صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

سبايكر شلال دم سال في تكريت دون ذنب
صادق غانم الاسدي

لا يمر يوما دون ان  نتذكر سبايكر المجزرة الوحشية ونزيف الدم الذي لايتوقف من ذاكرة العراقيين على يد رعاع همج لايمتون الى الانسانية بصلة ,جبناء حفاة اوباش استغلوا سوء الاوضاع ولبسوا اقنعة الشيطان وفعلوا فعله ضانين ان الله لايراهم وسيذهب شلال الدم في صحراء العقارب بمدينة تكريت , مثلما انكسر جيشنا في عام 1991 وترك مواضعه عندما كان غازيا لدولة الكويت وجاء مشيا على الاقدام  من الفاو الى بغداد , يجر معه الندم والحسرة وتقدر اعداده بمئات الالوف لمختلف الصنوف والرتب , مر على المحافظات الجنوبية وهي تعيش حصارا موجعا بانت اثاره من خلال فقدان العائلة لرغيف الخبز وبعض المستلزمات الضرورية الا انهم أبو أن يتركوا قطعاتنا العسكرية من الجنود والضباط بغض النظر عن مكوناتهم وطوائفهم  دون اطعامهم وتجهيزهم بالاكل والشرب , فشهدت تلك الفترة ضيافة وأمانة وشجاعة قامت بها عشائر الجنوب تجاه الجيش دون تميز , باعتراف الكثير من الضباط في محافظة الموصل والانبار وقضاء سامراء الذين اشادوا بالمواقف النبيلة لعشائر الجنوب  لاستضافتهم وتقديم  كل ما يقع بايديهم من امكانيات بسيطة  كون العراق يعاني بداية حصار وفقدان عدد كبير من المواد الغذائية , ومع ذلك استطاعت تلك العشائر ان تقوم بواجبها الأنساني , ولم تحدث حالات انتقام وتسليب وسرقة اسلحة وقتل عناصر من الجيش على الهوية , وسرعان ما قوبل الموقف الجميل بعمل عسكري نتج عنه مقابر جماعية دون رحمة من نفس القطعات التي مرت على المحافظات وباشراف قيادات البعث السابقة , وما يؤلم الصدور ويدمع العين حادثة سبايكر بعد ان ترك الجيش مواضعه في الموصل وصلاح الدين ,عمدت بعض العشائر في تكريت على نكران جميل أبناء الجنوب واوقعت ابناؤهم في شرك دموي واسرت فيه اكثر من 1700 طالب من الدارسين في القاعدة وهم لايملكون من الخبرة العسكرية  ولم يكونوا من الاحزاب السياسية التي لها سطوة في اتخاذ القرار , او ما يسموها  بالميلشيات وهي  تشكل ظهيرا وسندا للحكومة ,بل هم من الطلاب الدارسين لايحملون غير حقائبهم وكتبهم ولازالوا في دورات الدراسة العسكرية , تم استباحة دمائهم دون ذنب في ارض حلوا عليها ضيوفا ولم يتخيل اي واحد منهم ستقطع اوصالهم وتهشم رؤوسهم وستقام لهم مقابرا جماعية ,والذي ينظر الى الصور والافلام سيجد ان الذين قاموا باطلاق الرصاص على رؤوس الابرياء هم عراقييون ومن  اهالي مدينة تكريت لما يظهر من ملامح  ولهجة في الكلام وشكل الملابس وهي تدلل على انهم من عشائر تكريت  , وكان الاجدر ومن باب النخوة والشهامة ان يحفظوا دماء  جميع الطلبة ويبتعدوا عن روح الطائفية والقتل على الهوية ولو اني اشك ان الغدر لدى تلك العشائر هي شيمتهم وافعالهم رغم ان الكلاب لاتقبل بالغدر وتعتبره عارا , والمؤسف ايضا هو ما صدر في احدى الجلسات الخاصة بمجلس النواب العراقي , عندما بكت النائبة فيان دخيل بعد ان وصفت مذبحة الايزيدية وقالت اهلي يذبحون تعاطف معها النواب الكرد وبعض النواب السنة وقسم من الشيعة وتباكوا وانهالت الدموع على الخدود  وتناسو سبايكر لابواكي لها , بكت فيان وبكى العالم معها ولم يبكى العالم رغم الصور البشعة  وما تحمله من مأساة انسانية حقيقة على مجزرة سابيكر لانهم من المذهب الشيعي ,تعالت المطالبة باتخاذ موقف حازم في مجلس النواب بعد مرور شهرين على مذبحة سابايكر واتخاذ مواقف عسكرية ردا على المذابح للطوائف الاخرى ولم يتجرأ نواب الشيعة ان يتخذوا موقفا حازما سريعا وقرارا في مجلس النواب يضمن حقوق اهالي الشهداء او على الاقل رد اعتبار لتلك الدماء التي سالت في مناسبات عدة , لا اعلم ولا اسمع غير صوت الدكتورة النائبة حنان الفتلاوي الذي تعالى واستمرت مطالباتها في جميع وسائل الاعلام وابدت تعاطفها مع اهالي سبايكر وقامت باستقبال الناجين من تلك المذبحة للاستماع الى شهادتهم وعرضها على الرأي العام وطالبت على ان تكون من الجرائم الدولية دون رحمة  في الوقت الذي غيبت تلك الحادثة ولم يتناقلها الاعلام واعظاء الكتل السياسية لشدة هلعها وهول صدمتها , ولم يوفٌق مجلس النواب مع الاسف الشديد رغم ارجحية الكتلة النيابية الأكبر للأتلاف الوطني كمدافع حقيقي لابناء مذهب قتلوا بدم بارد وغيبت اصواتهم ولم يفسح  المجال الى الشهود ان يدلوا بشهادتهم كاملة وكأن القضية سيست او تقايض عليها  لتوزيع المناصب من اجل الابتعاد عن ادخال البلد في حمام  الدم , وهل يعلم الجميع ان غالبية المهجرين هم من الشيعة بعد ان قتلوا ومثلوا بجثثهم كما حدث لقرية البشير جنوب كركوك , وحينما هجر المسيحيون تعاطف العالم معهم واشتدت الظربات على تنظيم داعش ,الى متى يبقى صوت النائب الشيعي رغم انه الكتلة الكبيرة مغيب ومفتت  وغير محترم ولم يؤثر في اتخاذ القرار في حماية مذهبه , الى متى تبقى اصوات العمائم السوداء والبيضاء في تنافر وكراهية وبغض , نحن نحتاج الى من يرمم ويصلح عقولنا وعقائدنا , اذا صلحت عقول البشر صلحت اخلاقهم واستقامت امورهم وتحسنت علاقاتهم الاجتماعية, سيتحد الجميع من اجل قتال الخونة والداعشين  وسيتوقف نزيف الدم الذي نراه كل يوم دون رحمة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/21



كتابة تعليق لموضوع : سبايكر شلال دم سال في تكريت دون ذنب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net