صفحة الكاتب : علي قاسم الكعبي

العبادي بين مطرقة الشيعة وسندان السنة والكرد...!!؟
علي قاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مع بدء العد التنازلي للفترة القانونية التي حددها الدستور العراقي اثناء تكليف العبادي رئيسا للوزراء والمتمثلة بمدة دستورية زمنية مقدارها  (30 ) يوما والتي لم يبقى عليها سواء ايام قلائل بدء سقف المطالب يرتفع تدريجيا من قبل الكتل السياسية التي تقود المشهد السياسي ويأخذ التصعيد مع تصعيد العمليات العسكرية ضد داعش وفتح جبهات كثيرة وتحقيق الجيش مع الحشد الشعبي انتصارات كبيرة اهمها فتح الحصار وتحري مدينة "امرلي قابلها انحسار واضح لحركة داعش بعدما اعلنت دول العالم مساندة العراق في حربة ولو ان البعض هو مجرد دغدغة مشاعر ليس الا. فالعبادي الذي حظي بقول دولي واقليمي منقطع النظير فاجئنا اجمعين ؟ لم يلقى نفس الترحيب داخليا اولا من قبل حزبه كونه "تمرد ووضع نفسة بموضع المنافس الذي اقصا زعيم حزبه الذي ظل لطوال 8 سنوات يقاتل من اجل البقاء" حتى اصبح الشعار" بعد ماننطيها؟؟ وهي اشارة واضحة لحجم التمسك بالموقف ,فيما اعتبره البعض من المتشددين الشيعة تنازلا مجانيا قدمة التحالف الوطني دونما شروط تذكر؟ فمعظم الساسة كان متقاطع كليا او جزئيا مع الحكومة السابقة التي تعد الاسواء من حيث مالا قتة من صعوبات وعدم وجود أي توافق او احترام بين الكتل السياسية التي  هي مشاركة ومعارضة في الوقت ذاته فعلاقة الحكومة مع البرلمان كانت تشهد مقاطعة كبيرة حتى اصبحت الحكومة في واد والبرلمان في واد اخرى وهذا ما كان واضحا وجلياَ في رفض جملة قرارات مهمة منها الميزانية وقوانيين اخرى شلت الحياة.

العبادي القصير القامة الذي امتطى جوادا عربيا اصيلا" العراق" يتمنى الجميع ان يمتطيها  العبادي ذلك الرجل المتفائل دائما ذو الوجه البشوش القادم بقوة الى "قصر بغداد السلام الرئاسي " يطلق تصريحات تحمل رسائل اطمئنان للجميع بالمقابل علية التعامل بحزم مع عدة ملفات ساخنة واهمهما في الجانب "الشيعي هو كيفية التعامل مع المناخ العسكري الذي يعم البلد "وحصر السلاح بيد الحكومة, وتزايد في عدد المليشيات التي تفاقمت  وكيفية اقناع جميع الشيعة الذين هم في العملية السياسية وخارجها  لتكون في صفة ولا يكون احد يغرد خارج السرب وعلية ارضا وعدم استعداء اكبر فصيلين شيعيين هم تيار الصدر والحكيم اللذان اقصما المالكي وحزبه .وعلية التخلص من قيود واستشارة كبار القياديون بحزب الدعوة الذين اوقعوا المالكي بعدة مطبات.

اما السنة الطامعون اليوم بالإقليم تارة والمكاسب السياسية والمناصب الاخرى والتي قسم منها لم يرى النور اليوم وربما القادم من الايام ستكون حبلى بالمفاجئات وفق مايقولة السنة.؟

 والكرد الرابح الاكبرالحالم ببناء دولته وأن كانت على انقاض العراق واعلانها قريبا والذين يسيل لعابهم على كل قطرة بترول في كردستان و كركوك وكيفية الحفاظ على قدسهم كركوك باي ثمن؟

وملف العراق الخارجي وعلاقة العراق المترهلة والمتشنجة مع دول الجوار وكيفية التصدي للإرهاب من داعش واخواتة

ومطلب جماهيري تقودة المرجعية الدينية  هو ترشيق الحكومة واعطاء الصلاحيات الواسعة للمحافظات وملفات اخرى ملفات ساخنة في صيف ساخن يمر بة العراق والمنطقة وقد يكون هو الاعنف ؟ كان الله في عونك؟

لقد سررنا  نحن العراقيون عامة على هذة المقبولية التي تمنينا ان تكون فاتحة خير لعراق جديد وكذلك رسالة  لاشك فيها على اهمية الملف العراقي اولا ومن ثم اهمية الرئيس المكلف  والذي يعد الرئيس الاول الذي حصل على اجماع حتى المتخاصمون على الملف العراقي فالعبادي القادم بقوة من قبل المجتمع الدولي لن تكن مهمته سهلة في الداخل مع الكتل السياسية العراقية التي تخوض غمار العملية السياسية  فبالرغم من التصريحات التي يطلقها الساسة بين الفينة والاخرى في وسائل الاعلام حول تفاهمات في تشكيل الحكومة الا ان الواقع يقول عكس ذلك مع شديد الاسف  .!؟

 

فالتسريبات الاعلامية التي تسوقها وسائل الاعلام وما اكثرها تتحدث عن خفايا خلف الكواليس  لمطالب من الصعوبة تحقيقها  ووصفها البعض انها قتال من اجل الحصول على المكاسب , وان وافق العبادي" كارها" عليها سوف لن تلقي القبول نفسة عند التحالف الوطني "الكتلة الاكبر" الذي رشحت العبادي حيث ان مطالب تحالف القوى "السنيه" تعجيزية بامتياز والذي لم تتم الموافقة عليها الان ومن اهمها  هو الحصول على 40%من المقاعد الوزارية والحكومية واقليم السنة واطلاق سراح وزير الدفاع في حكومة صدام المخلوع والغاء الاجتثاث البعث والعفو العام و ايقاف العمليات العسكرية في مناطق السنة التي  احتلتها داعش

 

مطالب الكرد القبول بالأمر الواقع  المتمثل ببقاء المناطق المتنازع عليها التي احتلها الكرد مؤخرا بعد احداث الموصل اي مزيد من التوسع وكذلك حرية التصدير النفطي ...فيما تريد الشيعة الحكومة القوية  التي يشارك فيها الجميع "الفريق المنسجم ؟

 

ان ارتفاع سقف المطالب هذا سوف يؤدي الى تأخير تشكيل الحكومة  اولا وسوف يجعل الحكومة الجديدة وان ترى النور فهي مجرد ديكور وكابينة وزارية يظهرون ببزلات جميلة ورباط عنق اجمل ويتكلمون بمصطلحات الشفافية والتكنوقراط وماشابة ذلك, لانها ستكون مقيدة بقيود التوافق والمحاصصة ولن تكون حكومة قوية وستبقى الملفات الشائكة تحت الرفوف ولن تمرر اي من القرارات المهمة كون بعضها يتعارض مع مبدا التوافق والتفاهمات والتي في مجملها فاشلة وتتعارض مع الدستور ولن تحقق اهدافها  ولأرتقي لطموحات التواقون للتغير مطلقا فهي استنساخ للحكومات السابقة التي ولدت ميتة سريريا.؟

 

ان الشروط التي يضعها البعض بطبيعة الحال سوف تفتح الباب على مصراعيه لتدخل غير مرحب بة من قبل دول الجوار فضلا عن امريكا كون الساسة مع شديد الاسف اصبحوا يستقوون بالخارج ولا يعولوا على تفاهمات داخلية وحوارات بين الكتل وهذا الذي اضعف العملية السياسية العراقية برمتها الاستقواء بالخارج والخارج لدية اجندة واهداف  يسعى لتحقيقها عن طريق استحمار البعض.

على الكتل السياسية التي كانت تحلم التخلص من شبح المالكي الذي ظل ل8سنوات جاثم على صدورهم   فقد اصبح الحلم حقيقية وبدون ثمن يجب ان يبدو تعاملا حسنا مع المطالب التي اثقلت العبادي وقد تكون بمثابة وضع العصي في عجلة تشكيل الحكومة فاذا ما أصرت تلك الكتل على مواقفها فانة سوف لن تكون هناك أي حكومة ترى النور في ظل هذا التخبط والاطماع التي لا مبرر لها وعلى الكتل السياسية ان تعلم ان العبادي ليس بيده عصا موسى فهو مقيد اكثر من ذي قبل بقيود منها الدستور والتوافقات حتى داخل التحالف الوطني الذي خرج من رحمة هذا اذا ما علمنا ان البعض يريد ان يعيد العجلة الى الخلف بدعوته انها مطالب جماهيرية فعلية ان يحترم مطاليب الجهة المقابلة  فهي ايضا مطالب جماهيرية للأغلبية فلايصح ذلك .

فعلى الاخوة السنة والاكراد  ان يعلموا ان لدينا قواعد ترفض أي تنازلا على حساب حقها فالشيعة وحسب قولهم يدعون كان بإمكان التحالف الوطني الحصول على امتيازات ومطالب كثيره من السنه واﻻكراد واﻻمريكان مقابل تغيير المالكي. فهم الخاسر الاكبر  ان التحالف الوطني بأضعف حاﻻته ﻻنه اسقط اقوى ورقه بيده وهي ورقه نوري المالكي. العدو الدود للسنة والكرد وبدون أي مقابل وعلى طبق من ذهب  فهل هم يتنازلون من اجل العراق بقدر تنازلنا .والا فأعطوا الورقة لهم وجعلوهم يتصرفون ويفرضون شروط المنتصر..  نعم التحالف الوطني دائما يعطي دمائنا أموالنا لهم بلا ثمن. وهذا هو الذي اوصلنا لهذه الحالة حتى ان الانتخابات لا تعني شيء فاين حكم الاغلبية وهل يعقل الجميع في الحكومة فمن يقوم عملها اذا كان الجميع يقتطع الكعكة ويأخذ حصته؟

 في الختام انني كمتابع للوضع السياسي لا اعرف ماذا اقول كما قال لة احد الساسة الكبار للعبادي اعزيك ام أهنئك. أعزيك لأنك استلمت ملف ومنصبا خطيرا وكبيرا يصعب فيه خلق تفاهمات بين الكتل السياسية ولحجم التركة الثقيلة التي ارثتها من تعاقب الحكومات السابقة التي لم تستطع الايفاء باي شرط اوعهد؟ وما التهنئة فهي بالمقبولية الدولية التي لم يشهدها الملف العراقي وهي بطبيعة الحال رسالة دولية لعراق جديد تقودة كوادر جديدة يعول عليها الداخل قبل الخارج

ان حجم التركة  الثقيلة التي خلفتها الانظمة السابقة تقع اليوم بمسؤولية حكومة العبادي وعلية التعامل معها بشكل مقنع دونما تشنج لا أقناع الكتل السياسية في حسم تلكم الملفات  ملف الاحزاب النفط والغاز الاقاليم الميزانية المادة 140 ومتعلقاتها اجتثاث البعث وملفات ساخنة اخرى اهم القضاء على الارهاب وبناء مؤسسة الدولة وليست مؤسسة السلطة وعلية ان يخلق جوا من التفاهم مع جميع الكتل السياسية ويستخدم الوسائل الدبلوماسية اولا ومن ثم البحث عن الحلول الاخرى وان يبتعد عن التفرد في اتخاذ القرارات خارج مؤسسة" التحالف الوطني وان يعيد الهيبة والاحترام لهذا التحالف فقوة العبادي هي من قوة التحالف الوطني

ومهما يكن الامر فالجميع متفال ومتفق على ضرورة قيام حكومة يشارك فيها الجميع وليست من لون واحد وهذا ما يبعث على السرور لان البلد لا يتحمل اكثر فمشاكلة تجاوزت حدود المعقول وكفى....!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي قاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/04



كتابة تعليق لموضوع : العبادي بين مطرقة الشيعة وسندان السنة والكرد...!!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net