صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

مأساة كربلاء ؛تأملات تحليلية لسلوكيات بني أمية !
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة :
هناك مجموعة من القضايا في التاريخ بلغت ذروة الذروة في المأساة والكارثية ، في الاضطهاد والمحرومية ، وفي المظلومية بجميع صورها ، وفي المغدورية بأبعادها كافة . وقد تتجلى لنا هذه المأساة والكارثية ، وهذه المظلومية والمغدورية بشكل يعجز القلم تماما عن الايفاء بحقها وحقيقتها ، وعن بيانها وتحريرها وتسطيرها ، وعن تصويرها وتخيّلها  .
في العالم القديم ، كما العالم الحديث فالمعاصر إرتكب الانسان تجاه أخيه الانسان أسوأ الكوارث وأقبح المآسي ، بحيث إنها خارجة عن العد والتعداد ، وعن الحصر والاحصاء  ، وعن الوصف والتوصيف ! .
أما إنه توجد قضايا قد وصلت ذروة الذروة – كما قلت آنفا – في غربتها وغرابتها ، وفي مشروعيتها وعدالتها وحقّانيتها ، وفي أبعادها المأساوية كافة ، وهي :
1-/ مأساة كربلاء أبو الأحرار وسيد الشهداء الامام الحسين رضي الله عنه وسلامه عليه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأتباعه الشهداء الأخيار الأبرار . إذ إن هؤلاء الأتباع الشهداء قد ضربوا أروع الأمثلة وأسماها وأرقاها في الشجاعة والاقدام والاستبسال ، وفي الصبر والتصابر والمصابرة ، وفي الجهاد والكفاح والمقاومة ، وفي المروءة والشهامة ، وفي الايثار ونكران الذات ، وفي العدل والعدالة والانسانية ، وفي السلم والسلام ! .
2-/ ........................... ! ؟
3-/ ....................... ! ؟
4-/ ......................... ! ؟
5-/ قضية الكورد وكوردستان المغدورة على كل الصعد .
بالحقيقة إن هذه القضايا التراجيدية والكارثية بجميع جهاتها ، وبجميع أشكالها وأبعادها المظالمية قد هزّتني – وما تزال – من أعماقي هزا ، وإنها قد زلزلتني زلزالا كبيرا . وهكذا فإنها – وأمثالها أيضا – قد آلمتني وأرعبتني وجرحتني في القلب ، وفي الصميم ، الى درجة إنني تمنيت في كثير من الأحايين بأنه ؛ ليت أمي لم تلدني ، ويا ليته لم أُخلق أصلا كي أطّلع على بعض هذه التراجيديات التي لا توصف مأساويتها ، وكي لا أرى البعض الآخر منها ، أو على الأقل ليتني كنت أميا وراعيا لقطيع من الغنم في أحد الربايا والسهول ، في إحدى بلدان هذه المعمورة المليئة بأكبر الفجائع وأعظم طامّات الغدر والمغدوريات ! .
إن مأساة وقضية المغدورية لكربلاء – برأيي – لا تشبه قطعا جميع المغدوريات والمظالم المفجعة الأخرى التي أرتكبت في تاريخ بني الانسان ، حيث لها فصل مأساوي وطابع فجائعي خاص بها . وذلك على صعيد الجغرافيا والمغدورية ، والأهم على صعيد الشخصية والقضية والأخلاق والسلوك والسجايا والقيم والاعتبارات النبيلة العالية والراقية على كل المستويات لمظلومي كربلاء قبل وقوع المجزرة الرهيبة وأثناءها ! .
وبالمقابل ينبغي ذكر الطرف المقابل قبل إرتكابه المذبحة المرعبة وخلالها ، وحتى بعدها بوقت طويل من حيث الشخصية والقضية والأخلاق والسلوك والأفكار والممارسة . من هنا ، أي من خلال دراسة عميقة مقارنة ، أمينة ومحايدة لكل من الطرف المغدور والطرف الغادر تتجلّى لنا ، وبكل وضوح وجلاء تامين إن مجزرة كربلاء الدموية الإبادية ، وإن شهداء كربلاء قد بلغوا ذروة الذروة في الغُربة والغرابة ، وفي المغدوريات والمظالم والفجائع ، وفي المظلوميات كافة . هذا بالرغم من تقصير التاريخ وقسوة بعض المؤرخين وتقصيرهم في تصوير المجزرة وتحريرها كما هي . ثم بالاضافة الى قسوة البعض من الفقهاء والعلماء في الحكم الجائر على مأساة كربلاء ، وبخاصة حول أبي الشهداء ورائد الأحرار سيدي الحسين بن على [ رضي الله عنهما ] ، ومن هؤلاء أبي حامد الغزالي [ 1058 – 1111 ] و إبن تيمية [ 1263 – 1328 ] والقاضي أبو بكر بن العربي المالكي [ 1076 – 1151 ] للأسى والأسف الشديدين ، مع إن هؤلاء الأفاضل كانوا قامات كبيرة في العلم والفلسفة والفقه والتفسير . وإن الذي يؤسف عليه أكثر إن القاضي بن العربي المالكي ذكر في كتابه الموسوم ب[ العواصم من القواصم ] كلاما لا يليق به كعالم ، بل بالأحرى إنه قال كلاما في غاية الانحراف عن الحق والمصداقية ، وفي غاية الخطأ والرداءة والبطلان والسخف ، وكلامه مفاده بأن الامام الحسين قد قتل بشرع جده سيدي رسول الله محمد [ صلى الله عليه وآله وسلم ] . وفي مباحث هذا البحث سنتطرق بالتفصيل الى آراء إبن العربي المالكي عبر كتابه المذكور وتفنيدها جملة فجملة بالاستناد على الكتاب والسنة والعقل السليم  ! ! ! .
على هذا الأساس نصل الى حقيقة الطرف الثاني الغادر الذي وصل الى ذروة الذروة في ممارساته السادية والانحطاطية الكاملة ، في كربلاء الى السقوط والمسخ والانسلاخ الكلي من أيّ قيمة وقيم ، ومن أيّ إعتبارات وطبائع بشرية ، ولو بالحد الأدنى . وهكذا فإنه ، أو إنهم بالأحرى كانوا قد وصلوا ، وبكل إمتياز في كربلاء الى الابتذال والنذالة ، والى الخسة والدناءة ، والى القبح والرداءة في كل شيء . لذا فإنهم - لبالغ الأسف – نقطة سوداء مظلمة ومعتمة في تاريخ المسلمين في تلك الحقبة الغريبة والكارثية  ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/19



كتابة تعليق لموضوع : مأساة كربلاء ؛تأملات تحليلية لسلوكيات بني أمية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net