المرجعية الدينية العليا تدعو لاغاثة آمرلي وتعبر رفع سقف المطالب يعيق تشكيل الحكومة القادمة

دعت المرجعية الدينية العليا لإغاثة آمرلي وضرب المتجاوزين على حقوق المواطنين مبينة ان رفع سقف المطالب والشروط من قبل الكتل السياسية يعيق تشكيل الحكومة.
وقال ممثل المرجعية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في الصحن الحسيني اليوم 25/شوال/1435هـ الموافق 22/8/2014م "هناك عدة امور ينبغي ذكرها خلال خطبة اليوم
1- يعلم الجميع ان مدينة آمرلي تعاني من حصار مطبق منذ ما يزيد على شهرين، ويستبسل اهلها الابطال من الرجال والنساء والكبار والصغار في الدفاع عن مدينتهم امام هجمات المجموعات المسلحة الارهابية مع محدودية ما بأيديهم من السلاح والعتاد ومعاناة شديدة من قلة ما تصلهم بالطائرات من المواد الغذائية.
اننا نناشد الجهات المعنية ان تعمل بجد في فك الحصار عن هذه المدينة الباسلة وانقاذ اهلها من مخاطر الارهابيين الذين شاهد العالم كله مدى ما يمارسونه من اجرام ووحشية بحق المدنيين عند سيطرتهم على بعض المدن الاخرى كسنجار وتلعفر وغيرهما، ان الاسراع في ايصال الاطعمة الى اهالي آمرلي عن طريق الجو يشكل ضرورة قصوى في هذا الوقت تخفيفاً لمعاناة اهلها ولا سيما الاطفال والضعفاء.
2- ان الدفاع عن الوطن والمواطنين في مواجهة المجموعات الارهابية شرف كبير لا يناله الا ذو حظ عظيم، وقد اكدنا اكثر من مرة على بالغ تقديرنا واعتزازنا بأخوتنا وابنائنا في القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين الذين يبذلون دماءهم وارواحهم فداءً لهذا الوطن، ولكن يبلغنا عن قليل ممن يحملون السلاح هنا او هناك قيامهم بممارسات خاطئة بل مدانة ومستنكرة في الاعتداء على اموال المواطنين وهتك حرمتهم وكرامتهم..
اننا اذ نكرر ادانتنا الشديدة لأية ممارسات من هذا النوع – ونؤكد على ان الدفاع عن الوطن ومقدساته لا ينسجم مع الاعتداء على أي مواطن مهما كان انتماؤه القومي او المذهبي او السياسي- نطالب الاجهزة الحكومية المعنية ان تضرب بيد من حديد على أي متجاوز على اموال المواطنين وحقوقهم ولا سيما اذا كان يظهر بلبوس الدفاع عن الوطن والمقدسات، ان التسامح والمساهلة في القضاء على هذه التجاوزات حتى وان كانت محدودة يستتبع عواقب غير محمودة بل بالغة الخطورة. اللهم اني قد بلغت فاشهد.
3- في هذه الايام تجري الكتل السياسية حوارات مكثفة لتشكيل الحكومة الجديدة في المهلة الدستورية التي لم يبق منها الا عشرون يوماً، وبهذه المناسبة نود الاشارة الى امرين:
أ‌- ان الجميع متفقون على ضرورة ان تتشكل الحكومة بطريقة صحيحة، بحيث تكون قادرة على معالجة الاخطاء المتراكمة خلال السنوات الماضية، وتوفق في احقاق الحقوق وتوفير الامن ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات العامة وما الى ذلك من امور تمس الحاجة اليها.
ومن الواضح ان مسؤولية تشكيل الحكومة بالشكل الصحيح لا تقع على عاتق السيد رئيس الوزراء المكلف وحده بل هي مسؤولية جميع الكتل السياسية التي تقدم مرشحيها اليه، فمن الضروري ان تعتمد الكتل في مرشحيها معايير الكفاءة المهنية العالية والنزاهة التي لا يتطرق اليها الشك وحرقة القلب على مستقبل الوطن والمواطنين بجميع اطيافهم وطوائفهم والابتعاد عن اية نزعة قومية او مناطقية او طائفية تؤثر سلباً على ما يتخذونه من قرارات.
اننا نأمل ان تأخذ الكتل – كافة- العبر والدروس من نتائج المعايير التي اعتمدتها في ترشيحاتها الوزارية للحكومات السابقة، فلا تجعل موقع الشخص في الحزب او الكتلة او شدة ولائه لطائفته او قوميته او منطقته ونحو ذلك معياراً لترشيحه للمنصب الوزاري.
ان المكلف بتشكيل الوزارة الجديدة تكون خياراته مقيدة بمرشحين تقدمهم الكتل السياسية فليس له مطلق الحرية في الاختيار لكي يتحمل كامل المسؤولية عن ذلك، وان كان يتحتم عليه في كل الاحوال ان لا يقبل بتوزير من لا يقتنع بأهليته للموقع وفق المعايير الصحيحة.
ب‌- يجري الحديث بأن كل كتلة من الكتل السياسية قد قدمت مطالب ووضعت شروطاً لمشاركتها في الحكومة، ولا جدل ان لها الحق في ذلك من حيث المبدأ، ولكن ينبغي ان يعلم ان رفع سقف المطالب والشروط يعيق تشكيل الحكومة، واذا كان البعض يتذرع في رفع سقف مطالبه بأنها مطالب جمهوره وقاعدته الشعبية فلابد ان يتنبه الى ان للاخرين ايضاً جمهوراً وقواعد شعبية لا يسمحون لهم بقبول ما يعتبرونه تجاوزاً على حقوقهم.
ودعا الكربلائي الجميع ان يكونوا واقعيين ويطالبوا بامور معقولة وممكنة التنفيذ ليتيسر تشكيل الحكومة في المهلة الدستورية ويستثمر بالشكل الامثل الدعم الاقليمي والدولي لمساعدة العراق في تجاوز الاوضاع الصعبة التي يمر بها ولا سيما ما حصل مؤخراً من استحواذ شرذمة قليلة من الارهابيين على مناطق شاسعة من البلاد وما تعرض له مئات الالاف من المواطنين على ايديهم من تشريد وقتل وسبي وسلب وغير ذلك من الاعتداءات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/22



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية الدينية العليا تدعو لاغاثة آمرلي وتعبر رفع سقف المطالب يعيق تشكيل الحكومة القادمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net