صفحة الكاتب : علياء موسى البغدادي

أقرأ من ابسط حقوق الانسان (التعليم ) الحلقة الثانية
علياء موسى البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

                                                            بسم الله الرحمن الرحيم
 (ان حرية التعليم اسمى حقوق الإنسان وتتضمن الحق في تلقي العلوم المختلفة، وكذلك الحق في تلقينه التعليم للآخرين وما يتفرع عن ذلك من نشر هذا العلم في الوسائل المختلفة، والحرية في اختيار الأساتذة الذين يقومون بتلقين العلم. وفي السياق نفسه، نصت المادة 26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ان لكل شخص الحق في التعلم ويجب ان يكون التعليم في مراحله الأولىه والأساسية على الأقل بالمجان، وان يكون التعلم الأولي إلزامياً، وينبغي ان يعمم التعليم الفني والمهني، وان تسهل عملية القبول في التعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.).

يوجد هناك  من يناقش  قضية الأمية الثقافية والمعلوماتية  في الوقت الحاضر .بينما مازلنا نناقش  قضية الأمية الأبجدية التي بلغت  نسب مخيفة في وطننا العربي  على العموم والعراق بالخصوص .هنا أذكرعن أخبار تناقلته وكالات الأنباء في وجود نسب مليونية للامية في الوطن العربي في عام 2005م وهي نسب تتفاوت من بلد لأخر.وليس عامة على كل الوطن العربي تزداد في بلد وتقل في بلد أخر و نحن الان  في عام 2011 من حقنا أن نسأل هل قل العدد ام ازداد؟ رقم مخيف جدا جدا في أمة أقراء! هل صحيح هذا العدد وهذه النسب المئوية التي تنشرها المؤسسات المختصة عن أبناء وأجيال المستقبل ودورهم في بناء الحاضر والمستقبل العربي؟ ماذا عملت المؤسسات المسئولة والحكومات والبرلمانات العربية حين استلمت هذه التقارير وهذه الإحصائيات؟  المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو ) حذرت بتاريخ  الاثنين 7-1-2008، من خطورة ظاهرة الامية التي لا تزال مرتفعة في العالم العربي، حيث يبلغ عدد الاميين قرابة 100 مليون نسمة .ورأت (الالكسو) في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمحو الامية أن "البيانات الاحصائية حول واقع الامية في الدول العربية تشير الى ان عدد الاميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن 15 عاما بلغ قرابة 99,5 مليوناً" وتابعت ان "معدل الامية في المنطقة وصل الى 29.7%". هذا ان علمنا ان النسبه تزايدت لان في 2005 كانت النسبة 70 مليون  عربي لا يقراء ولا يكتب وهذا يعني زيادة النسب !!  وحتى أكون منصفه ان هذه الزيادة لا تشمل كل الدول العربية ولا يعني ألغاء جهود الدول العربية في مواجهة خطر الامية الابجدية لان العديد منها لعبت دور في ان تجعل نسبة الامية فيها 0اي صفر وايضا البعض منها تمكن من تقليل نسبة الامية لدرجات كبيرة مثل (الكويت والبحرين وسوريا وايضا فلسطين برغم كل ما تعانيه ) هذا حسب احدث أحصئيه  لنسبة الامية في وطننا العربي عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو ) و  بعض منظمات المجتمع المدني والتربوي  العربيه حيث كانت كما يلي  :

1.موريتانيا:60%
2.مصر:28%
3.المغرب:30%
4.الجزائر:22%
5.السعودية:13%
6.العراق:32%
7.الكويت:4%
8.تونس:10%
9.الاردن:7.9%
10.سوريا:5%
11.لبنان:16%
12.البحرين:3%
13.ليبيا:11.5%
14.السودان:42%
15. اليمن:50%
16.الامارات:0%
17.قطر:7.5%
18.عمان:9.1%
19.فلسطين:5%

ارقام متفاوتة بين بلد واخر ومخيفة  ؟  وعلى الخصوص العراق الذي كان قد احتفل في عام 1991 بخلو البلاد من الأمية؟؟ !!

وتقول منظمة اليونسيف فيما يخص العراق: أن  أعلى لنسبة الأمية في العراق - إنها تقع بين 30 إلى 35 بالمائة وهنالك - برنامج طموح للقضاء على تسرب الطلاب من المدارس بالتعاون مع منظمة اليونسيف وهو برنامج تمكن من استيعاب عدد كبير من المتسربين قدره باثنين وثلاثين ألف متسرب.ونحن نتمنى ذالك !!

ان لأمية تشكل عائقا حقيقيا في طريق التطور والتقدم، بل وسببا رئيسا من أسباب تفشي الجهل والتخلف في أوساط مجتمعتنا العربيه ، بالرغم من بعض الجهود التي بذلت ومازالت في مجال محو الأمية وتعليم الكبار ، إلا أنها لم تحقق النجاح المرجو لسببين اثنين: أولا أن الجهود لم تشمل جميع المناطق، وثانيا لم تستند في عملها على خطة علمية شاملة ومدروسة لتشخيص الأسباب والمسببات في تحديد سبل الحلول والمعالجات خاصة وان الاسباب تشعبت وترابطت وتزايدت بسبب تغيرات الواقع العربي والعالمي السياسي والاقتصادي ,كما أن الحلول والمعالجات يجب ان تخضع لبحوث ودراسات فعلية وليست هامشيه وان تكون واقعية وبدافع حقيقي لمواجهة الامية الابجدية التي تجاوزها الكثير من المجتمعات في كل العالم لتتوجه نحو محو الامية المعلوماتية ؟؟؟!!! ومازلنا في الابجدية  وما زلنا وما زلنا ؟؟؟؟

تعود ظاهرة تفشي الامية في البلاد العربية آلي اسباب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية والكثير يجد من ألأسباب الاقتصادية والسياسية  (أسباب رئيسية جدا مهمة ) . وأنا أجد أن كل الأسباب مرتبطة مع بعضها قد تختلف  قوة تاثيرها من واحدة لأخرى ومن مجتمع لأخر لكن  أهمال قضية ألأمية من قبل المسئولين  في الدولة هو من أهم أسباب تزايد نسب ألأمية وانتشارها مع الاسف لان تحديد الاسباب ليس  كافيا بقدر أيجاد الحلول والمعالجات الفعاله لها ودعم الحكومات لمشاريع محو الامية .

بختصار شديد دعونا نقف على بعض الاسباب المهمة والمؤثرة بشكل كبير على انتشار ظاهرة ألأمية  :

(الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد العربية و ضعف الكفاية الداخلية لانظمة التعليم التي تؤدي آلي تسرب الاطفال من التعليم والعنف المدرسي من قبل الكوادر التعليمية والادارية  وعدم تطبيق التعليم الالزامي بشكل كامل في معظم اقطار الوطن العربي وعجز معظم الحكومات العربية عن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية التربوية و عدم جدوى الاجراءات التي تتخذ بشأن مكافحة الامية وتعليم الكبار في البلاد العربية وعدم ربط التنمية الثقافية والاجتماعية في البلاد العربية بالتنمية التربوية التعليمية و تدني مستوى المعيشة وانخفاض مستوى الدخل في معظم الأسر العربية عد ظاهرة الامية من الظواهر الطبيعية التي تتسم بها مجتماعاتنا العربية ؟ وضعف الاهتمام بمراكز محو ألأمية والكوادر التعليمية القائمة عليها  وأن التغاضي او الاستهانه بمخاطر ألأمية و أنتشالرها كارثة حقيقية وجرح عميق في أمة أقراء ) . علينا ان نكون مؤمنين بانه لا يمكن ضمان حماية حقوق الإنسان دون تحقيق تنمية بشرية حقيقية وشاملة ومؤسسات مجتمع مدني فاعلة ونزيه  ولا يمكن تحقيق كل ذلك في غياب حق التعليم، فالأخير هو شرط ضروري لتحقيق تنمية بشرية حقيقية. والحق بدون اتاحة حقوق الإنسان والاقرار بها دستورياً وتطبيقياً لا يمكن قطف ثمار التعليم كما لا يمكن ضمان إرساء العدالة والمساواة في المجتمع.

 

يتبع باذن الله

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء موسى البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/16



كتابة تعليق لموضوع : أقرأ من ابسط حقوق الانسان (التعليم ) الحلقة الثانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net