صفحة الكاتب : نزار حيدر

الى رئيس مجلس الوزراء الجديد..مع التحية (١)
نزار حيدر

   اولا: في خطاب الثقة امام نواب الشعب، اعلن رسميا بانك ستكتفي بدورة دستورية واحدة فقط، وأنك سوف لن تتصدى لها ثانية، فان في مثل هذا الإعلان حماية لنفسك من الفشل ورقابة ذاتية على مشروعك الحكومي واداءك الوظيفي، وطريقة ذكية لتقليل غلواء الصراع على السلطة، ما يشجع الجميع على دعمك وتأييدك ومساعدتك.
   انه سيكون حجر الزاوية في تحقيق نجاحاتك.
   ثانيا: يجب عليك ان تنجح، لأنك، وبصراحة أقول، آخر فرصة للديمقراطية في العراق، فبعد كل هذه الإخفاقات والأزمات التي قادها سلفُك، فان من الصعب جدا ان ننتظر فشلا جديدا.
   أمامك (٦) أشهر فقط لتُرينا إرهاصات النجاح، فالوقت ليس لصالحنا.
   اتمنى عليك ان تأخذ بكل أسباب النجاح مهما عٓظُمت، فالتجربة اليوم تقف على حافة الهاوية.
   ثالثا: انت الأقدر من بين الجميع على الاستفادة من تجربة سلفك لأسباب عديدة، منها، لأنك من نفس الحزب الحاكم، ولذلك تعرف كيف ولماذا فشل الذي سبقك في هذا الموقع، بل انك الناطق الرسمي للحزب الحاكم الذي استمر لحد الان (٩) سنوات في السلطة، ولذلك لا ينبغي لك ان تتعذّر بالجهل وعدم المعرفة، فانت لا تبدأ من الصفر وإنما تبدأ من تراكم خبرة عمرها (٩) سنوات كنت ولا تزال قريبا منها بل ملاصقا لها.
   وظّف التجربة، واستحضِر الخبرة، ولا تغفل عن درس تتعلمه من الفترة الماضية.
   رابعا: إبذل كل جهدك وسيعك لتنطلق ببداية جديدة، فٓتُصٓفّر، اولا، الأزمات مع شركاء الوطن، الأقرب فالأقرب، مكونات التحالف الوطني، الكرد، السنة، الشخصيات العامة، منظمات المجتمع المدني وغير ذلك، وأحذر ان تكون قاعدة تفكيرك الانتقام ممّن أساء للحزب الذي تنتمي اليه او للكتلة النيابية التي تنتمي اليها، بمن فيهم سلفُك، فتلك كانت تراشقات الحرب الباردة التي لم يكن الحزب الحاكم في منأى عنها.
   اثبت لنا ان التغيير الذي شهده العراق الجديد ليس بالوجوه والأسماء والمسميات فقط، وإنما بالمنهجية والعقلية والخطط والمشاريع والبرنامج الحكومي.
   خامسا: آوِ الى ركنك السياسي الشديد، واقصد به التحالف الوطني، فلا تفرّط به، تقاسم معه السلطة وعُد اليه في رسم وتحديد المسارات الاستراتيجية، فهو الكتلة النيابية الاكثر عددا، تمثل قوة عظمى اذا ما تمسّكت بها، وتأكد بانك كلما ابتعدت عنها اقتربت اكثر من الفشل، والعكس هو الصحيح، فكلما اقتربت منها اقتربت اكثر من تحقيق النجاحات.
   سادسا: ضع نصب عينيك في كل لحظة تجربة سلفِك لتستفيد منها فتوظّف النجاحات وتكرّسها وتتجنب الفشل ولا تكرره، فالسعيد من اتعظ بتجارب غيره، على حد قول المعصوم عليه السلام.
   سابعا: دع إنجازاتك الفعلية ونجاحاتك الواقعية تتحدث عنك، فلا تنشغل بالحديث عما (سوف) تنجزه، على حد قول أمير المؤمنين (ع) {وقَدْ أَرْعَدُوا وَأبْرَقُوا، وَمَعَ هذَيْنِ الاَْمْرَيْنِ الفَشَلُ، وَلَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ، وَلا نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِرَ.}.
   أطرُد المدّاحين ولا تصغِ لهم، فانت اعرف بنفسك منهم، وأبعد المصفقين حتى لا تزعجك أصواتهم الكريهة، فلقد رايت عددا منهم يحضّرون اكفهم استعدادا للتصفيق حال البدء بمشوارك الجديد، ولا تقبل منهم بوقا او ناعقا فاصواتهم مزعجة جدا ومدمرة للأعصاب كصوت الحمير.
   لا تسمح ان يلتفّ حولك عٓبٓدٓ الطاغوت، ولا تقبل لنفسك ان تكون القائد الضرورة.
   ثامنا: مزّق شرنقة الحزبية الضيقة لتنطلق في فضاءات الوطن الواسعة والرحبة، فانت لكل العراق، ولكل العراقيين، ولذلك فعليك ان تعمل من اجل مصالحهم جميعا.
   انت لست لحزب دون اخر، او لدين دون اخر، او لطائفة دون اخرى، او لكتلة نيابية دون اخرى، ابدا، فانت لكل العراق، وعليك ان تثبت هذا الانتماء الوطني الواسع الآفاق بالفعل وليس بالشعار.
   تاسعا: أبعد العائلة عن مشروعك الحكومي، ولا تتورّط بمفاهيم العشيرة والقبيلة، فالدولة لا تصنعها قوانين البادية، وإنما روح الحضارة والمدنية.
   عاشرا: رمّم فورا العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، لتبدأ خطة شاملة من اجل تفعيل اتفاق الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد الموقعة بين بغداد وواشنطن، ففي ذلك خيرٌ كثير يصيب العراق على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
   يتبع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/12



كتابة تعليق لموضوع : الى رئيس مجلس الوزراء الجديد..مع التحية (١)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net