أمريكا والتحالف الدولي واختفاء سوريا من الوجود
عامر هادي العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عامر هادي العيساوي

عندما صمم أبو جهل خطته المعروفة لقتل الرسول عليه الصلاة والسلام قبيل هجرته عندما جمع من كل قبيلة رجلا كان غرضه المعلن ضياع ذلك الدم بين القبائل مما يجعل بني هاشم عاجزين عن اخذ الثار ..أما غرض أمريكا من تشكيل حلف من أربعين دولة تحت شعار محاربة (داعش )فليس بالضرورة لتضييع انهار الدم التي ستسيل لان أمريكا لا تقيم أي اعتبار للدم العربي لان العرب أنفسهم لا يقيمون اعتبارا لدمائهم فهي ارخص من البصل وإنما لكي لا تحرم نفسها في المستقبل من قدرتها على تجنيد المزيد من العراقيين والسوريين المستعدين لتدمير بيوتهم وبيوت أهليهم بأيديهم..... إن داعش في الحقيقة مجموعة من الوحوش الهمج وشذاذ الآفاق جمعهم إحباطهم وفشلهم من مختلف الأصقاع ولا يمتلكون مشروعا سياسيا قابلا للحياة وهم مخترقون من الكثير من المخابرات الدولية وخاصة الأمريكية والإسرائيلية وقد استغلت وجودهم قوى رأس المال العالمي التي يهيمن عليها (حكماء بني صهيون) فراحت تضخم من خطرهم وكأنهم يهددون الحضارة البشرية تماما كما فعلوا مع أسلحة الدمار الشامل في العراق وذلك من اجل اتخاذهم كذريعة لنشر الدمار الشامل في منطقتنا...
إن القضاء على داعش سياسي تماما ولا يحتاج إلى طائرات اوباما ولا مباركة بولونيا ولا استعداد فرنسا ..انه سياسي إسلامي عربي عراقي محض ..أما هذه الهالة التي صنعها الإعلام الغربي والعربي مع الأسف الشديد حول داعش وقوتها وإظهارها وكأنها لاتقهر فان أهداف تلك الحملة الإعلامية الشرسة واضحة لكل ذي بصيرة ..إن داعش في الحقيقة أوهى من بيت العنكبوت ويكفيهم عارا أن حفنة من البواسل في مصفى بيجي وفي الضلوعية قد مرغوا انفها في التراب
إن أمريكا أيها السوريون ستدخل بلادكم بطيرانها وأسلحتها ومخابراتها وستتخذ من داعش ذريعة ومن العراق مرتكزا وهذا ما يضحك ويبكي في نفس الوقت وستقوم بتقوية الجيش الحر وتسليحه والتعاون معه في جميع المجالات وقد تلجا في بعض المراحل إلى حضر للطيران السوري في مناطق محددة تحت ذريعة الحفاظ على امن طائراتهم وفي موازاة ذلك ستعمل تدريجيا على إضعاف داعش تمهيدا للقضاء عليها يعد أشهر او عام او عامين او أكثر تبعا لنجاح الخطة وبعد أن يكون بشار الأسد قد يئس من البقاء في السلطة فرضي بكيان لدويلة علوية على الشاطئ وفي ذلك الوقت ستكون سوريا على الأرض قد فقدت مقومات الدولة الموحدة واتجهت بسرعة للاختفاء من الوجود وحلت محلها دويلات وكيانات متصارعة مسيحية وكردية ودرزية وسنية الخ ,,
وأثناء ذلك سيكون العراق من الناحية العملية وفي ظل التوجهات الجديدة قد اختفى هو الآخر من الوجود وأصبحت دويلاته امتدادا للدويلات السورية ,,,
إن جميع العراقيين والسوريين سيخسرون في هذه المطحنة المجانية الغريبة لان كياناتهم ستكون مسلوبة الإرادة وغير آمنة وغبر مستقرة وواقعة تحت وصاية هذه الدولة او تلك من دول الإقليم بما فيها إسرائيل ولكن الخاسر الأكبر من بين جميع الاطراف هم ( شيعة العراق) لان وجودهم واستقرارهم يرتبط موضوعيا بوحدة هذه البلاد ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat