رجال دين عراقيون: خطبة البغدادي مليئة بالأخطاء

فند رجال دين عراقيون تحدثوا إلى موطني خطبة زعيم تنظيم ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أبو بكر البغدادي ، معتبرين أنها مليئة بالأخطاء ودليل على جهله بالإسلام وبأصول الفقه.

وأكد أحد المواطنين الذين أجبروا على الاستماع لأول خطبة يلقيها زعيم داعش في الموصل، أن نص الخطبة في الشريط المصور الذي خرج إلى العلن قد تم تعديله، إذ كان في الاصل مليئا بالأخطاء ومجرد كلام فارغ، فيما سخر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي من الساعة الفاخرة التي ظهرت على معصم البغدادي.

وقال عضو لجنة الإفتاء العراقية وخطيب جامع أبو حنيفة في بغداد، الشيخ محمود الخالدي، لموطني إن "الجميع رصد أخطاء في خطبة المدعو البغدادي لا يمكن لأي طالب علم في الشريعة أن يقع فيها".

وعد الخالدي ارتكاب البغدادي لتلك الأخطاء أمرا غير مستغرب، موضحا أن "هذا الأمر متوقع من شخص غلب الدم في حياته على العفو والتسامح، ويؤكد أنه لا يمثل ديننا الحنيف السمح".

البغدادي 'لا يصلح أن يكون تلميذا في العلوم الشرعية'
وأضاف الشيخ الخالدي أن البغدادي "تناول في خطبته حديثين نسبهما للرسول الكريم محمد (ص)، أحدهما منكر لا أصل له والآخر ضعيف لا يعتد به من قبل العلماء والمحققين".

وذكر أن البغدادي "دافع عن إعلان خلافته بقوله إنها ضاعت من المسلمين منذ مئات السنين وهذا خطأ حيث إن آخر خلافة إسلامية شرعية كانت قبل أقل من 100 عام في عهد العثمانين".

ومضى الشيخ الخالدي قائلا إن البغدادي أقام الصلاة في جامع الموصل الذي يضم قبرا رغم تحريم النهج السلفي ذلك، مضيفا أن ذلك يعني بطلان صلاته.

ورأى الخالدي أنه من الناحية الفقهية والإسلامية، فإن المدعو "البغدادي لا يصلح أن يكون تلميذا في إحدى حلقات العلم الشرعي، إذ أثبت جهله بكثير من الجوانب الفقهية والتاريخية".

أما الشيخ خالد العبيدي أحد رجال الدين السنة في بغداد، فأكد لموطني أن اعتلاء البغدادي المنبر في الموصل وحديثه بالدين أثبت عدم درايته بالشريعة الإسلامية.

وقال، "تحدث [البغدادي] بصيغة المفرد وهو أمر لا يجوز إذ على الخطيب ورجل الدين استخدام صيغة الجمع".

وأضاف، "ذكر البغدادي حديثا غير صحيح ونسبه للنبي عليه الصلاة والسلام وارتدى ملابس سوداء على الرغم من أن يوم الجمعة هو يوم عيد للمسلمين، ويجب ارتداء الأبيض والألوان الزاهية طبقا لما تنص عليه السنة عند المسلمين".

واعتبر العبيدي أن دخول أتباع البغدادي إلى الجامع وهم مسلحون أمر غير جائز ، "إذ تحرم كل مظاهر العنف في المساجد حيث يفترض التفرغ لاحترام الله والتذلل له".

وتابع، "إن حمل أتباعه للأسلحة ووقوفهم فوق رؤوس المصلين يوحي أن المصليين كانوا مجبرين على حضور خطبته الركيكة، ونقول إذا كان خليفتهم أو قائدهم هكذا فلا عتب على الجهلة الذين يتبعونه".

العراقيون أجبروا على حضور خطبة البغدادي
وفي اتصال هاتفي مع موطني، قال محمد أبو سعد، 45 عاما، إنه حضر خطبة البغدادي في الموصل.

ووصف ما جرى قائلا، "دخلنا الجامع لأداء الصلاة ونحن غير مدركين لنية البغدادي إلقاء خطبة، لكننا لاحظنا حركة غريبة من المسلحين ثم اعتلى [المنبر] رجل غريب عنا لم نشاهده من قبل يرتدي ملابس وعمامة سوداء".

وتابع أبو سعد، "كان المسلحون يحيطون به من كل جانب وكأنهم يخشون عليه من الاغتيال. لم يصافح أيا من المواطنين الموجودين، وكان معتدا في مشيته وعرفنا من خطبته أنه البغدادي".

وذكر أن البغدادي لم يعد المواطنين بتحقيق أي شيء.

وتساءل أبو سعد: "قال [البغدادي] إن من يريد الأمن عليه أن يتقي الله ومن يريد الرزق عليه أن يتقي الله ومن يريد الاستقرار عليه أن يتقي الله، ثم ختمها بقوله لا أعدكم بالرفاهية. ما هو دوره إذن؟ هل خلافته تعني أن القتل والجلد وفرض العقوبات هو ما ينتظرنا، بينما يأكل أتباعه أفضل المأكولات ويتنقلون بسيارات فاخرة ونحن نعيش في عوز وحاجة؟ لا أعتقد أن الاسلام يأمر بذلك".

وقال أبو سعد إن الكثير من حديث البغدادي تم حذفه في خطبته التي أخرجت للإعلام بسب ما احتوته من أخطاء وهفوات وحديث فارغ، لو سرب فعلا لأصبح البغدادي أضحوكة أمام أتباعه المسلحين وأمام المسلمين والعالم.

وأصبح زعيم داعش بالفعل موضعا للسخرية بسبب ساعة الأوميغا أو الرولكس الفاخرة التي ظهرت على معصمه أثناء إلقائه الخطبة، والتي يقدر ثمنها بأكثر من 6000 دولار، حسبما ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية.

وكان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في العراق قد نشروا صورا لإعلانات خاصة بساعات بعد أن تلاعبوا بها ووضعوا بدلا من وجه العارضين الأصلية وجه البغدادي، وأرفقوها بنكات ورسوم تتهكم بشأن زعيم داعش، ما لبثت أن انتشرت على نطاق واسع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/24



كتابة تعليق لموضوع : رجال دين عراقيون: خطبة البغدادي مليئة بالأخطاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net