صفحة الكاتب : قيس المهندس

آمرلي تكشف المستور في المعركة ضد الإرهاب.
قيس المهندس

آمرلي تلك القرية العراقية التي تقع في محافظة صلاح الدين والمحاذية لمدينة كركوك، قرية ذات غالبية من المكون الشيعي التركماني، محاطة من جميع الجهات بقرى سنية ترزح تحت سيطرة الدواعش.

ثلاثة أشهر وقرية آمرلي تقبع تحت الحصار، وتتعرض يومياً لهجمات الدواعش ولسقوط قذائف الهاون التي تجاوزت الألف قذيفة خلال فترة المحاصرة! سطر أهل آمرلي أروع ملاحم البطولة والصمود، أعانهم على ذلك قوات الجيش العراقي، وفصائل الحشد الشعبي.

نظراً لكونها قرية صغيرة، فإن فترة ثلاثة أشهر لفك الحصار عنها تعد فترة طويلة وتنبئ بحجم الخطر الداعشي، والفترة الزمنية التي يحتاجها قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي لتحرير بقية مدن وقرى صلاح الدين وديالى والأنبار والموصل! سيما لو علمنا أن معركة آمرلي هي معركة دفاع وأن الدواعش هم المهاجمون، ففي الواقع العسكري يكون المهاجم عادة في موقف أضعف من المدافع.

لذا فإن معركة آمرلي تكشف لنا حقيقة أن المعركة مع الإرهاب مازالت في بداياتها، وأنها سوف تطول كثيراً ربما لعدة أعوام ما لم يحدث تحرك دوليا جاد، وما لم يتم إنشاء مجالس الإسناد والصحوات بثورة عشائر وأهالي تلك المدن على تنظيم داعش الإرهابي.

لا مناص من اعتماد تلك الإستراتيجية للخلاص من الإرهاب، حيث أن ما تخطط له الحكومة من انشاء حشد شعبي رسمي تحت مسمى الحرس الوطني، قد يخلق حالة من التنافر بين المدنيين من العشائر وبين افراد ذلك الحشد، كون أن نظام الصحوات أو اللجان الشعبية ينبع من ذات المجتمع، ولا يجد افراده حرجاً في الإنضمام اليه كما في الإنضمام الى تشكيل رسمي تابع للدولة، كما أن نظام اللجان الشعبية سيكون خالٍ من البيروقراطية التي ستطغى على تشكيل الحرس الوطني، وسوف تتحرك آفة الفساد الإداري والمالي لتنخر جسد ذلك التشكيل مما يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها.

آمرلي قلعة الصمود ومدرسة الصبر والنصر، فمن أراد الخلاص من الإرهاب فعليه أن يحذو حذو آمرلي، فالمناطق المحتلة من قبل الإرهاب الداعشي لن تحرر الا بسواعد أبنائها وعزيمتهم النابعة من ذواتهم ومن ضمائرهم.

المعركة مع الإرهاب لن تنتهي بسهولة، والمجتمع العراقي بحاجة الى توعية وتثقيف بما يؤهله لمواجهة الصعاب في الفترة المقبلة، والتي لن تستنزف الدماء فقط وإنما سوف تستنزف المعنويات والعزيمة والصبر إن لم تحسب لها كافة الحسابات العسكرية وغير العسكرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المهندس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/13



كتابة تعليق لموضوع : آمرلي تكشف المستور في المعركة ضد الإرهاب.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net