صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

اليمين الدستوري ..المادة 48 هل هي كمالية لدى العراقيين ؟
حمزه الجناحي

مرت على مجلس النواب منذ انعقاد الجلسة الاولى اكثر من شهرين ونصف ..وليومنا هذا بعد كل تلك الفترة الطويلة ولاتكاد جلسة من جاساته تمر الا ويؤدي نائب او وزير اومسؤول اليمين في هذا المجلس الموقر وكأن المجلس لا شغل له الا بتأدية اليمين لوزير اصبح برلمانيا او برلمانيا اصبح وزيرا .. عندما ادى اليمين الدستوري اعضاء مجلس النواب وبصوت واحد وامام انظار الشعب العراقي الذي شاهد تلك اللحظات على شاشات التلفزة وهو يعتقد ان هذا القسم سيبقى عالق باذهان من ادوه وهم يقسمون بالله العلي العظيم ان يؤدون الامانة التي اوكلها لهم الشعب يوم ذهب الى الانتخابات وبتلك الظروف الحرجة وتحدى الارهاب والإرهابيين ومفخخاته ليضع ثقته كلها على اكتاف اولاءك الاشخاص الذي يراهم اليوم وامامه يؤدون اليمين او الحلف انهم سيكونون متفانين ومخلصين ومحافظين على وحدة العراق واستقلاله وسيادته ومصالح شعبه ويصونون الحريات العامة والخاصة واشهدوا الله على قولهم ,,باختتام تلك العبارات وقولهم (والله على ما نقول شهيد) انتهى القسم الذي وضعه المشرع في الدستور العراقي كمادة مهمة وبرقم المادة 48 منه ..
الحقيقة وددت ان اعطي لنفسي الحق بان اقول أن العراقيين مولعيين باداء تلك اليمين والذي اغلبنا قد اقسم وحلف به ومنذ طفولتنا وبايام الكشافة وايام التخرج من الكليات والمعاهد ونرى اليوم قادتنا ايضا يؤدوه ليلزموا انفسهم به ويشهدوا الشعب على ذالك وامام المسئولين العراقيين اللذين يقفون جانبا كي يسمعوا ذالك المسئول او العضو او الاستاذ وهو يحلف باغلظ يمين ويبدأه بانه يقسم بالله العلي العظيم وهذا وحده كافيا أن يلتزم امام الله وامام نفسه كونه قد كبل تلك النفس الامارة بالسوء بذالك القسم واي حنث بذالك القسم يعني الخيانة العظمى لله والوطن والشعب ليس العراقيين وحدهم لديهم اليمين الدستوري بل كل دول العالم لديها ذالك اليمين لكن اعتقد انهم أي العراقيين الوحيدين بين الشعوب لا يلتزمون بذالك القسم القانوني ..
احيانا تضاف له عبارات مثل اقسم (بمعتقدي او مبادئي ) ان اصون الامانة أي ان ذالك الحالف يعرف انه سيستلم امانه من لدن مؤسسته او حكومته او دولته وعليه ان يصون تلك الامانة بما يستطيع من اخلاص وتفاني ولا يخونها والخيانة يعني انه قد ضحك على الله وعلى وطنه وعلى شعبه وعلى دائرته كونه لم يستطيع السير بطريق الاخلاص وبالتالي فهو لا يصلح ان يستمر بمسك تلك المهمة وتلك الامانة الموكلة اليه وهنا يجب ان يدفع ثمن تلك الخيانة وحسب القانون او حسب الشريعة او حسب العرف الذي هو يعتقد به اويتحول الى الطرق الاخرى لأسترداد تلك الامانة ومعاقبته على عمله المشين ذالك ...
الحنث باليمين في الشريعة الاسلامية تعتبر جريمه وعلى فاعلها ان يدفع كفارتها وحسب نوع تلك الفعلة الذي فعلها خاصة ونحن نعلم ان من يكذب بعد القسم فينعت بالكذاب وحتى في المحاكم العراقية عندما يقسم احدهم ويطلب منه القاضي ان يضع يده على كتاب الله ويردد وراء القاضي ذالك القسم بان يقول الحقيقة واذا لم يقل الحقيقة واكتشفت المحكمة انه يكذب فهذا يعني انه يضلل سير التحقيق ويكذب على المحكمة وهناك عقوبات عليه ان يتحمل وزر عمله ككاذب فيتعرض لها...الحقيقة ان سبب كتابتي لهذه المقالة ليس لأذكر الناس او اللذين اقسموا ان يراجعوا انفسهم ويعتبرون من ذالك اليمين الاعتباري الذي اقسموا به وهم في كامل قواهم العقلية والجسدية وهم يضعون ايديهم على المصحف الشريف و يرددون ذالك القسم أو ان اعطي درسا في هذا الموضوع فالجميع يعرف معنى القسم واهميته وقانونيته ..
عندها تذكرت ان كل اعضاء المجلس وفي يوم واحد ووقت واحد رددوا القسم الدستوري امام الشعب وانهم سيصونون الامانة ويحافظوا على وحدة الشعب ويعملوا بجد وباخلاص والملايين تشهد على ذالك والله قبل الناس شاهد وبالسنتهم عندما وضعوه شهيد على قولهم وبقولهم والله على ما نقول شهيد...
اذن النواب اذا لم يحترموا الشعب العراقي الذي اوكلهم ان ينوبوا عنه فهم لا يستحقون العودة ثانية لشغل تلك المناصب لأنهم كذابين وقد كذبوا على الله وعلى الوطن وعلى الشعب .
المادة" 48 ":من الدستور العراقي تقول
يؤدي عضو مجلس النواب اليمين الدستورية أمام المجلس قبل أن يباشر عمله بالصيغة الآتية:
" اقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ وإخلاص وان أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه واسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي وان اعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء والتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، والله على ما أقول شهيد ".
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/22



كتابة تعليق لموضوع : اليمين الدستوري ..المادة 48 هل هي كمالية لدى العراقيين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net