العَلامّة السَيّـد هَـاني فحَـص فـي ذمّــة اللَّـــه تعـالى
اسامة العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العَلامّة السَيّـد هَـاني فحَـص فـي ذمّــة اللَّـــه تعـالى
رجَل التعـدّد والتنوع الفكَري ضمن الأعَتـدال الوسَطَـي
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
نفقد اليّوم علماً كبيراً من أعلام الفكر الإسلامي المُعتدّل الّذي قلّ وجوده في واقعنا المُعاصر ولربَما لسُوء الحظ أن المُعتدلين في التيارات الإسَلامية أندر من الكبَريت الأحمر كما يقال وفي الغالب أن من يصَعد بصوته إلى أعلى مستوى هو من تكون له الشَعبية والجماهيرية المُطلقَة ، ومن هنا يكون الأعتدال تحديـًا لمن أراد الجماهير ، وإذا أردنا أن نتحدث عن الإعتدال الوسطي والتنوع الفكري في الخطاب الإسلامي سنقف طويلا أمام أنموذج رائعاً غيّبه الموّت عنا وهو السّيد العلامّة هاني فحص والذي قارب من خلال أعماله العديدة بين الدين، والأدب، والحَداثة، والمعاصرة. لم يجعل الرؤية الإسلامية منحصرة بالجمود والتقليد والأتباع وتبديع الإبداع، بل خاض بجسَارة نادرة مجال النظرية المعاصرة داخل الإطار الإسلامي متممـًا بذلك مسيرة علماء سبقوه بهذا المجال منهم محمد مهدي شمس الدّين.
لم يتبن السيد العالم هاني فحص موقفـًا حديـًا تجاه الآراء والأفكار المُتعدّدة، بل رأى أن التعدد قانون كوني وليس العيب فيه العيب في إدارته يعني تحويل الاختلاف عن الخلاف إلى مصدر حيوية وتكامل وهذا التعدّد لا يمكن أن نلتمسه في حيز دون حيز آخر هو موجود في كل مكان ويعتبر أنه وحتى الجماعات الصغيرة الفرعية هناك تعدد داخلها لذلك يصبح الحوار في الأدنى شرطا في الأعلى أنت تكتسب أهلية الحوار مع العلماني عندما تكون أنضجت حوارك الديني وتكتسب أهلية الحوار الديني الإسلامي عندما تكون أنجزت حوارك المذهبي لأنه حتى داخل المذهب هناك تعدد وهناك مدارس هناك دماء داخل المذهب الواحد فإذن، التعدّد قانون كوني يحتاج إلى حوار.
العلامة هاني فحص رضوان الله تعالى عليه ، أيقونة في تاريخ الفكر الإسلامي المعاصر لجهة هذا التمسّك بالتعددية والحوار والنقاش بدلاً من التنابز والتكفير والتنافي وإغلاق باب النقاش مع التيارات المَذهبية الأخرى أو مع العلمانيين، وهو من الداعمين للنقاش مع أي فكر أيــًا كان، لقد راهن على الحوار بوصفه علاجا أبديا مُستمرا لكل المعضلات في التداول الفكري داخل مذاهب المسلمين.
لقد أصبح السيد هاني جزءاً من وعي الثقافي والفكَري والحواري خلال الثلاثين سنة الماضية وتعلمنا منه الكثير وخصوصـًا لمن يقرأ له ويسمع له في الانفتاح على الاخرين وأقتحام المواقع الثقافية والفكرية والدينية المتنوعة وخصوصا على صعيد الحوار الاسلامي- المَسيحي ، والإسلامي العلماني الحداثوي ، فهو ضرورة لايُمكن الأستغناء عنها وبالاخص على الصعيد الشيعي لانه كان جريئــا بالتعبير عن مواقفه النقدية ومُحبـًا لمن يختلف معهم وحريصـًا على إيصال مواقفه وأرائه للآخرين دون أن يؤذيهم او يقسو عليهم وهذا مانفقده في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة .
فرحَم الله السَيّد هـاني بواسع رحمته وأفادنــا الله تعالى من حُسن منهجه وثقافة وعية والسيّر على طريقته فإن الأعتدال سيّد الموقف والحمد الله ربّ العالمين .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اسامة العتابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat