صفحة الكاتب : عباس العزاوي

من يحب العراق دون شروط
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اصبح من الصعب علينا تحديد من يحب العراق ومن يكرهه من ابناءه العراقيين ,فمن هو ضد التغيير, يحب العراق او انه يدعي ذلك!! ولكنه لايكف عن الاساءة اليه بكل الطرق المتاحة , بل ويدافع عن اعداءه في بعض الاحيان نكاية بالحكومة الحالية فهو كمن" يتبول في سرواله نكاية بالطهارة" ومن هو سعيد ويتغنى بالتغيير وسقوط النظام  ... ايضا يحب العراق ولايتوقف عن شرح علل واسباب تدهور الاوضاع  في البلاد بعد السقوط لأيمانه المطلق بأمل لايبدو بعيداً في بناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان ولو بعد حين.
وهناك  من يحب الوطن لكن بشروط ,بمعنى يحبه حسب مقدار المنفعة الشخصية , فالبعض من الشخصيات العراقية مثلا كانت تنوح بمرارة في الاعلام العراقي والعربي وتبكي الوضع المزري في البلاد وبمجرد حصولها على وظيفة او منصب خفت لديهم وتيرة النواح والعويل وبدأت بشائر الامل في وجوههم التي اكتستها الحمرة والترف....  والعكس صحيح.... وهناك من يحب العراق بشروط غريبة  .. يحبه ......لو لم يكن في الحكومة كذا فئة اوكذا شخصية ولولا الكتلة الفلانية والحزب الفلاني  لدافعت عنه بكل قوة واصرار!... وهناك من يسعى لتقطيع اوصال العراق حباً به او من يحاول اذلاله رغبة في ارتفاع شأنه !
 أليس غريب هذا الحب السادي وهذا العشق المشروط ؟!.
ومازالوا عشّاق الوطن بشروط  يكيلون الطعنات النجلاء القاتلة وبوتيرة متسارعة وقوية كي لاينهض العراق من كبوته حتى  تتحقق امانيهم في حكم البلاد .... كل هذا لان الاحزاب الاسلامية هي من تتصدى لقيادة الحكومة رغم اشتراك الجميع فيها!!!  ورغم فوزهم ـ اي الاسلاميين ـ  في الانتخابات الاخيرة ضمن مشروع الديمقراطية الوليدة في العراق. ولانعرف حقيقة لماذا هذه الحساسية المفرطة من الاسلاميين ؟ وفي البلاد دستور اتفق عليه الجميع شعباً وحكومةَ!!!
وهذا يؤكد ان الديمقراطية عند هؤلاء ايضا بشروط !!
ولكن هذا لايعني عدم وجود من يحب العراق بدون شروط ....  كعاشق لايتنازل عن حبيبته حد الهلاك .... او كمثل الام التي تحب ابنائها دون شروط. وهؤلاء هم مع الوطن بلا تفاصيل اواستثناءات  ومن دون (ولكن) ... بمعنى احب وطني لالشي... بل لاني لاامتلك وطن غيره ....وليس لانه اجمل بلد في العالم بل لانه اجمل وطن في العالم.... فكل الذين سقطوا شهداء في الدفاع عنه كانوا ايضا عشاقاً للوطن ومن الطرازالاول , ولم يفكروا بماسوف يحصدونه بعد ذلك وقد جادوا بارواحهم الطاهرة دون مقابل" والجود بالنفس اعلى غاية الجود" سواء الذين راحوا ضحية الحكم التعسفي في زمن العار البعثي او الذين سقطوا ضحية الارهاب .
 بالتاكيد لايحتاج الانسان ان يموت ليثبت ولاءه وحبه لبلده ...فالعمل على النهوض بالانسان العراقي بكل السُبل وحماية مكتسبات الدولة والدفع باتجاه بناء المستقبل الافضل للبلاد ووضع اللبنة الاساسية في نظام الدولة الحديثة هي واجب وطني ايضا لايقل اهمية عن الموت في سبيل الوطن, ومسؤوليته  تقع على عاتق الجميع دون استثناء وهو ايضا نوع من انواع الحب الغير مشروط ....ولادخل للحكومة بذلك ..... اسلامية كانت ام علمانية ... فلا الحكومة  بأحزابها الاسلامية بقادرة على تطبيق ولاية الفقية كما يحلو  للبعض ان يردد دائما.. حتى يناصبها العلماني العداء.. ولا الحكومة باحزابها العلمانية بقادرة على جعل العراق مرتع الانحلال الاخلاقي والاباحية  حسبما يشير البعض!! كي يحاربها الاسلامي .
الشعب العراقي وبأصابعه البنفسجية فقط  قادرعلى ان يوكز الغير كفوئين خارج السلطة وليس بوسيلة اخرى ....فلغة الرصاص والدسائس والمؤامرات يجب وأدها والى الابد وشطبها من قاموس العمل السياسي في العراق ..... فلربما هذه فرصتنا الذهبية الاخيرة  في تأسيس دولة ديمقراطية يتناوب على قيادتها ابناء العراق عبر صناديق الانتخاب وبشكل سلمي ,ان نحن ادركنا وقدّرنا خطورة المرحلة الراهنة واهميتها, ولاحاجة لنا  بعسكر ( باشاوات ) من تركيا ولا ان نستورد( سادة) ملوك من ارض نجد والحجاز.
في ثمانينات القرن الماضي اختلفت وتقاطعت آراء اقطاب المعارضة العراقية  فيما بينها بين دعم حكومة الدكتاتور في حربه ضد ايران وبين الوقوف ضده ومحاولة اضعافه ,مع ماتمر به البلاد من ظروف حساسة أنذاك ...ومعهم حق فالمسألة كانت معقدة وشائكة..فأما ان تكون ضد وطنك وهو يخوض حرب شرسة بغض النظر عن اسباب اندلاعها ,واما دعم ومساندة ديكتاتور تحكم بمقدرات البلاد واذاق شعبه مرارة الذل والهوان , فكل جهة اتخذت موقف اعتقدت بصوابه لاجل العراق وحباً بالعراق واهله!! 
اما الان فالكثير من السياسين والمثقفين لا يريد دعم الحكومة العراقية المنتخبة!!! في معركتها ضد الارهاب والمؤامرات المحلية والاقليمية!!! ولهم مبرراتهم ...... فما اشبه اليوم بالبارحة, مع الفارق الواضح بين السلطتين اقصد واضح للمنصفين واصحاب الآراء المعتدلة وليس المتشنجين والحانقين  وحتى مع افتراض  التشابه مع تحفظي على ذلك !!  اقول... لماذا دعم البعض صدام في تلك ويمتنع عن اسناد الحكومة الحالية في هذه ...... وكيف تبخر حب الوطن من قلوب هؤلاء؟ واصبح محاربة حكومة البلاد الان من الواجبات الانسانية والوطنية المقدسة!! رغم الظروف الاستثنائية التي تعصف بالبلاد, وهيمنة الايادي القذرة العابثة بمقدرات البلد والتي تحاول تأجيج نار الفتنة والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد.... وهاهي بوادر الانقلاب الابيض تلوح في الافق من خلال تصريحات وكتابات البعض لتعيد العراق الى احضان الحرس القديم والمربع القومجي العنصري وافرازته السيئة !!.

 أنا  شخصياً مع الحكومة بشرط ترشيقها وقطع فروعها المريضة ولكني مع الوطن بدون شروط


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/15



كتابة تعليق لموضوع : من يحب العراق دون شروط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net