صفحة الكاتب : منتظر الصخي

مصير العراق بين العقلاء والمتهورين
منتظر الصخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أربع سنوات كانت كفيلة, لجر العراق لهذا المنزلق الخطير, بسبب سياساتٍ طائشة, لم تحسب بدقة, جراء العمل على تجير مؤسسات الدولة لحزب وشخص واحد, لم يكن يملك أي مؤهلات, تجعله قائداً فذاً لوطنٍ, حار فيه كل مَلَك, وغرق في بحرهِ الطامعون .

 

أزماتُُ تلحقها أزمات, ومشكلات يصعب حلها, وتفاقم للوضع الأمني, يسبقه السياسي, ويلحقه الخدمي, فضلاً عن الكوارث الاقتصادية, وما تسببه من خسائر في البورصة, ضياع كبير وهدر للأموال غير مبرر, ويليه تضخم في العملة, ولا يخفى ما يحدث من تصاعد لوتيرة الرشوة وتغلغلها في جميع دوائر الحكومة .

 

أربع سنوات كسني يوسف العجاف, التي تحتاج إلى شخص أهل كفاءةٍ وخبرة, أي إلى شخص يتمتع بأغلب المواصفات القائد الفذ, إن لم نقل جميعها, ولكن المحاصصة الحزبية, والتوافقية المقيتة, مع فقدان الثقة, يردفها التخندق الطائفي, الذي يعيش في جسد العراق كسرطان خبيث, سرعان ما ينتشر فينخر خلاياه الوليدة حديثا .

 

بعد معالجة جسده من ورم سرطان سابق, جثم على صدر شعبه, لخمس وثلاثين سنة, فعل ما فعل, من حروب داخلية وأخرى خارجية, وحصار اقتصادي مجحف لشعب لم يقترف أي ذنبٍ, فقد وُجه الحصار لهذا الشعب المسكين فقط, ولم يتضرر منه أركان سلطة حزب البعث الملعون, أليس من المخجل والمعيب, أن يُحكم البلد من قبل أناس متهورين .

 

كارثة داعش واحتلالها للموصل الحدباء, وقبلها الأنبار اختطفت من قبل عصابات الكفر الإجرامية, وقطع العلاقات مع الإقليم الكوردي, الذي فضَّل البقاء تحت خيمة سماء هذا الوطن, على الإنفصال, ومحاربة أهل الجنوب على لقمة خبزهم, لا لأجل شيء إنما من أجل إرضاء جبروتك وإشباع شهواتك السلطوية, فقد كنت إنسان لا تعتبر, من الذين سبقوك لسدة الحكم العقيمة " لو دامت لغيرك ما وصلت إليك " .

 

لا زلت متشبثا بها, وكأنك القائد الأوحد, لشعب لم يمتلك سوى الدعاء والتوكل على الجبار الأحد, فمرجعية طالبت بالتغيير, فلم تجعل لها حرمة لقدسيتها ولا إلى تاريخها العريق الممتد لمئات السنين؛ وما إن هبت رياح التغيير الآتية من النجف الأشرف, التي كانت تتسارع شيئاً فشيئا, منتظرة كسر غصنك اليابس, قبل هبوب العاصفة فشئت العناد "و خاب كل جبار عنيد", فكُسر وتهشم فأحترق بنار العاصفة المصحوبة بالبرق .

 

في ظل هدوء العاصفة واختفائها, وهطول مطر الربيع, بعد موجة التصحر التي مرت على أرض العراق, مسببة بجفاف البقعة المباركة, التي صبرت وكافحت من أجل تبرعم وتفتح الأزهار, انفرجت أزمة من أكبر الأزمات وأكثرها تعقيداً, وأخيراً التحالف الوطني بمختلف مكوناته, طرح مرشحه لمجلس رئاسة مجلس الوزراء, ببادرة خير يأمل  منها الكثير .

 

فكان العقلاء أصحاب المبادرة, في حفظ وصيانة الدستور, ووحدة بحر وأرض وسماء العراق, من دنس الغرباء المرتزقة, فللعقلاء باقة من الزهور الصفراء, كعربون حب وامتنان وشكر, ووفاء لتحقيق ما طالبت به المرجعية العليا . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الصخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/26



كتابة تعليق لموضوع : مصير العراق بين العقلاء والمتهورين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net