صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

بين استحقاقين
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قالوا ,والحزن مليُْ قلوبهم والغيض يسعر نفوسهم ,والسنة اقلامهم تصبُّ السباب صبَّا- يامن فرحتم بتنازل المالكي عن رئاسة الوزراء ,هنيئاً لكم ,لقد فرحت داعش بذلك ,وغنَّت له رغد صدام حسين ,وفرح به الوهابية,
فأنتم داعشيون لأنَّ داعش فرحت بذلك.
بعثيون لأنَّ رغد فرحت بذلك.
وهابيون لأن الوهابية فرحت بذلك.
مرحى لهذه الفطنة في الاستدلال, واهلاً بتلكَ النباهة في الاستنباط,
الم يقل تعالى في قرانه الكريم (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )
فهل اذا فرح المؤمنون (المسلمون) بانتصار الروم المسيح على الفرس عبدة النيران ,كما فرح الروم المسيحيون ايضاً بنصرهم على الفرس يعني ذلك ان المسلمين صاروا مسيحيين ؟ لأنهما تشاركا معاً في فعل الفرح بالانتصار؟
هل اذا فرح المؤمنون الشيعة بسقوط صدام كما فرِح الامريكان الذين اقاموا استعراضا عسكريا يومها يعني ان الشيعة امريكيون؟
فكما ان فرح المسلمين بنصر الروم المسيحية لم يجعلهم مسيحيين,رغم انَّ المسيحيين فرحوا ايضاً
وفرح المسلمين الشيعة بانتصار امريكا على صدام لم يجعلهم امريكيين,رغم فرح امريكا ايضاً ,فكذلك من فرح بخروج المالكي من الحكم لم يكن داعشيَّا ولابعثيَّا ولا وهابيا,رغم فرح الدواعش والبعثيين والوهابية كما قيل واشيع.
قالوا غدروا به كما غدر اخوةُ يوسُف بيوسف,
قلنا الجزاءُ من جنس العمل,لا لأنَّه شرب اليوم من نفس الكأس التي اذاقها الجعفريَّ بالامس,بل لأنه غدر بالشعب لما ارجعَ القادة البعثيين للمؤسسات العسكرية والمدنية فكان من خراب العراق ماكان.
سيقولون لم يكن له من الامر شيءٌ كبَّله شركاؤه في العملية السياسية,
قلنا فحاله حال العبد الذي لايستطيع شيئاً وهو كِلٌّ على مولاه,فإنَّما اخذ الراتب ليصنع شيئاً اما مع عدم القدرة على فعل شيٍْ فراتبه والحالُ هذه حرام,فلاتعيدوا مثلَ هذا الكلام,فتُضحِكوا النَّاسَ عليكم,وتكونون مصداق المثلِ القائل (ربَّ عذرٍ اقبح من ذنب)
قالوا انه تنازل عن الحكم كما تنازل عنه الامامُ عليٌ عليه السلام.
قلنا :- شتان بين المعصوم وغير المعصوم,وكيف يصلُ لمقام الامام عليٍ عليه السلام,وهو لم يصل لمقام عمر عليه اللعنة,فبغض النظر عن كون الرجل شيعياً وهذا شرفٌ له,ولكن اذا اغمضنا عين المقارنة عن هذه النقطة بينه وبين عمر ,اي رجل دولة بالقياس الى رجلِ دولة مثله فعمر خيرٌ منه لأنَّ عمر ضمَّ الى الحجاز العراق وايران وبلاد الشام فجعل دولته اضعافاً مضاعفة في حين اضاع المالكي الموصل وكركوك وديالى والانبار وصلاح الدين.والذي يوسع ملكه خيرٌ من الذي يفرّط.
فإن قال قائلٌ لي :- كيف تقارن بين المالكي وعمر؟ اخجل قليلا.
اقول فكيف قارنتم بين الامام علي عليه السلام والمالكي؟ استحوا قليلا.
سيقولون اعدم صداماً بيده.
قلنا :- امريكا ارادتْ ذلك,بعد ان احترقت ورقتُه,والاَّ لِمَ لمْ يعدم طارق عزيز وسلطان هاشم ؟ وكيف يجرؤ على اعدام صدام من يخاف اعدام الارهابيين في سجونه رغم هروبهم المتكرر,وخروجهم المتعدد؟
سيقولون استحقاقٌ انتخابي,
لانريد ان اقول لِمَ باء استحقاق المالكي تجر بدعوى انها الكتلة الاكبر وباء استحقاق اياد علاوي لاتجر يوم كان هو الكتلة الاكبر,
ولكني لااريدُ ان اسبّح بحمد رئيس الوزراء واقدّسَ له, ولااريد ان اعبد السلطان وان جلد ظهري واخذ اموالي,وليس هو عندي ظلَّ الله في ارضه وحجته على خلقه,بل اني اريدُ ان اقول اذا كان يدافع عن استحقاقه الانتخابي فمن يدافع عن استحقاقاتنا الانتخابية التي انتخبناهم لأجلها
عن استحقاقي في عيشةٍ كريمة,وفي كهرباء لاممنونة ولامقطوعة, وفي ان اعيش انسانيتي كإنسان, في وطنٍ الموظف يتحكم بك بروتينه والشرطي يضربك لسلطته,والمسؤول يصادر راحتك بمركزه,
ياأيها المسلوبة ارادتهم,يامن يعبدون الاصنام البشرية,يامن يخافون الحرية اتدرون انكم الكائنات الوحيدة التي خلقها الله في احسن تقويم فجعلها منتصبة القامة حتى لاتطأطيء راسها؟
فمالكم تهطعون اعناقكم,ان لم تكونوا مواطنين صالحين فعلى الاقلِّ كونوا بشراً كما خلقكم الله 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/17



كتابة تعليق لموضوع : بين استحقاقين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net