صفحة الكاتب : مرتضى الحسيني

سبايكر ..!! نهائي
مرتضى الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(( أمي باركي لي سأمسي حراً ..!! ،  فمختار العصر تفضل عليّ كثيراً و اراحني مما أنا فيه من ثقلٍ و طولٍ .. !!  ..)) هكذا باتت كلماتي الاخيرة قبل تقبيل عنقي برصاصة قيل عنها رصاصة الرحمة ، يااا لها من رحمة ..!! جعلت قلبي يرفرف كحمامة بيضاء يلاحقها مجموع من الغربان في سماء بلادي ، و الغريب أنّي معتاد على الفرار من الغربان على الرغم من اختلاف الوانهم ، فمنذ نوعومة اظافري افر و افر ..   فما إن تسنمتُ الرابعة حتى حملت المناديل الورقية حول اشارات المرور او بين سيارات المسؤولين ، فهم يحتاجونها اكثر من غيرهم فايديهم قليلا ما تكون نظيفة ، و لكن الملفت للنظر  انهم  لا يحبون النظافة على الرغم من الوسخ الظاهر على ايدهم ، و كإنهم لم يقرؤوا أخباره ( ص ) عن النظافة فهي من الايمان ..!!  فأرجع الى المقعد الثاني لسيارتهم لاتوسل بأولادهم المتخمين ليشتروا مني القطعة او القطعتين و بدل إن يحذروا آبائهم من القاذورات التي تلم بايديهم ، تجتاحني عيونهم الحائرة المتعجبة و كإني من كوكب المريخ او  لستُ انساناً .. !! ، فتتصاعد صرخاتهم ((  ما هذا المخلوق يا ابي ؟!  فاليبتعد عنا ..!! يجلب لنا الوباء  ))  ، فبدل إن ايشتروا مني الماديل  .. اقسم لهم بكل النواميس أني انسان !!  لربما لن يصدقوا كلامي لكني القي عليهم الحجة من كوني انسان ، فتجتاحني الحيرة بعد رحيلهم عني و يسأل عقلي قلبي (( أ لأن قصري يختلف عن بيوتهم ؟!  )) ،  فامي من بنته من صفائح الدهن الفارغة التي كنا نجمعها من مزبل بيوتكم  ، اتذكر يومها وجدتُ شكلاتا ممزوجة ببعض بقيا التراب (( كم كانت  لذيذاً ؟! ))  و لكن للاسف لم اظفر إلّا بقضمة واحدة منها فقد انهالت عليّ الحجارة و الصراخ (( متشرد .. متشرد .. قذر  )) و لكنها اكملت بناءه .

(( علي ... علي .. علي !! زال الزيتوني و جاءتْ مسبحة )) هذه صرخات اخي الاصغر تناديني معلنة ساعة التحول ، فقد كفانا الله شر الزيتوني و استبدلناه بمسبحة ... بمسبحة من السندلوس او الكهرب !! ، (( حسين..  نور عيني .. ارجع الى امنا فهي ترى بعينيك و خذ لها هذا الطعام ، و لعلي اظفر ببيع وفير عند اشارات المرور فالكثير يريد ان يمسح يده فالمسبحة تصرخ من وسخ ايدهم  .. )) ، بعد ان رجع اخي الاصغر حسين الى قصرنا شاهدتُ سيارات المسؤولين عند اشارة المرور  و قد ابدلوا الزيتوني بمسبحة !! ..  كم كانت تتألم حينها ؟! فكل حبتٍ تُتُلَقف كانت تستبدل  صرختها ب(( الغوث الغوث خلصنا من النار يارب ..)) ، اخرج أحد المسؤول راسه من السيارة و ناداني و خلفة شباب ثلاثة مزالوا  يظنون اني من المريخ ، فهذا حالهم منذ كانا في الرابعة فلم يتغير إلا الزيتوني و قد استبدل بمسبحة  !! ،  و لذلك صرختُ باعلى صوتي (( يعيش العراق .. يعيش العراق .. اصبحتُ انساناً فقد زال الزيتوني ..))  ، فاخبرتُهم بزوال الزيتوني و اني انسان ، و ستورق اغصان اللبلاب و تتسلق الثريا و سادخل المدرسة و اصبح مهندساً ابني العراق و ابدل خارطة قصرنا فهي مليئة بالاحزان باخرى يغمرها السعادة ، و و .. ، فبينما كنتُ منشغلاً بحلمي عن نظراتهم و باتت انيبهم تجثم على صدري و يحدقون فيّ  و كأنهم ارادوا تمزيق الحلم ، فنعتوني بالمتحول المجنون و لكن بصوتٍ يشبه صوت المسبحة ، فأستدركتُ كلامي عندما تذكرت قول أمام العراق (( تغيير الوجوه التي لم تجلب الخير  )) ، و التغيير  قادم لا محالة ، فعليكم بالمناديل لتزيلوا الوسخ حتى نعيش بسلام ، فهربت سياراتهم من اشارة المرور و كإني القيتُ عليهم المعوذتين ، فلم يأخذوا المنايل مني ولو بالمجان و تركوا لي وريقة صغيرة على الرصيف  فحواها (( العراق يناديك في سبايكر فيجب تلبيت نداء الوطن و ارحنا  )) ، بعدما قرأتُ هذه الكلمات جال في تفكيري (( الوطن ..!! الوطن ..!! يناديني أنا ..!! كيف يناديني و انتم تقولون اني لستُ انساناً فهل الوطن ينادي ألفي شاب و لكن ليسوا بشراً ؟! و هل الوطن ينادي فقط المتحولين كما تقولون ؟! و لماذا الوطن لا ينادي اولاد المسؤولين  ؟!  )) ، فتناسيت ذلك بل بات الفرح يطرق بابي و كإن قلبي يتكهن بفتوى الواجب الكفائي و تربة هذا الوطن محرم على داعش ، فودعت امي و قبلت كفيها و اوصيتُ حسين بها ، فكانت صرخات امي زغاريت عريس ليلة زفافه ، و كإنها هي الاخرى تنبأت بالجهاد الكفائي ، و لما سارت بي السيارة لتكريت شممتُ رائحة الخيانة على هيأة (( مسبحة و زيتوني ))، حتى وصلتُ معسكر سبايكر بصحبة الفي شاب  ، فكنا جميعاً فرحين و لا نعلم لماذا ؟! فالظاهر ان الهم الذي كان يجثم على صدورنا سيزال ، و لذلك اقنعنا ضباط بان نرجع الى بيوتنا و سنكافأ و لكن بشرط واحد أن نقدس الزيتوني و المسبحة  ، فانتابنا الهلع حينها فالنقيضان لا يجتمعان فكيف أجتمعا في سبايكر (( زيتوني و مسبحة )) ، صرخ الفي جندي بصوتٍ واحد (( هيهات منّا الذلة ))  

اعناق من معي تطايرت  الى الخلود و هي تهتف (( سلاماً يا عراق )) ، حينها جاءني رجلان كان احدهما يرتدي زيتوني و خمس انواط شجاعة و الاخر يرتدي بدلة سوداء و يمسك مسبحة شاهدتها عند اشارة المرور ، و قبل اني ينهيا - الله اكب...-  ناديتُ  : 

(( أمي خذي اصحاب الوجوة التي لم تجلب الخير الى لاهاي  ..)) 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/25



كتابة تعليق لموضوع : سبايكر ..!! نهائي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net