صفحة الكاتب : فاطمة ال شبير الخاقاني

الأخطاء والمسؤولية تجاه ابنائنا
فاطمة ال شبير الخاقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما يرسم الفرد منا خطة لا تخدم أهدافه الاساسية، ولا تواكب طاقاته ولا تأخذ بعين الاعتبار قدراته، فأنه عليه أن ينتبه بأنه وضع ارتقاءه في بوابة الاخطاء، فعليه بعد ان يعي هذه الحقيقة أن لا يخطأ خطأ ثانيا بتوريط ابنائه بهذا الضياع، ان كان معتبرا بالأمر. 

وعندما يريد المرء النجاح بدون جهد وصبر ومثابرة وثقافة وعلم وأخلاق، معتمدا فقط على الظروف والحظ والأعراف والأهل وقوة الموقع وربما المال، فلابد أن يدرك أنه قد ادخل  وعيه في دوامة الاخطاء، وأنه سيورط جيلا كاملا من بناته وأولاده بهذا الخطأ .
عندما ينوي الانسان تحقيق اهدافه، دون تخطيط  للوصول اليها بشكل سليم من المعرفة والاستشارة والتجربة ومعتمدا على الارتجال وعدم الاستشارة، اعتمادا على الخبرة الفردية المحدودة ودون تخصص، فلابد أن يفهم أنه أتكأ تفكيره على الفرضيات الخاطئة، وسيكلف خطأه انهدام بنيان ابنائه واسرته، وربما بلد كامل وشعب باسره .
 عندما ينغمس الشخص الطموح في تحقيق هدف ما، وعند تحقيقه يكتشف انه خسر في جوانب اخرى من حياته، كالصحة وعلاقاته مع أولاده وأهله، وربما الزوجة ان كان رجلا أو الزوج ان كانت امراة، فأنه عليه أن يصحح الاندفاع هذا كي لا يرثه الابناء من بعده كطموح ضائع، وقد ضاعت أوطان بذلك و اُسر .
عندما يتم اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة ولا علمية، فان المعنيّ سيتفاقم عليه المشاكل دون علاج أو معالجة حكيمة، ودون مبادرة بحل المشاكل والأزمات الطارئة بالانتكال على الوقت والغرور للتخلص منها، فلابد أن يصحو من غيّه لأنه دفع وجوده الى عالم من خطأ، فعليه أن لا يورط أطفاله بمثل هذا الغي لأن التاريخ يشهد والعلم معه بتدمير حضارات باكملها فكيف بأبناء واسر .
عندما لا يتم جدولة الأعمال ووضع مواعيد محددة للانتهاء منها، أو تفويض من هو غير مؤهل في أداء المهمة لضمان انجازها على اكمل وجه، فان نتائجها حالات نفسية وتفاقم مرضي جسدي ومعنوي، يؤدي الى الغضب والثورة والخلافات والكراهية والعداوات، لانها لم تنجز الأعمال وتراكمت فباتت مثقلة على الحياة، فأن هذا الفرد فتح على نفسه جحيم الأخطاء، فلابد أن يعود الى الصواب ولو من أجل عائلته وأطفاله واسرته وبلده كي لا يفرض هذا الجحيم عليهم ويعترف ولو مع نفسه أنه لابد من ان يعرفهم الصواب كي لا يعانون من حريق جحيم الخطأ، والذي ضاعت به الاسر والأجيال والأوطان وانهارت الحضارات .
عندما يتم التمسك بالعقلية الضيقة ولا يتم التفكر تحليليا واستراتيجيا، باعتباره احد عناصر النجاح و التقدم، فانه يتم مع الاسف تفضيل انهاء الامور الصغيرة والتي ربما تكون غير ضرورية اولا وترك الامور الكبيرة وهي الضرورية، بحجة أن العمل ذو الحجم الكبير يتطلب جهدا اكبر ووقتا اكبر، وان الأمر مضيعة للوقت، فان مثل هذه الرؤية تجعل الاخطاء واقعا مقبولا ومعاشا، ولربما تدفع الى أمراض اجتماعية وجهل شرعي منها تبرير الرشوة وأكل أموال الناس بحجة الشطارة ووضع النفس في المكان غير المناسب باعتقاد انها هي الانسب والاقوى والافهم والاعقل، عندها لا يمكن ان يتم التخلص من تفريخ بويضات الاخطاء شيئا فشيئا، مؤدية الى كارثة، وهذا ما يدفع ان لا تقع الابناء في المحذور بسبب ما سببناه من تفقيس هذه البويضات الشريرة بعد ان يتم معالجة ايهام النفس انها كانت على صواب لعمر مديد، من أجل ان لا نخسر الابناء وكي يشقون طريقهم بصواب بعيدا عن اخطائنا   .
ان الاخطاء تعيدنا للبداية دوما، هي التي أدت بنا الى المكان الذي لم نكن نرغب به ابدا، لانه عند بدء المسيرة كان هناك اعتقاد دون وعي، انه نحن على صواب وسنصل القمة، ولانه تم تناسي حقيقة المعرفة والانسانية، ولكن ما ينتبه له العقلاء وان أخطأوا في مكان من الاماكن والحكماء وان حادوا في زمن من الازمان، كي لا يكون الوقت مثلما فات عليهم ان لا يفوت على ابنائهم وأجيالهم، ان يكونون هم البداية الصحيحية وان نعترف بذلك، كي لا نكون انانيين أو بخلاء على الاقل تجاه ابنائنا كما كنا تجاه أنفسنا .
ان ما يتم الخشية منه ان يكون هناك اصرار على الخطأ رغم المعرفة به، ولا ان لا يتم التراجع عنه مع التاكيد بغرور اجرامي مركب على أن الامر صحيح وذاهب نحو النجاح، سيكون الخطا كارثيا مدمرا وسيدخل زمن المجهول والمكان غير المعلوم، وهنا الكارثة والدمار اُسريا وحضاريا وانسانيا، هكذا تفسد العوائل وتضيع الاجيال وتنهار البلدان وتدمر الحضارات، وتنزل الانسانية الى مصاف البهائم.
انها المسؤولية تجاه ابنائنا ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة ال شبير الخاقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/07



كتابة تعليق لموضوع : الأخطاء والمسؤولية تجاه ابنائنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net