صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

نقطة نظام يا نوابنا الكرام
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل العراقيين كانوا يتطلعون لعقد الجلسة الاولى, للبرلمان العراقي الجديد, ومع ما يجري في البلد من احداث امنية, كنا ننظر لهذه الجلسة باهتمام بالغ, لعلها تكون بارقة امل لحلحلة الاوضاع, وتهدئة المخاوف من انزلاق العراق الى هاوية سحيقة.

ترقب, ممزوج بالأمل, وبالخوف, اذ ان بعض الكتل, اعلنت عدم حضورها للجلسة الاولى, كالقائمة الوطنية, والبعض الاخر اشترط بعض الشروط, لحضور الجلسة كالكردستاني ومتحدون, هذه المخاوف القت بتساؤلات كثيرة, خشية ان يتم خرق التوقيتات الدستورية, بعد اعلان رئاسة الجمهورية دعوتها لعقد الجلسة في بداية تموز.

حل وقت انعقاد الجلسة, ومع بعض التأخير لكن المهم ان الجلسة عقدت برئاسة اكبر الاعضاء سنا, وادى البرلمانيون الجدد اليمين الدستورية.

يضم البرلمان الجديد, فقط سبعين نائبا من البرلمان السابق, وهذا الرقم يعني ان الكثير من الوجوه الجديدة, تمكنت من الوصول الى قبة البرلمان, هذه الكثرة تدفع بنا الى ان نتمنى ان يكون البرلمان الجديد, هو برلمان البناء والامن والاعمار, برلمان الوحدة الوطنية والالفة, برلمان يجمع الشتات العراقي, ويعيد الامور الى نصابها, ليعود اللون العراقي واحدا موحدا.

لكن ومع انطلاق الجلسة, بدا ان امنياتنا ذهبت ادراج الرياح, واعتصر الالم قلوبنا, لما حصل في برلماننا الجديد, ومن اول جلسة, علا صوت الشجار, والاتهام, والتخوين, بل وصل الامر الى التشابك بالأيدي, والذي ابتدأ حينما تداخلت السيدة نجيبة نجيب, عضو البرلمان عن التحالف الكردستاني, لتضع مطالبها بإطلاق رواتب موظفي اقليم كردستان, بما اسمته فك الحصار المالي عن الاقليم, الامر الذي رفضه نواب ائتلاف دولة القانون, ليقاطعوها برد لا ينم عن حنكة سياسية, او دراية وطنية, وينبري السيد النائب كاظم الصيادي, ليهدد ويتوعد اقليم كردستان, بان رؤوسهم سوف تسحق, بعد الانتهاء من داعش على حد قول النائب.

في اعتقادي, ان طلب السيدة نجيب كان طلبا لبدء مبادرة حسن النية, وترطيب الاجواء, وهي مد يد الاخوة من قبل الحكومة للإقليم, وخصوصا ان موظفي الاقليم, غير معنين بالمهاترات السياسية, والاصطفافات الفئوية, فهم موظفون, لهم حقوق, وعليهم واجبات, لكن رد السيد الصيادي للأسف كان بعيدا ان الاطر الدستورية, والقانونية, فالتهديد لأي فرد او كيان, يعد مخالفة دستورية, هذه المخالفة يمكن من خلالها, سحب الثقة عن النائب او المعتدي او الذي قام بالتهديد.

يؤشر على الجلسة الاولى, بعض النقاط: اولا ادارة الجلسة لم ترقى الى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق النواب الجدد, كما انه كان يلزم على رئيس السن, عدم فتح الباب للمداخلات والمناقشات, اذ ان الجلسة الاولى هي جلسة بروتوكولية, يتم خلالها اداء القسم وتعيين هيئة رئاسة للبرلمان.

الامر الاخر, كشفت الجلسة عن عدم الثقة بين المكونات, واشرت الى مدى الهوه والاختلاف بينها وهذا الامر لا ينبأ بخير, كما ان التعالي الذي يعيشه بعض النواب من ائتلاف دولة القانون, يؤشر مدى الخطر الذي يكتنف العملية السياسية.

نعم لقد خيب النواب بجلستهم الاولى امالنا, وكسروا باختلافهم طموحاتنا, واطفأوا جذوة المُنى لدينا بمستقبل افضل.

  سيادة النواب, ان جلستكم الاولى, نضع عليها نقطة نظام, بحسرة على ما قدمناه لكم في الانتخابات, لتردوه لنا بمشاجرات ومهاترات, لا تسمن ولا تغني من جوع, في ظل ازمة تعصف بالبلد, وتتطلب الكثير من التعاون, والتفاهم, بين المكونات لتجاوزها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/14



كتابة تعليق لموضوع : نقطة نظام يا نوابنا الكرام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net