاليا تحت مسميات عديدة لا تغيب عن بال كل عراقي شريف ذو بصيرة ثاقبة لان نفس الوجوه الكالحة التي كانت ترفع السياط عليك تجدها اليوم تقتل وتذبح وتهجر دون واعز ضمير.
إن الحالة التكفيرية التي برزت في العراق بعد سقوط دولة البعث واستباحة دماء العراقيين هي عودة لأيام البعث وحكمه الدموي وامتداد تاريخي للحملة ألا أيمانية - التكفيرية التي أطلقها رئس النظام المهزوم أخر أيمامه ليحول الحزب الحاكم من حزب قومي إلى حزب إسلامي يثقف أعضائه تعاليم الدين كما يدعي ..على الرغم من إن مؤسس الحزب ومنظريه هم من النصارى وليسوا مسلمين أمثال ميشيل عفلق وشبلي العيسمي واليأس فرح .
إذن اليوم نحن جميعا إمام حرب جديدة فرضها علينا البعث بقيادة المجرم الهارب/ عزة إبراهيم الدوري وما تبقى من شتات البعث المتسكين على أبواب السفارات الأجنبية , شئنا أم أبينا ولسنا نحن من الذين ندفعهم إلى هكذا حروب وإنما العكس هو الصحيح , واعتقد إن البعث بفكره ألتدميري قد وصل إلى نهاية التاريخ وأصبحت المعركة في داره أكثر حكمت والتزاما من ذي قبل بعد إن دافعنا عن أنفسنا طيلة العشر سنوات السابقة , اليوم أصبح مقاتلة البعث الداعشي في عقر داره من الواجبات الوطنية والدينية والأخلاقية, وهذا ما أكدته المرجعية الدينية الشريفة في النجف الاشرف عندما أعلنت الجهاد الكفائي لعموم المسلمين والعراقيين خصوصا للدفاع عن ارض العراق ومقدساته الطاهرة .
لقد عرف الكثير من الناس هؤلاء الظالمين وسكتوا عنهم أو شاركوهم الجريمة ولم يحركوا ساكنا لا بموقف شجاع ولا بكلمة حق وتركوهم يمرحون ويلعبون بأرواح العراقيين وينهبون الأموال , ألا القليل منهم نهضوا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجابهوهم بكلمة حق وكسروا كبريائهم وغرورهم هؤلاء قلة ولكنهم قلة مباركة, أنهم غيارى العراق وقبائلنا العربية الأصيلة في الانبار وصلاح الدين وغدا في الموصل الحدباء.
نحن ألان جميعا في مواجهة صراع حضاري وسياسي وثقافي وعسكري كبير وتاريخي أيضا من اقسي ما يعرفه تاريخ العراق المعاصر.. صراع ضد الغزو ألبعثي - الداعشي القادم من بلاد الشام المدعوم خليجيا , بعد إن سقط البعث ألصدامي القادم من بلاد الشام فكريا وعقائديا عند تحرير العراق عام 2003 م من قبل قوات التحالف الدولي, اليوم تحالف ما تبقى من الإباء والأجداد والأحفاد ليشكلوا جيشاً أخر بالتنسيق مع بعض المتدينين المتطرفين وأحزاب أسلامية فاشلة , منحدره ايدولوجيا من أفكار البعث الدموي وفكره الشمولي .
ولو رجعنا لشخصية المدعو/ إبراهيم عواد إبراهيم البدري المكنى ب( أبو بكر البغدادي ) ... لوجدنا أن دولة «البغدادي» تقوم على تكفير من لم يتوافق معها إيديولوجياً، بل وتقيم على مخالفيها حد القتل والتنكيل بأبشع طرقه على يد مسلحيها البعثيين والمرتزقة القادمين عبر الحدود ، الذين يعتقلون ويحققون ويقيمون حكم القتل في غضون عشر دقائق، عدا مسلسل قطع الرؤوس والتمثيل بها، وإهانة الجثث ورميها في الأنهر والحُفر.
وأخيرا نقول ، يجب علينا أن نستيقظ من سباتنا ونحمل السلاح جميعاً دفاعاً عن أنفسنا ومقدساتنا حتى لا يجرفنا الطوفان الداعشي – ألبعثي القادم ، ولا بد أمام هذا الواقع من صحوة ضمير من قبل الأحزاب والكتل السياسية العراقية , لكي تعي خطورة ما تقوم به الدولة اللاأسلامية - البعثية  من أهداف سعياً للسيطرة على الحكم  في العراق مرة أخرى وقتل أبنائه ونهب ثرواته.والموصل اليوم خير مثال على ذلك؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر عبد موسى الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/10



كتابة تعليق لموضوع : العراق...... من البعث ألصدامي إلى البعث الداعشي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : المريب ، في 2015/06/26 .

يا أخ شاكر .. أنا أتفق معك في كثير من الأمور ، فداعش ماهي الا فصيل بعثي صدامي خبيث عمل في العراق عقب سقوط الطاغية صدام ولعل أكبر دليل هم قيادات التنظيم الفاعلة والذين هم ضباط المقبور صدام .. حتى غالبية المقاتلين في داعش هم بعثيون من العراق ولايشكل العرب والاجانب سوى اقل من 10% وهم مجرد حطب في نار البعث يتم الخلاص منهم في محرقة الانتحار .. بإعتقادي البعث عمل على الاستفادة من السذج الأغبياء على اختلاف مشاربهم فمثلا السلفيين وضع لهم فصيل داعش والصوفيين جعل لهم فصيل النقشبندية حتى الاكراد والقوميات الاخرى جعل لهم فصائل أخرى وهذا يدل الذكاء الشديد لهذا الحزب الفاسق بل حتى في الفصيل الواحد يخاطب كل أناس بمذهبهم وطريقتهم .. ولعله في أيامه الأخيرة دمج الفصائل في الفصيل الأكبر المسمى بداعش وركز في نقطة واحدة .. هناك أشياء تنبأت بها قبل سنوات فقد كنت على مدى السنوات الماضية أقول وأجزم بأن من دمر العراق هم أذناب صدام حتى قبل مسمى داعش بل وأنا أدعي بأن الزرقاوي نفسه كان أداة استعان به البعيون في تكوين نواة التنظيم وحين نفذ لهم ذلك وبايع القاعدة تخلصوا منه بطريقة ذكية حيث وشوا بمكانه واستلموا هم القيادة أنا أجزم بأن القاعدة خدعت وركبت في العراق وتم حرقها بعد أن قوية شوكة ضباط البعث الصدامي ولعل خلاصهم من الزرقاوي أشبه بخلاصهم من أبو سياف الذي اتهمهم بقتل الطبار الأردني وماهي الا فترة قصيرة حتى قضي عليه .. بالنسبة لاختلافي معك هو اتهام الخليج والدول العربية وهذا غير صحيح فالنظام البعثي على خلاف معنا منذ العام 90 ومعروف بأن داعش لم تأتي من سوريا بعد الثورة بل كانت في العراق واستقوت في سوريا بذكاء وعادت .. ملاحظة جدا مهمة نظام البعث السوري المتمثل في بشار دعم داعش في بدايتها وكان يدخل المقاتلين بل ويدربهم على يد مخابراته وشكوى المالكي ضد بشار تثبت كلامي هذا فالنظام السوري مع البعث الصدامي ساهم في قتل العراقيين بالسيارات المفخخة والعبوات والاغتيال طوال هذه السنة وأي إنسان منصف سيعترف بذلك .. نتمنى للعراق أن ينتصر على هذه الطغمة البعثية المسماه بداعش ونتمنى للشعب السوري كذلك أن يسقط طغمة البعث هناك حتى تستقر المنطقة وتنتهي الحرب ..












حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net