صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

 الناشطون السنة يبكون مصعب بن عمير وعشرات الشهداء فيه.. والنشطاء الشيعة يبكون سبايكر ومئات من سقطوا فيه .السنة والشيعة مواطنون عراقيون. الواقع لم يعد يتيح النظر بإستعلائية للآخر.ونظرية الحكم السلطوي لم تعد قائمة. السنة ليسوا كما كانوا أيام النظام الجمهوري وقبله الملكي. فقد صعد الشيعة الى الواجهة مسلحين ببنية سكانية هائلة وإمكانات مادية كبيرة ودعم لوجستي من إيران، السنة يحظون بدعم عربي سني كبير من منظومة عربية كبرى. والشيعة لديهم قدرات. صحيح إن 1700 كثر وليسوا خرافا لتذبح على يد المتشددين السنة، وصحيح إن العشرات من السنة في مصعب أيضا ليسوا خرافا لتذبح على يد الشيعة . وبغض النظر عن كون داعش الإرهابية المتشددة قتلت 1700 شيعي في سبايكر بالتحالف مع عشائر البو عجيل والناصر والبيجات وغيرهم. وصحيح إن السنة قتلوا في مصعب بدم بارد وحتى لو إدعت داعش مسؤوليتها عن الحادث. لنتفق إن من قتل مصلي مصعب مجموعات شيعية.وإذن فلنحقق في الموضوع ولنثبت من المسؤول ولنقدمه للعدالة، وفي كلتي الجريمتين فإن مواطنين عراقيين ذهبوا ضحايا.

حسن تركي المسعودي واحد من ضحايا سبايكر كان شابا بسيطا وعده أخوه ببيع البقرة التي يملكون لتزويجه، وبنى له غرفة وملحق معها إستعدادا للزواج، وقد إنفتحت له أبواب السعد فقد ظهر إسمه في قوائم المقبولين في  الشرطة وكانت فرصة ليتم زواجه، لكنه غادر الى سبايكر ليدخل في دورة تدريبية لم يعد منها أبدا، كانت الثأرية واضحة في قضية سبايكر فالشبان السنة الذين شاركوا في الجريمة ليسوا بسطاء وليسوا أعضاء في داعش والتنظيمات السنية التي تقاتل في صلاح الدين فقط. هم أيضا أبناء مسؤولين سابقين في نظام صدام حسين وأحد المسؤولين عن الجريمة إبن شقيق صدام، وكذلك احد المقربين من سكرتيره الشخصي، وبعض العشائر الأخرى التي كانت قريبة الى السلطة كالبيجات والناصر عشيرة صدام والبوعجيل وهي عشائر تطلب ثأرا قديما مرتبطا بالسلطة المفقودة وماتبع التغيير من مواجهات طائفية. تنظيم داعش إدعى إنه قام بجريمة مصعب بن عمير إنتقاما من السنة الذين رفضوا البيعة لداعش وخليفتها أبي بكر.لكن لنسلم بأن من قام بالجريمة شيعة يعملون لحساب منظمات شيعية دون أن نلغي أو نسفه الإتهامات الموجهة من سياسيين سنة كثر ربطوا هذه الجريمة بجرائم سابقة أرتكبت ضد سنة في بغداد وديالى ومناطق من الجنوب. وطالما إن قتل من لم يرتكب جرما هو تعد واضح فلتفتح كل الملفات وبقوة، وليتم تشكيل لجان تحترم الدم العراقي الذي يستحق الإحترام والتقدير مثل أي دم يجري في عروق بشر في هذا العالم الموبوء بالثأرية وحب الإنتقام والإنتقاص من الآخر.

وإذن فالجميع بإنتظار الكشف عن المتسببين بجريمة سبايكر القذرة، وجريمة مصعب بن عمير وجرائم تفجير الأسواق والمحال التجارية والمدارس والحسينيات وقوافل الزوار ومن ساعد داعش في تهجير التركمان والشبك والمسيحيين والشيعة من الموصل ، ومن هجر وفجر ودمر لكي نحل المشكلة تماما، وليس من الحكمة اللف والدوران حول الجريمة وترك من تسبب فيها وكان طرفا في تنفيذها. هذا هو الحل بعيدا عن المزايدات والإستعراضات البرلمانية الفارغة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/29



كتابة تعليق لموضوع : 1700
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net