صانعو الارهاب يجتمعون في جدة وباريس لمكافحة الارهاب!! بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الاصفي

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الذين اشتركوا في مؤتمر جدة وباريس لمكافحة الارهاب كانوا من صناع الارهاب, عدا نفر قليل منهم.
ويتساءل الشعب العراقي: اين كان هؤلاء الذين اهتزت ضمائرهم لاحداث العنف والارهاب في العراق... اين كانوا عما يجري في العراق منذ عشرة سنوات, وعن عواصف الارهاب والعنف التي ضربت العراق خلال هذه المدّة, فلم نسمع منهم انكاراً ولا ادانة, ولا تعاطفاً خلال هذه المده؟
ومن كان يحتضن الارهاب الذي ضرب العراق وسوريه؟
ومن كان وراؤه؟ ومن كان يموّله؟ ومن كان يسلّحه وينظمه ويدعمه؟
إنّ حكام السعودية وقطر وتركية لا ينكرون أنّهم كانوا يمولون الارهاب في العراق وسوريه ويدعمونه, ولا تزال مراكز التدريب قائمة على الحدود السعودية- العراقية, وفي تركية, وفي الاردن.
وامريكا وفرنسا وبريطانيا كانوا يعلمون بكل شيء, ويدعمونهم في هذا المشروع الرهيب سرّاً وعلانية. ويعلمون أن مواطنين من انكلترا وفرنسا وامريكا يشاركون في هذه المجزرة الرهيبة في العراق وسورية ولم يحركوا ساكناً, ولم تهتز ضمائرهم للكوارث التي كانت تنزل على أيديهم في هذين البلدين.
فلماذا اليوم تهتز فجأة, ضمائرهم للكوارث التي تجري في العراق؟ من حقنا ان نتساءل ماذا تغيّر في المشهد؟ امريكا الداعمة للارهاب لم تتغير, ولم يتغير حلفاؤها في الغرب, ولا عملاؤها عندنا في المنطقة.
قد يكون ذلك, لأن النار التي أشعلوها في المنطقة أخذت تحرق اصابعهم وتهدد عروشهم, ولكن هذا ليس كل شيء بالتاكيد.
نحن نعتقد أنّ الاسباب الحقيقة لهذا الاصطفاف الدولي من صناع الارهاب لمكافحة الارهاب تكمن في مسائل أخرى, نذكرها بقدر ما يتعلق بالعراق على الأقل.
اولاً اختلاق تبرير لتسليح المنطقة الكردية وتسليح المنطقة الغربية من العراق (الانبار), من دون المرور بالحكومة المركزية الاتحادية, وهو ما ترفضه القوانين والاعراف الدولية, ومما لا ترتضيه هذه الدول لنفسها. فهل تسمح امريكا لدولة اخرى أن تسلح ولاية من ولاياتها دون قرار مركزي من واشنطن؟
وهذا التسليح يُحَضّرَ المنطقة لفتنة طائفية وقومية, ولتقسيم العراق, على اساس طائفي وقومي, عندما تقتضيه المصالح الامريكية.
ولا بد هنا من التنويه باننا نعتقد بأن المنطقة الكرديّة جزء لا يتجزأ من العراق, ونعتز بمواطنة الاكراد, ونعتقد أنهم إخوة لنا في الدين, ونحن وإياهم ننتمي الى وطن واحد وتراث واحد وثقافة واحدة... ولكننا نشكّ بصورة جدية في نوايا امريكا وفرنسا والسعودية وقطر في هذا المشروع التسليحي بحجة مكافحة داعش.
وثانياً نعتقد أن امريكا وحلفاءها وعملاءها يطلبون في هذا المشروع (السياسي- العسكري) إدخال القوات الامريكية الى العراق, وإعادة الاحتلال الامريكي مرة اخرى, بكل ما يستتبعه من الكوارث على العراق. وقد تدخل القوات السعودية هذه المرّة لدعم الجيش الامريكي ومكافحة داعش, كما صنعت في البحرين.
وثالثاً إنّ الحشد الشعبي الشبابي الواسع في العراق, والذي تم استجابة لدعوة وفتوى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني>دام ظله< في سياقات إشراف الحكومة الاتحادية وإدارتها بصورة منضبطة... أقول إنّ هذا الحشد الشعبي قد أستقطب حشوداً واسعة من شباب العراق والجماعات الجهادية تحت لواء واحد, وأصبح قوة ضاربة في العراق, وهزم داعش في مواقع عديدة, وهذا امر يخيف امريكا والعربية السعودية وقطر بطبيعة الحال.
وتحاول امريكا وحلفاؤها في الغرب, وعملاؤها في المنطقة حلّ هذا التجمع الشبابي الجهادي الذي بات يؤرقهم بالقوة العسكرية والتدخل الامريكي السافر في العراق.
إن شعبنا في العراق يتخوف من هذا المشروع الذي تتزعمه أمريكا ويتحفظ ويرتاب منه.
وعلينا ان نضع النقاط على الحروف, ونوضح لشعبنا وأهلنا في العراق, حقيقة هذا المشروع السياسي- العسكري الامريكي بصورة دقيقة.
وأود, أن أنوهّ قبل ان أفارق تدوين هذا البيان بامرين:
الاول: أن الحشد الشعبي الجهادي في العراق لا تخصَّ الشيعة, ولم يكن في دعوة, سماحة السيد السيستاني>دام ظله< ذكر وتخصيص لشباب الشيعة بهذا الامر, وإنّما هي دعوة اسلامية شاملة لعامة المسلمين في العراق بكل قومياتهم, شيعة وسنة.
وهذا الحشد الشعبي الجهادي يقوم اليوم بحماية المناطق السنية في العراق اكثر من المناطق الشيعية.
وثانياً ليس معنى هذا البيان تخطئة حضور الوفد العراقي في مؤتمر باريس من أجل إيضاح الصورة الحقيقة لمشهد الارهاب في العراق ومنابعه, وصناعه, وبيان توجهات شعبنا وجمهورنا تجاه المجاميع الارهابية وصناّعها ومموليها والسبل الصحيحة لمكافحتها.
 
محمد مهدي الآصفي
النجف الاشرف
في 21 ذق 1435هـ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/17



كتابة تعليق لموضوع : صانعو الارهاب يجتمعون في جدة وباريس لمكافحة الارهاب!! بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الاصفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net