صفحة الكاتب : نزار حيدر

قَدَمُ واشنطن بالفلقة
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  خيراً تفعل الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها الغربيات عندما حثّت الخطا مؤخراً في الحرب على الارهاب بعد ان لامست ناره قليلا من ذيلها.
   ولكنها لم تفعل خيراً ابداً اذا ظلّت تلف وتدور حول المشكلة من دون ان تلجها في العمق والمتمثل بتجفيف منابعه التي تتغذى من نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً وكذلك قطر.
   ان التحرّك الدولي ضد الارهاب في العراق تحديداً سيساهم في القضاء عليه وتغيير السياسات العامة للأنظمة التقليدية الحليفة الى واشنطن والتي تدعم الارهاب بالبترودولار وبفتاوى  التكفير التي تنشر الحقد والكراهية والاعلام التضليلي الذي يغسل أدمغة الشباب والأطفال المغرّر بهم ليتحوّلوا الى بهائم تفجر نفسها لتقتل الأبرياء.
   وأضفت في حديث على الهواء مباشرة لقناة (العالم) الفضائية في النشرة الإخبارية الرئيسية:
   ان من المحيّر بمكان عندما نسمع زعماء الغرب وكذلك بعض الكتاب والمثقفين وهم يتحدثون عن الارهاب في المنطقة فيحاولون خلط الاوراق وكأنهم لا يعرفون على وجه التحديد منبعه الحقيقي.
   انه الفكر الوهابي التكفيري الذي يرعاه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، من خلال الحلف غير المقدّس الذي عقده الطرفان على قاعدة القتل والذبح كما ورد ذلك في كل مصادر التاريخ العربية والأجنبية.
   انّ على الولايات المتحدة ان تبدي جدية اكبر في الحرب على الارهاب، لان خطره بات يقترب منها ومن حليفاتها اكثر فاكثر، خاصة بعد ان اتضح لهم جميعا بان المئات من رعاياهم جُنّدوا في التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في العراق وسوريا تحديداً.
   ولا يمكن للولايات المتحدة ان تكون اكثر جدية بهذا الامر ما لم تتخذ خطوات عملية متسارعة للحد من الدعم بكل أشكاله الذي يقدمه نظام القبيلة للإرهاب وتنظيماته، كما أشارت الى ذلك صحيفة (الانديبيندنت) البريطانية قبل يومين.
   كما ان عليها ان تضع النقاط على الحروف في حربها على الارهاب، فلا تظل تخلط الامور، فتقارن بين ما يجري في سوريا وبين ما يجري في البحرين مثلا، وهو أمرٌ لا قياس فيه ابداً ابداً، فبينما في البحرين شعب ثائر أتحدى ان تُخبرنا كل اجهزة استخباراتهم انها رصدت متظاهراً واحدا فقط غير بحريني يشترك في ثورة الشعب في البحرين، فيما تجمّعت جراثيم العالم من الاتجاهات الأربعة في سوريا لتقاتل هناك على أمل ان يحضروا مأدبة غداء او عشاء مع رسول الله (ص) في الجنة!!!.
   وفي البحرين لم يتدخل احد لنصرة الشعب المظلوم لا بمسمّيات التغيير ولا بشعارات حقوق الانسان والقيم الأميركية في الحرية والديمقراطية وما الى ذلك من الشعارات البراقة، اما في سوريا فقد تجمّعت الإرادات حتى المتناقضة منها بعدّها وعديدها، بالمال والسلاح والنشاط السياسي والديبلوماسي المدعوم بالقرارات الدولية وكل ذلك لمساعدة السوريين على إقامة الديمقراطية!!! على حد زعمهم.
   أتحدّاهم ان ترصد أجهزتهم الاستخباراتية إرهابيا واحدا فقط لا غير فجّر نفسه في العراق او حتى سوريا ينتمي الى غير الفكر التكفيري (السني) فلماذا كل هذا التجاهل للحقائق؟ ولماذا كل هذه المكابرة والسعي لخلط الاوراق؟ الا يفهم الغرب بان مثل هذه المحاولات تعقّد الامور اكثر فاكثر وتطيل من أمد الحرب على الارهاب؟ الّا الّلهم انّهم يتعمّدون ذلك لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها!.
   ان على البيت الأبيض وبقية مراكز القرار الدولي تعديل اتجاهات البوصلة في الحرب على الارهاب، ولابد لهم من تسمية الأشياء بمسمياتها، والا فانّهم سيخسرون تعاطف الشعوب مع ضحاياهم.
   ان قرار الرئيس اوباما ارسال وزير خارجيته وكذلك وزير دفاعه للمنطقة (لدعم المشاركة الإقليمية في الحرب على الارهاب) على حد زعمه، لا يتطلب اكثر من حديث صريح مع زعماء نظام القبيلة وكذلك مع الزعماء الأتراك وفي العمق، وقليل من العين الحمراء والأوامر الرئاسية، فهو يعرف افضل من غيره ان هذه الأنظمة مهترئة الى أقصى حد، ولذلك فهي تخاف الريح اذا هبت عليها فكيف بالعاصفة خاصة اذا كانت أميركية؟!.
   لا ينبغي ان تجامل واشنطن نظام القبيلة على حساب مصالحها الاستراتيجية، فالارهاب بات اليوم يقف على الأبواب وبرأيي فان رأسين مصلوبَين يكفيان كإشارة الى ذلك، فالرأي العام الدولي لا يتحمل الثالث!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/04



كتابة تعليق لموضوع : قَدَمُ واشنطن بالفلقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net