صفحة الكاتب : سعود الساعدي

داعش في العراق ...المنطلقات والقدرات
سعود الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل استثمر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الخطط والتحركات الجديدة القاضية بإعادة خلط الأوراق في المنطقة وإرباك واقعها السياسي والأمني في ظل تطورات الاشتباك الأميركي - الإيراني وإمكانية الخروج بحلول وسطية لأزمة النووي الإيراني عبر إحداث هزة سياسية وأمنية في العراق كانت تداعياتها فقدان محافظتين اثنتين واحدة بحوزة داعش وثانية بحوزة البرزاني فضلاً عن تكريت مركز محافظة صلاح الدين وعدة قرى ومدن فيها وفي محافظة ديالى بين ليلة وضحاها, هل استثمر الدواعش كل ذلك لصالح إعلان دولتهم الوهمية ليركبوا على ظهور من عملوا على استحمارهم وتوظيفهم لغاياتهم السياسية أم أن إعلان إقامة الخلافة هو عنوان من عناوين ستراتيجية هذا التنظيم الاساسية كان تحصيلاً حاصلاً ونتيجة حتمية بعد السيطرة على اراض واسعة من العراق وسوريا وهو أمر مخطط له لإدامة الصراع وتعميقه وإعادة إنتاج لأطر ودوائر حرب الاستنزاف وتوسيعها في سوريا والعراق وإيجاد مبررات إضافية لتنظيم داعش للدفاع عن مكتسبات و "فتوحات" جديدة لا يمكن التنازل عنها بسهولة وهو الذي سارع إلى توظيفها للدعاية والتجنيد عبر إعلان دولة الخلافة المزعومة.
داعش وهو الفرع الرئيسي والأقوى لفروع القاعدة اليوم أُريد له ان يكون تنظيماً مركزياً بديلاً عن القاعدة في المنطقة تمت التهيئة لعملية انشقاقه عن التنظيم الأم بخطوات متدرجة وإعداد قيادة تحمل فكراً متميزاً عن أصولها عملت المخابرات الأمريكية على انتقائها وتأهيلها ففي عام 1998 أُعلن عن تشكيل "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" وكانت تقوم على أساس محاربة اميركا والغرب عموماً على طريق إقامة الخلافة, أما تنظيم داعش فتقوم ستراتيجيته على أساس قتال المرتدين "السنة" والمنافقين "الشيعة" ومواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران والوقوف بوجه ما تسميه بـ "المشروع الصفوي" ويشترك مع القاعدة الأم في السعي لتطبيق الشريعة وإقامة الخلافة أي هو مشروع "قاعدة" معدلة لإثارة حروب الفوضى الخلاقة في المنطقة وإدامة اشتعال ساحاتها .
داعش اليوم أكثر عدداً بعد إعلان دولته بفعل عامل الجذب والاستقطاب وأكثر عدة بعد ان استولى على الكثير من معدات الجيش العراقي فضلا عن التسليح العربي والغربي وهو يمول نفسه ذاتيا عن طريق ما يصدره من حقول النفط التي يسيطر عليها في العراق وسوريا فضلا عن جباية الأموال والإتاوات وما حصل عليه من أموال مصارف الموصل.
الخبراء العسكريون يؤكدون ان قوة داعش تعتمد على منظومة إدارية متمرسة تتكون من قيادات عسكرية سابقة تشرف على إدارة المواجهات العسكرية وتعتمد أيضا على إمدادات لوجستية متواصلة وفرت لها الاراضي التي سيطرت عليها عمقا ستراتيجيا فضلا عن طبيعة التنظيم الشبكية التي تسهل حركته وتفرع خطوط إمداداته مما يصعب المواجهة العسكرية معه.
هل نحن أمام حرب ساخنة طويلة ومفتوحة مع داعش أم أن المعركة لا تحتاج إلى أكثر من عدة أشهر؟ ماذا عن الفصائل البعثية والسنية المسلحة ومشروعها؟ وكيف سيتم التعامل مع مسعود البرزاني واحتلاله لكركوك وسيطرته على حقول النفط؟ ماذا عن مسار الأزمات السياسية والأمنية في العراق وإمكانية حلها وبلورة إرادة سياسية تقود العراق وتواجه المخاطر الوجودية وتمنع تقسيم العراق؟ اسئلة ستتكفل الايام أجوبتها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعود الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/22



كتابة تعليق لموضوع : داعش في العراق ...المنطلقات والقدرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net