صفحة الكاتب : عباس يوسف آل ماجد

الخطوط الوهمية بين لغة التباعد ولغة الاقتراب
عباس يوسف آل ماجد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


منذ نشأة الخليقة والصراعات الفردية والاجتماعية لا تكاد ان تنتهي لفترة من الزمن الا وعاودت الظهور مرة اخرى ،فالصراع الفكري اخذ حيزا كبيرا على مر العصور الغابرة  لاسيما منه المتقارب . بالرغم  من وجود ادوات للتقارب لكن تلك الجهود قد اصبحت كنوع من انواع التهدئة المؤقتة للازمة ، فحينما اختلفت قريش مع النبي محمد(ص) واله وصحبه وسلم كان لجؤهم الى الحبشة وبعد الاستماع لكلا الطرفين اقتنع النجاشي ملك الحبشة برسالة الاسلام مع العلم انه رجل نصراني ولكنه يؤمن بمبدأ العدالة وقد خط بعصاه خطا على الارض قائلا:  ليس بين  ديننا ودينكم سوى هذا الخط. ولتلك الخطوط مفاهيم عديدة نستطيع تحليلها بانها مخطط يضعه فرد  ليقرر مصير مجتمع ما ، بعد ان اصاب بعض الدول العظمى في مطلع  القرن العشرين نوع من التشتت والاضطراب الداخلي وازدياد الازمات قرروا ان يرسموا الخطوط لحل الازمة وقد تحقق لهم ذلك في عام 1916 عندما اجتمعت بريطانيا وفرنسا  وقرروا اتفاقية سايكس بيكو والتي تمخضت عن تقاسم النفوذ على الاراضي العربية بين الدولتين وفقا لخطوط معينة . وقد استخدم الخط في الحروب لإعادة انتشار الخطط والتفكير في اتخاذ خطط جديدة والخطة العسكرية تعتمد على خطوط متباينة على الخارطة ، ومن منا لا يتذكر قصة نجاح معركة خط بارليف عام 1973 ، وقد استخدمت الخطوط في السياسة  لا سيما التحذير او عدم الاقتراب فأطلق مصطلح الخط الاحمر للتحذير والتمييز والخط الازرق اعتمدته الامم المتحدة لحل النزاعات الحدودية بين الدول والمناطق المجاورة ، ويبقى السؤال هل اسهمت تلك الخطوط بإيجاد  نوع من التقارب بين طرفي الخط ام زادت من التباعد والافتراق ، يرى بعض المراقبون ان تلك الخطوط بدأت بالانهيار في اوربا خلال نهاية القرن العشرين فقد اسهم تحطم جدار برلين في توحيد المانيا  لكن الخطوط قد اعادة توزيع الدول السوفيتية ، اما واقعنا العربي فالخطوط     لا تمثل سوى ادوات للتقسيم والتحجيم  فالسودان انقسم على نفسه الى جزئين شمالي وجنوبي ، فالخطوط مصطلحات يضعها افراد على خارطة معينة لغرض احداث تغييرات او تعديلات على نمط معين من الحياة ، او خطط عسكرية تكتب على الخرائط وتنفذ على الارض ، ويبقى الاختلاف بين رسم تلك الخطوط من ناحية احداث التقارب والوئام او التباعد والانقسام ، وكل حسب ما وجده في تفكيره الخاص..

عباس يوسف آل ماجد
كاتب واكاديمي عراقي
abbasmajedy@yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس يوسف آل ماجد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/31



كتابة تعليق لموضوع : الخطوط الوهمية بين لغة التباعد ولغة الاقتراب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net