بغداد والأعلام والصور؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك أن لكل شعب من شعوب العالم زعامات ورموز سياسية ودينية وأجتماعية كان لهم دورهم وتأثيرهم الكبير في مسيرة تلك الشعوب وتاريخها لما قدموه من تضحيات في سبيل رقي وتقدم أوطانهم وشعوبهم. ومن الطبيعي أن مثل هذه الزعامات والرموز والقيادات تحظى بحب واحترام ومهابة كبيرة من لدن تلك الشعوب ويأخذ التعبير عن ذلك الحب والأحترام أشكالا عدة أبرزها أقامة النصب والتماثيل لهم وتسمية الشوارع والمناطق بأسمائهم تكريما لهم،ولكن بشيء من التعقل والمقبولية بعيدا عن أية مبالغة!. بتاريخ 24/8/2013 نشرت مقالا بعنوان( صور ودلالات) على هذا الموقع أشرت فيه الى انتشار صورالقادة والزعامات السياسية والدينية الشيعية تحديدا! وذكرت في المقال أيضا أن السيد مقتدى الصدر وأثناء زيارته الى (علي التميمي) وهو من التيار الصدري بعد تسنمه منصب محافظ بغداد قد طلب منه أضافة الى ضرورة الأهتمام ببغداد أن يرفع كافة صوره من شوارع ومناطق بغداد!!،ولا عجب في ذلك، فتاريخ آل الصدر مشرف ومعروف وهم ليسوا بحاجة الى ذلك وهم اكبر من ان يسمحوا ويقبلوا ان تنتشرصورهم بهذه الكثرة المبالغ فيها!. وقد شهدت فترة حكم البعث وتحديدا فترة حكم الرئيس المعدوم (صدام حسين) انتشار صوره بشكل لم يسبق لرئيس مثله في العالم كله!، حتى ان العراقيين علقوا على كثرة صوره وانتشارها بعموم العراق حيث لم يعد هناك مكان لم تعلق فيه صورة له أو ترسم جدارية أو ينحت له تمثال! ( أذا فتحنا جدر الأكل يطلع صدام )!!. وهنا لابد من الأشارة بأن الرؤوساء والزعماء والملوك العرب مهوسين بنشر صورهم وأقامة النصب والتماثيل لهم وأجبار شعوبهم على حبهم!!، وهذه الحالة الشاذة غير موجودة عند الزعماء والرؤوساء والملوك في دول الغرب عموما!. نعود الى صلب الموضوع، حيث يبدو أن المحافظ (علي التميمي) لم يلتزم بوصية زعيمه السيد مقتدى الصدر! لا من ناحية الأهتمام ببغداد ونظافتها التي ظلت كما كانت عليه وازدادت أهمالا وخرابا وقذارة!؟، ولا من ناحية تنفيذ وصيته برفع صوره من مناطق وشوارع بغداد!؟. فأضيفت الى بغداد توصيف جديد آخر فأضافة الى كونها العاصمة الأكثر تلوثا والأسوء معيشة والأخطر على مستوى العالم من ناحية انعدام الأمن وحسب تقارير المنظمات العالمية والدولية، فالعاصمة بغداد أصبحت أيضا من أكثر عواصم العالم أنتشارا للأعلام و لصور القادة والزعامات والمراجع الدينية الشيعية تحديدا!! حيث يلاحظ ذلك بشكل مثير وملفت للأنتباه!، فلم يعد هناك متر أو شبر من الأرض ألا وعلقت عليه صورة أو جدارية لأحد قادة ورموز تلك الأحزاب الدينية السياسية الشيعية!، على الرغم من تأكيد المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف ولأكثر من مرة على ضرورة رفع صورها وعدم تعليقها أبدا! ولربما سيحتاج الأتباع والمريدين المبالغين الى فتوى بمنع ذلك حتى يلتزموا!!!، الملفت للأنتباه هو عدم الأكتفاء بنشر صورقادة الأحزاب والزعامات الدينية الشيعية العراقية بل تعداه الى نشر صور وقادة الزعامات السياسية والدينية في أيران!!!، وهذا مما أثار لغطا كثيرا في الشارع العراقي!؟. وهنا نطرح السؤال المحير؟: أذا كانت تلك الزعامات السياسية الدينية والمرجعية الرشيدة في النجف الأشرف تعبر عن رفضها لذلك وتوصي برفع صورها!، أذا لماذا يصر الأتباع والمريدين لتلك الأحزاب على نشر صورهم وتعليقها في كل مناطق وشوارع بغداد والمحافظات !!؟ ونسأل أيضا متى نحصن أنفسنا ونتخلص من مرض تأليه القادة والرموز والتي هي أحد أمراض العرب المزمنة؟!!.المشهد الآخر الملفت للأنتباه في العراق الجديد هو كثرة انتشار الأعلام الحسينية في ذكرى عاشوراء التي رسمت عليها صور الأئمة الأطهار عليهم السلام جميعا والتي تحكي قصة واقع الطف التاريخية، ولا ضير في ذلك فتلك مناسبة عزيزة ليس على قلوب العراقيين حسب بل على عموم المسلمين في العالم الأسلامي، ولكن أن تبقى تلك الأعلام معلقة على الأبنية وأعمدة الكهرباء والعمارات ودوائر الدولة وعلى مدار السنة مما يعرضها للتلف والتشوه بسبب الحرارة الشديدة والغباروالأتربة في الصيف والأمطار شتاء، ومن ثم الى التمزق بسبب الرياح فتراها مرمية بين الأتربة والأوساخ وتداس تحت الأقدام من دون قصد!!! فذلك أمرا لا يجوز، أهكذا نحب الأمام الحسين وآل البيت الأطهار عليهم السلام جميعا؟! ونسأل : لماذا لا يصار الى رفع تلك الأعلام بعد أنتهاء مراسيم العزاء بعد انتهاء العاشر من عاشوراء وهذا ما معمول به في أيران!!!!. وهنا ألفت أنتباه السادة القراء الى ملاحظة واحدة من تلك الأعلام و المعلقة على واجهة مدخل وزارة الدفاع القديمة(صورة المالكي بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة تتوسط علمين أحدها على يمين الصورة علم أخضر ممزق وضح عليه الوسخ والأهمال فتغيرت ملامح ما رسم عليه وهي صورة للأمام الحسين أو أحد آل البيت (ع)!!! وعلى يسار الصورة علم عراقي ممزق يعلوه الوسخ هو الآخر حتى تغيرت ألوانه!!!. والسؤال : من يقبل على هذا ولماذا كل هذا الأهمال؟ فالحسين رمز نظالي وتاريخي وثوري علم الشعوب كيف تثور وتقف بوجه الباطل، والعلم العراقي رمز وطننا وشموخنا وسيادتنا، فهل يجوز أن يتعرضوا الى مثل هذا الأهمال واللامبالاة؟ الجواب متروك لأولي الأمر؟!!. أخيرا اقول: أن أنتشار الصور والأعلام بهذا الكم الهائل بحيث لم يبق مكان أو زاوية ألا وعلقت عليها تلك الصور والأعلام هي لا تعبر بالضرورة عن الحب والأحترام؟!! فأصبحت كأنها تقليد سنوي أعمى بعيد عن أي فكر ونهج!! فالحب والأحترام يكون نابعا من القلب وموجود في العقل والتعبير الحقيقي والصادق عن ذلك يكون عندما يتم السير والعمل على خطى ونهج الأئمة الأطهار عليهم السلام لا برفع صورهم وأعلامهم فقط؟!. نتمنى أن تلتفت المرجعية الرشيدة وقادة الكتل والأحزاب الشيعية الى ذلك والله من وراء القصد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat