صفحة الكاتب : حسين باجي الغزي

الحشد الوطني في ذي قار (شرناها وعيت باهيزه )
حسين باجي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ارتسمت امامي الاف الصور وانا تصفح التاريخ القريب لمدينة الناصرية وابنائها الغيارى في مقارعة الظلم والعدوان ونبذ المتخاذلين والمتآمرين الذين باعوا الوطن والدين. وتشكلت ألاف اللوحات الزاهية  عن ملاحم وتضحيات هذة المدينة التي قدمت أبنائها راضية مرضية قرابين على مذبح الحرية ونذور وعطايا لتراب الوطن .وابتسمت في وجهي شخوص  شهدائها من معركة البطنجة وباهيزة الى الانتفاضة الشعبانية ومقارعة المحتل .
والتي شكل أبنائها دائما النفيضة والمقدم في كل ملمة وفي كل جرح ادمي خاصرة الوطن فكانوا البلسم والدواء والذين اتكاؤا على ان قدرهم حب العراق والذود عن حياضة من كل قدم همجية وأجنبي يحاول ان يدنس ترابه فكانوا يدا واحدة مع شعبهم الذي نازل بكل قومياته ومذاهبه على مر التأريخ أعداء العراق ، وزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة الهمجية في لحظات الخطر.
وفي خضم المنازلة التاريخية مع القوى الظلامية التكفيرية المتمثلة بداعش وأخواتها كان للحشد الوطني لأبناء الناصرية قصب السبق فقد وصل عدد المتطوعين الى 25 الف متطوع عبر اكثر من 20 مركز فتحت لاستقبالهم .وقد ارسل اكثر من ثلاثة الف متطوع الى مراكز استقبال لهم في بغداد ،ممنين النفس لمقاتلة هؤلاء الدواعش سقط المتاع وشذاذ الافاق بمعية اخوانهم المقاتلين في سوح الوغى .
ولشجاعة وبسالة ابناء الناصرية كرمت قيادة عمليات سامراء ، فوج ذي قار للمهمات الخاصة والذي وصل الى محافظة صلاح الدين ، بحماية مرقد الامامين العسكريين الشريفين في سامراء للمشاركة بقتال تنظيم داعش الارهابي.وكان هذا الواجب المقدس مثار فخر واعتزاز لأبنائنا وزهوهم وهو يربضون إمام القباب الذهبية لنسل رسول الانسانية محمد صل الله علية والة وسلم .مصممين على الموت والشهادة على ارض سر من راى ولن  يحنوا رؤوسهم أبدا لعصابات الردة والجريمة والظلام. ولن يدعوها تعيث في الأرض فسادا، وتُغرق سيد الحضارات في عتمة التأريخ وتدمر مساجده وكنائسه، وتقطع أوصاله ، وتحوله إلى  قطع طائفية وقومية ، وترجعه إلى قرون الجاهلية الأولى .
وكان موقف ابناء عشائرها الغيارى الذين اعلنوا ولائهم ومساندتهم لجيشهم وقواتهم الأمنية ووفدوا الى ساحة الحبوبي وسط الناصرية بشيبهم وشبابهم حاملين اسلحتهم وعدتهم وأعادوا ملاحم ثورة العشرين وأيديهم تقبض على الفالة والمكوار باستعدادهم الفوري للذهاب فورا الى المعركة .
لقد كان الحس الوطني وعوامل الغيرة والحمية المتأصلة في نفوسهم كفيلة بان تستنهض الهمم وتشحذ النفوس التي جبلت على رفض الضيم والمهانة والتي وضعت السلطة المحلية والمركزية في حرج شديد وهي عاجزة عن استيعاب هذه النفوس الأبية والأجساد التي حملت روحها على كفوفها رخيصة  من اجل العراق.
اليوم  يستحضر اهل ذي قار (ملحمة باهيزه)و التي رفض فيها شيخا من قبيلة خفاجة تسليم سلاحة لغازي اجنبي مستشيرا ارضها الطاهرة التي ابت ان يكون العراقي حرا  عبدا ذليلا لكل اجنبي دخيل فقال للضابط الانكليزي (شرناها وعيت باهيزه ) وسيعيد ابنائنا تلك الايام الخالدة بالثبات على القيم والاعراف الاصيلة  ومن ان الوطن قيمة نوعية لايحفظها الا الاصلاء الاوفياء .
Wedsb55@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين باجي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/12



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الوطني في ذي قار (شرناها وعيت باهيزه )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net